نفى إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة بقطاع غزة، تدخل حركة حماس فى الشأن الداخلى المصرى، وقال "تأكيداً منا على احترام مصر، والتزاماً بسياستنا الثابتة، فإننا لم نتدخل فى الشأن المصرى مطلقاً لا من قريب ولا من بعيد، لا فى سيناء ولا فى أى مكان فى مصر، وكل ما قيل فى الإعلام أو غيره من اتهامات هى غير صحيحة ومجافية للحقيقة، بل على العكس من ذلك نحن قدمنا كل ما نستطيعه كحركة وكحكومة فى غزة من أجل التجاوب مع حاجات ومطالب الأشقاء فى مصر بما يخدم الأمن القومى المصرى".
وأضاف "هنية"، فى خطاب ألقاه اليوم بمركز رشاد الشوا الثقافى وسط غزة: "نحن فى الحركة نشعر بالصدمة عندما يجرى تناول الحركة إعلاميا من مواقع مصرية، وحتى من مسئولين، كطرف يريد الشر لمصر وأمنها وجيشها ومكوناتها، فنحن لا نريد لمصر إلا كل الخير والأمن والوحدة والاستقرار، ولا نتوقع منهم إلا كل الدعم والاحتضان، وتأكيداً منا للثقة فى موقفنا وسلامته فإننا ندعو الأجهزة القضائية فى مصر إلى تزويدنا بأية معلومات لمتابعتها، ولإزالة أى هواجس أو شكوك لدى الإخوة فى مصر، مع تأكيدنا بأن ما يجرى هو محض اتهام يفتقد إلى الدليل، ويقف وراءه أناس يهدفون إلى إحداث الوقيعة بين مصر وفلسطين، وحرف البوصلة، وصرف الأمة عن قضاياها الرئيسة".
وأضاف "هنية" فى خطاب اليوم: "لسنا طرفاً فى أية حوادث جرت أو تجرى فى سيناء ولا فى غيرها، فنحن لا نعمل إلا فى ساحتنا الفلسطينية، ولا نوجه بنادقنا إلا ضد العدو الصهيونى فقط"، مؤكدا أن "مصر ستظل على الدوام الشقيقة الكبرى والعمق الاستراتيجى لفلسطين، نحترمها ونقدر تاريخها مع شعبنا ومع الأمة، وسنظل حريصين على مصالحها وأمنها القومى، على الرغم مما لا يزال يصيبنا من أذى وحصار وتضييق، جرّاء إغلاق معبر رفح الطويل والمتكرر، وهدم الأنفاق دون توفير بدائل، وكيل الاتهامات المختلقة للحركة، والتحريض إلى حد التلويح باستهداف غزة وضربها عسكرياً، وعلى الرغم مما لحق بنا من حيف كبير جرّاء الحملة الظالمة التى قامت بها بعض وسائل الإعلام فى مصر ضدنا منذ قرابة العام".
وقال "هنية": "إن حماس لا تغازل أحداً ولا تستجدى أحداً ولا تندم ولا تعتذر عن تلك المواقف المشرفة حتى ترضى أحداً، ولا تشعر أنها فى مأزق حتى تدفع ثمناً لأحد للخروج منه. نعم هناك تطورات كبيرة فى المنطقة أثرت علينا وعلى غيرنا، فمن منا لم يتأثر بتلك التطورات والمخاضات الصعبة، لكن تأثيرها على بعض علاقاتنا السياسية مثلاً جاء جرّاء تغير البعض هناك أو هناك تجاهنا، وليس جرّاء أخطاء حقيقية وقعنا فيها مع أحد، فنحن لم نعتد على أحد ولم نغدر بأحد، ولم ندخل فى صراع مع أحد، ولم نخطئ فى البوصلة والمسار العام. ولئن تجنّى علينا البعض واتهمنا بأمور لم نفعلها فهذا أمر يسوؤنا ويحزننا، ولا نتمنى وجود أى توتر مع أحد، ولسنا معنيين بأى معارك إعلامية أو سياسية مع أحد، ولن نستدرج إليها، لكن هذا لن يثنينا عن مسارنا ومبادئنا ومواقفنا الراسخة، ولن يشغلنا عن معركتنا الوحيدة فى مواجهة المحتل الصهيونى".
وتابع "هنية": "من حق مصر اتخاذ الإجراءات التى تراها مناسبة لحماية أمنها على ألا تكون هذه الإجراءات على حساب غزة ومقاومتها الباسلة، ولا بد من إنهاء الحالة الراهنة، ووضع الترتيبات السريعة لمرور الأفراد والبضائع بين مصر وغزة بما يحقق مصالحنا المشتركة". مضيفا: "ندعو الأشقاء فى مصر إلى فتح معبر رفح بصورة كاملة للحركة التجارية والأفراد، كإجراء سيادى مصرى لنستغنى عند ذلك عن الأنفاق، فالهدف هو ضمان الحياة الكريمة لأهلنا فى غزة بعيداً عن الحصار".
رئيس حكومة "حماس" المقالة بغزة ينفى تدخلهم فى شئون مصر.. ويؤكد: لا نعمل إلا فى ساحتنا الفلسطينية.. هنية: مستعدون للتعاون مع القضاء المصرى لإزالة الشكوك تجاهنا.. ومن حق القاهرة حماية أمنها القومى
السبت، 19 أكتوبر 2013 11:48 ص