ويتضمن المشروع، بالإضافة إلى مجلة "هرمس"، مجلتى الترجمان ولوجوس، ويستهدف المشروع دعم النشر العلمى والأكاديمى لجامعة القاهرة فى مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية التى تمثل نحو 30% من النشر العلمى للجامعة فى مختلف القطاعات الأكاديمية.
وأشار الدكتور محمد عثمان الخشت، مدير مركز اللغات الأجنبية والترجمة التخصصية بجامعة القاهرة، إلى أن الإصدار الجديد من هرمس يتضمن مقالات بحثية مهمة وتقارير محكمة من جانب الخبراء والمتخصصين.
ومن أبرز الدراسات البحثية التى يتضمنها هذا العدد دراسة بعنوان: "الهجرة غير الشرعية: المفهوم والحجم والمواجهة التشريعية"، حيث تناولت الدراسة مفهوم الهجرة غير الشرعية وتاريخها وأسبابها وحجمها فى مصر، والتشريع الدولى والاتفاقيات الدولية الخاصة بها، والتشريع المصرى فى هذا الإطار.
وكشفت الدراسة عن تسجيل تدفق واسع لأنواع الهجرة المصرية إلى الخارج خاصة بدول حوض المتوسط قبل عام 1985، حيث كانت الدول الأوروبية، ولا تزال بحاجة إلى مزيد من العمالة القادمة من الجنوب، وكانت تتحكم فى حركة المهاجرين من الجنوب عبر قنوات التجمع العائلى، وكانت تلك هى المرحلة الأولى لتدفق الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
أما المرحلة الثانية من الهجرة التى بدأت من عام 1985 حتى عام 1995، فقد تميزت بظهور التناقضات المرتبطة بالمهاجرين ومزاحمتهم أبناء البلد الأصليين، واتسمت هذه المرحلة بظهور الاتفاقيات الدولية الصادرة عام 1990 المخصصة لحماية حقوق العمال المهاجرين، والموجة الثالثة، والتى تبدأ من عام 1995 وحتى الآن أخذت طابعاً أمنياً صارماً لجأت إليه الدول الأوروبية عبر القانون الجديد للهجرة وإبرام اتفاقيات مع دول الجنوب حول ترحيل المهاجرين غير الشرعيين.
وكرد فعل لذلك بدأت عملية الهجرة غير الشرعية السرية، كما تعرضت الدراسة لأسباب الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو نفسية أو لأسباب تتعلق بالبحث العلمى من شباب ذوى قدرات علمية.
وكشفت الدراسة أن الإحصاءات الدولية تقدر عدد الشباب المصريين الذين دخلوا أوروبا خلال السنوات العشر الماضية بنحو 460 ألفاً من بينهم 90 ألفاً يقيمون فى إيطاليا بشكل غير رسمى، وسجلت إحصائيات الأمن الإيطالية وحدها فى الربع الأول من العام الحالى دخول سواحل إيطاليا 14 زورقاً محملاً بأكثر من 1500 مهاجر غير شرعى من مصر، ولقى نحو 500 منهم مصرعهم فى البحر المتوسط من عام 2007 حتى الآن مقابل 302 مهاجر مصرى خلال عام 2006.
ومن البحوث المنشورة كذلك فى هذا العدد بحث بعنوان: "التاريخ الشعبى لمصر عقب ثورة 1952"، ويكشف البحث عن رؤية الوجدان الشعبى المصرى بعد وصول الضباط الأحرار إلى الحكم خلال الفترة الانتقالية من عام 1952 حتى عام 1954، وما شهدته هذه الفترة من صراعات داخلية حول السلطة، والتى كان طرفها جمال عبد الناصر ومحمد نجيب وجماعة الإخوان المسلمين، واستمرت عامين سالت فيها دماء المصريين، وكادت تحدث فيها اشتباكات من الجيش والشعب الذى تقدمه الإخوان المسلمون بعد ما شعروا بتهميش عبد الناصر لهم فى الحكم بعد الثورة، وتصاعدت وتيرة المظاهرات فى الشوارع رافعة شعارات "دولة مدنية" حتى سنحت الفرصة لعبد الناصر بتوجيه ضربة إلى منافسيه انتهت بتحديد إقامة محمد نجيب واعتقال قيادات الإخوان المسلمين.
واعتمد البحث فى توصيف هذه الفترة من تاريخ مصر من خلال وجهات نظر وحكايات البسطاء والمهمشين وشهود العيان، فيما عايشوه من أحداث تاريخية أو السيرة الذاتية لبعض الأشخاص فى تناولهم لهذه الفترة التى لم يلق عليها الضوء الكافى، لما تضمنته هذه الفترة من أحداث مهمة حددت مسار مصر، ومن بينها حادث المنشية وتزايد شعبية عبد الناصر والصدام مع الإخوان المسلمين.
وشمل الإصدار الجديد من هرمس دراسة بعنوان: "الإسهام الاجتماعى لرجال الأعمال فى التنمية الاجتماعية"، وتلقى الدراسة الضوء حول ممارسة الدور الاجتماعى لرجال الأعمال فى إطار المسئولية الاجتماعية لرأس المال ودور الدولة فى صياغة برامج عمل واضحة فى هذا الاتجاه من خلال إدارة التنمية بشقيها الاقتصادى والاجتماعى، والتى يمكن لرجال الأعمال والشركات الخاصة أن تقوم بها فى المجتمع، مع التزام رجال الأعمال بالمساهمة فى سد الفجوة الاجتماعية والحد من الفقر.
وقال الدكتور محمد عثمان الخشت إن الإصدار شمل أيضًا 10 مقالات مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، أعدها نخبة من الأكاديميين المصريين.
