تعانى معظم الشعوب الشرقية والعربية من الازدواجية، خاصة فى فكرة الحكم على الأشياء، فغالباً ما توضع العادات والتقاليد هى العامل الرئيسى الذى على أساسه يتوقف الحكم على الشىء إذا كان سلبى أو إيجابى.
هذا ما أكدته الدكتورة شيماء عرفه، أخصائى الطب النفسى، التى تعتبر الازدواجية من أكثر الأمراض النفسية والمجتمعية التى يعانى منها المجتمع الشرقى، والمشكلة هنا أن الأفراد غالباً لا يضعون أنفسهم بأماكن الآخرين، بل يتخذون القواعد التى تربوا عليها هى الحاكم الأول والأخير فى أى أمر لا يخصهم على المستوى الشخصى.
وتقول: "بمعنى آخر دائماً ما يحرم الفرد على الناس ما يحلله لنفسه، ويعتبر هذا التعبير هو أبسط تعريف للازدواجية التى مازالت تعانى منها الشعوب الشرقية، والتى كانت نتيجة التربية الخاطئة، وفرض الكثير من المحظورات، مما يجعل الفرد يتمسك بفرض هذه المحظورات على غيره، فى حين عدم مقدرته على تطبيق تلك المحظورات على نفسه".
وتنهى الدكتورة شيماء حديثها بالتأكيد على دور التربية فى القضاء على هذا المرض النفسى المعقد، وخلق جيل خالٍ من العقد، والبعد عن فكرة رقابة المجتمع، واستبدالها بأن يكون الإنسان هو الرقيب على نفسه.
