يحمل"عم زكريا أحمد " والشهير بـ"الشبح" العود رفيق دربه منذ 40 عامًا ككنز ثمين وينتقل به خلال جولته اليومية على المقاهى الشهيرة بالحسين " أنا باجى هنا كل يوم وألف على قهاوى الحسين لحد ما ألاقى زباين عايزين يسمعوا الطرب القديم أعرض عليهم أغنيلهم شوية من غير ما أحدد الفلوس وكل واحد وتقديره بقى ".
عم زكريا ليس الوحيد الذى يقوم بذلك فهناك جيش جرار من العازفين والمطربين والمواهب الحقيقية ممن يطلق عليهم اسم "المطربون المتجولون"، منهم من خرجوا من مثل هذه المقاهى وشقوا طريقهم فى عالم الفن مثل المطرب سيد درويش وعبد العزيز محمود ومحمد قنديل بينما آلالاف غيرهم عاشوا وماتوا ولم يسمع بهم أحد.
وهو ما أكده المطرب المتجول "محمد الزواوى" قائلا " الفن القديم لن يموت ولا زال يطرب الآذان وهو الفن الحقيقى خاصة بعد ظهور الألوان الفنية الركيكة"، ويضيف " الزواوى " أن المطرب المتجول لا يجد مكانا له وسط الألوان الغنائية التى تنحط بالذوق العام، لذا يفضل أن يحتفظ بالفن الأصيل".
وعن أصول المهنة يحكى "عبد الستار عليش" المطرب وعازف الكمان:"معظم المطربين المتجولين هواة وبيشتغلوا باليومية زى الصنايعية رغم أنهم بيقدموا فنا أصيلا، والهدف من المهنة دى هو إسعاد الناس قبل كسب الرزق".
الثورة أثرت كثيرا على المطرب المتجول كما يقول عليش" بعد ما كان الرزق كتير والسياح مفيش أكتر منهم دلوقتى بقت مهنة الشحاتة والتدليل وفرض الإتاوات من أصحاب القهاوى عشان يسمحوا لهم بالعزف وسط الزبائن".
مشيرا إلى أن أجر المطرب المتجول كان يصل إلى 200 جنيه فى الساعة الواحدة ولكن بعد تردى الأحوال أصبح يتراوح بين العشرة والعشرين جنيها.
مطالبا أن يكون للمطربين المتجولين نقابة تحميهم من المطاردات الأمنية التى طالما لاحقتهم بتهمة إزعاج السياح وأحيانا التسول.



