ومنذ ثورة 25 يناير فى عام 2011، لم تعد المعارض حكرا على الجمعيات الخيرية والمنظمات الاجتماعية الكبيرة، ولكن اجتمع الشباب فى مختلف المحافظات على رفع شعار وهو "سعادة الفقراء فى العيد واجب".
شريف أحمد وأصدقاؤه كونوا فريقا صغيرا وأطلقوا عليها "حلم"، ليصبحوا حلم كل بسيط فى محافظة الدقهلية، استطاعوا أن يقيموا 5 معارض خيرية فى قرى يحتاج أهلها إلى من يسعدهم.
يحكى شريف عن المعارض ويقول، بدأنا بجمع ملابسنا التى لم نعد تستخدمها وننظفها ونضعها فى أكياس وذهبنا بها إلى قرية درين، ومنها جاء الإقبال على التبرع بالملابس لإقامة معارض متتالية فى كتامة، ميت أبو الحسين، وبطره، وأخيرا فى سنديله، ولم نتوقع أن يكون الإقبال كبيرا لهذه الدرجة، وجاءت فكرة المعارض كبديل لمحلات الملابس التى ينظر إليها البسطاء على أنها حلم، فتدخل كل أسرة إلى المعرض وتختار ما يعجبها حتى تشعر أنها طبيعية.
أما شباب مدينة نصر أسسوا فريقا وأطلقوا عليها "مصر بتاعتى" واجتمعوا ليقيموا 6 معارض فى مناطق مختلفة من الأحياء الشعبية وهى الحى العاشر، التبة، الهجانة، ومنشية ناصر، يقول محمود زيدان، أحد مؤسسى الفريق، هناك أسر كثيرة لديها ملابس لا تقوم باستخدامها، وكان ينتابها نوع من الكسل لعدم التبرع بهذه الملابس نظرا لعدم معرفتهم بالأماكن المختلفة التى يقومون بالتبرع لها، فنقوم نحن بالمرور على أصدقائنا والجيران فى حى مدينة نصر ونحضر منهم الملابس، بالإضافة إلى أن هناك أسرا تتبرع لنا بملابس جديدة لم تستخدم من قبل، بالإضافة إلى شراء ألعاب للأطفال لإدخال السعادة إليهم فى الأعياد.
وتشير مروة عبد الحكيم، أحد أعضاء فريق مصر بتاعتى، فرحة الأهالى بالمعرض الأول والإقبال عليه، هو ما جعلنا نستمر ونزيد مع القطع التى نقوم بعرضها حتى تشمل جميع الأعمار والمقاسات، ونحاول قدر الإمكان أن نصل إلى أماكن كثيرة ونخرج من نطاق مدينة نصر لجميع المناطق العشوائية.
أما شباب صناع الحياة قرروا تكسير كل الحواجز والوصول إلى جميع البسطاء فى مختلف المحافظات ليقيموا 500 معرض خيرى على مستوى محافظات الجيزة، كفر الشيخ، الإسكندرية، الشرقية، المنيا، بحيرة، المنوفية،جنوب سيناء، بنى سويف، سوهاج، الغربية، القاهرة، الفيوم بورسعيد، الإسماعيلية، السويس، القليوبية.
تقول نورهان عبد الرحمن، مسئولة المركز الإعلامى بصناع الحياة، ليس هناك أجمل من ابتسامة طفل لحظة حصوله على ملابس قام هو باختيارها، وليس هناك أجمل من سعادة أب وأم لحصولهما على ملابس اختاراها بإرادتهما، هذه السعادة قرر أن يرسمها شباب فى مختلف المحافظات من خلال معارض الملابس الخيرية فى المناطق والقرى والمراكز التى يعانى أهلها من الفقر على مستوى الجمهورية، واستطعنا من خلال المعرض من جمع وفرز وتوزيع ما يقرب من مليون قطعة ملابس.
ونظرا لكثرة المعارض الخيرية، فكر شباب نبنى، فى عمل معرض مختلف عن الملابس، وهو معرض للحمة لتوزيعها على أهل منشية ناصر، يقول أحمد بيومى، المسئول الإعلامى لنبنى: نقوم بعمل معرض للملابس فى عيد الفطر ومع بداية العام الدراسى، ولكن عيد الأضحى له طعم مختلف، ينتظره الفقراء حتى يذوقوا طعم اللحم، لهذا خصصنا عيد الأضحى لعمل معرض للحوم، ويتم توزيعها فى العيد، حتى يشعر الفقراء بقيمة العيد لهم، فهو يجعلهم يسعدون بالعيد أكثر فرحة الملابس لأنه يستطيعوا عمل طعام طيب لا يذوقه كثيرا.
ويضيف: استهدفنا هذا العيد ما يقرب من 500 أسرة فى منشية ناصر، بالإضافة إلى الأسر التى تشترك معنا فى المشروعات الخاصة بالمؤسسة وهى اتبنى طالب، أطفالنا، الحرف والمشاريع الصغيرة.
ما أجمل أن نشعر بفرحة الآخرين مع رسم الابتسامة على وجوه الآخرين.









