بين زحام السيارات ومحلات السوبر ماركت المتراصة على جوانب الطريق محملة بعشرات المنتجات التى تنافس أقساطه القديمة وعربته المتهالكة لتوزيع اللبن، حدد لنفسه طريقا ثابتا لا يلقى بالا لكل ما يتغير من حوله ولا لزملاء "العجلة" الذين يبحثون كل يوم عن عمل جديد بعيدا عن مهنة تنقرض كل يوم لصالح حياة أسهل، طور عجلته إلى عربة ورفع شعار أمام المنافسين الجدد "البلدى يوكل.. والحقيقة أن صحتك فى القسط ده".
مبارك مبروك صاحب الـ44 عاما، وأحدث عربة لبن فى بر إمبابة، مازال يرى أن لبن القسط هو اللبن الأفضل ولا مقارنة بينه مع ألبان صحتك فى العلبة دية، يقول: "مفيش أحسن من البلدى، أنت هتجيب قرص طعمية بارد لتانى سخن والحكم للى يدوق ويشوف اللبن البلدى من لبن الشركات، صحتك بجد فى القسط ده".
قبل أذان العشاء بساعة واحدة تبدأ عربة عم "مبارك" تستعد فى قرية البراجيل وسط مزرعة قديمة ويقول: "مزرعتنا دية بقا لينا سنين بنورثها أبا عن جد، وبنبدأ مشوارنا منها فى البراجيل لغاية مسجد الإمام الشافعى فى إمبابة بنوزع فى الطريق ونقف هناك لحد ما الحاجة اللى معانا تخلص ونرجع ثانى".
مجسم خشبى ما بين عربات الكارو وصندوق عربات الربع نقل، هى عربة "مبارك" يفسر شكلها ويقول: "العربية دية كانت تروسكل بيبيع الموز، وأنا كنت ذى باقى بياعين اللبن شغال بالعجلة، بس جه فى دماغى إنى أحولها لعربية بتتجر، وساعدنى أخويا عشان هو شغال حداد عملنا ليها بدل العجلتين أربعة وظبطنا شوية فى شكلها لحد ما بقت كده وبقيت مشهور بيها".
ويتابع الرجل الأربعينى: "العجلة كانت آخرها تشيل قسطين، بس ديه بتشيل ذى ما أنا عايز، وسهلت عليا قوى فى الشغل".. طيب دوقت لبن الشركات قبل كده يا عم مبارك؟، "ولا عمرى هدوقة، اللبن إن مكناش نشوفه وهو نازل سخن قدام عنينا ما يبقاش ليه طعم ولا حتى أرضى أبيعه للناس".
مبارك مبروك: صحتك فى القسط ده.. والبلدى يوكل
الخميس، 17 أكتوبر 2013 02:11 م