حلقات خشبية ممتلئة "بالأضاحى" حولها وقف الجزارين فى استقبال الموسم الثابت لحكايات العيد الكبير بما يتخلله من طقوس مقدسة لا تغيب عن الشوارع المصرية، كفوف حمراء مطبوعة على الجدران تروى حكايات طريفة ليوم ذبح الأضحية التى ترتبط فى الأذهان بمواقف وحكايات لا تنسى مع كل عيد، حكايات الجزارين أمام الضحية التى تعلم موعد ذبحها، وقصص ربط الخروف وتثبيت العجل ومواقف أخرى لا تخلو ن فكاهة تعبر عن ذكريات عيد مصرى له عاداته وتقاليده الخاصة.
داخل المذبح الذى تناثرت على جانبيه شوادر اللحوم وفرشات إكسسوارات الأضاحى كما يسميها أهل المذبح تستطيع التقاط أطرف الروايات عن ذكريات الذبح فى أحواش المنازل أو فى منتصف المذبح بين الجزارين، بعضهم من يتذكر كيف تجمع أعتى الجزارين لتثبيت أحد الأضاحى، والبعض الآخر من يروى شهادات مضحكة عن جرى الأضحية وراء الجزار فى محاولة للهرب من مصيرها.
"أحمد عباس" واحد من جزارين المذبح، وقف فى الشادر معلقاً اللحوم حوله، يتذكر ضاحكاً إحدى القصص التى لن ينساها عندما اجتهد فى تثبيت العجل حاملاً الساطور الذى هوى به على رقبته مردداً "بسم الله الله أكبر" قبل أن يفاجأ بعد لحظات بنهوض الضحية مقطوعة الرأس لتطيح بكل من وقف حولها فى ذهول ممزوج بضحكات غير مصدقة للموقف، ويقول "أحمد": ذبحت العجل بعد ما كتفته كويس، وبعد ما ذبحته قام وقف وطلع يجرى وطاح فى المدبح كله، وكل الجزارين حاولوا يمسكوه وهو بيطلع فى الروح، لحد ما وقع لوحده" ضاحكاً طالما تذكر هذه الحكاية التى تعود به لروايات أخرى أكثر فكاهة عندما اتجه لذبح مجموعة من الخراف التى قفز أحدها هارباً بعد أن أفلت الحبل ولم يتمكن أحد الواقفين من اللحاق به.
موقف آخر يتذكره أحمد قائلاً "موقف أنا عمرى ما هنساه، مرة كنت بذبح خرفان أول يوم العيد، وفجأة الخروف نط قدامى من الحبل، وطلع يجرى وما حدش لحقه غير لما جبناه من آخر الشارع".
شادر آخر وحكايات مشابهة هو شادر المعلم "خالد سعيد" بأحد شوارع المذبح، لم ينس يوماً أضطر فيه لذبح العجل من ذيله بعد أن انحشرت رأسه فى الطين داخل المذبح فى أحد المواقف العجيبة التى يحكيها قائلاً "العجل بيتحلل من رقبته أو ديله، يعنى لو معرفتش تحلله من رقبته لازم تحلله من ديله عشان يبقى لحمه حلال"، يكمل "المعلم خالد" قائلاً: موقف ما يتنسيش لما العجل حشر دماغه فى الطين وكان هيتخنق ويموت، وكان لازم أحلله عشان لو مات مخنوق يبقى زى قلته، حللته من ديله وبعدين شديناه وذبحناه".
لا ينسى أيضاً موقف أحد صبيانه الذى قام بتثبيت العجل قبل أن ينهض تاركاً الصبى مقيداً بالحبل ليسحله جرياً وسط ضحكات أهل المذبح بالكامل، بجانب مواقف أخرى تمتلئ بها حقيبة ذكريات المعلم سعيد وغيره من جزارين المذبح عن عيد مصر الذى يختلف عن الجميع بما يحتوى من قلشات مصرية وضحكات صافية عن ذكريات يوم العيد الأول التى تظل ذكرى ترتبط معك بالعيد كل سنة.
العيد فى مصر شكل تانى...
طرائف العيد..المعلم سعيد ذبح العجل من ذيله وأحمد ذبحه وطلع يجرى وراه
الخميس، 17 أكتوبر 2013 03:11 ص