بلد التقاليع هى مصر بلا منازع، ليست مجرد جملة قد تسمعها فى فيلم أو أغنية أو برنامج ساخر، بل هى حقيقة مثبتة تعيشها مصر على مر سنوات احتلت فيها التقاليع المصرية مكاناً ثابتاً من نسيج المتجمع المصرى، عادات وتقاليد الشعب المصرى الذى لم يتوقف يوماً عن ابتكار تقاليع فى كل تفاصيل حياته اليومية، بداية من اللبس والأكل والشرب، مروراً بتقاليع الأفراح وأعياد الميلاد وديكورات المنازل التى تحمل كل يوم تقليعة جديدة، ووصولاً إلى تقاليع الثورة والفيس بوك والمصطلحات واختراع وظائف جديدة، وخلق حلول مبتكرة لكل مشكلة، وتغيير اللغة والثقافة، وغيرها من التقاليع التى يعيشها المصريين. الشعب الذى اختار الفهلوة للتمرد على الثوابت واحتفظ لنفسه بلقب الشعب الأكثر ابتكاراً بين شعوب العالم.
- عايز تبقى مهم صور لنفسك فيديو على اليوتيوب
لاب توب بكاميرا هو كل ما تحتاجه لدخول عالم جديد من "التقاليع" فتحت لك صفحات "موقع اليوتيوب" على مصراعيها، تاركة المجال للحديث لكل "من هب ودب" من خلال مقاطع فيديو انتشرت بعد الثورة لأصحاب الآراء السياسية، ممن لم تسنح لهم الفرصة فى الخروج على الشاشة فى برامج التوك شو، فكان موقع اليوتيوب هو البديل للتعبير عن الرأى.
البداية كانت للنجم الساخر باسم يوسف الذى بدأ مشوار من النجومية من خلال "صالون منزله" أمام كاميرا اللاب توب سجل أمامها مجموعة من الحلقات التى عبر فيها عن رأيه فى أحداث ثورة 25 يناير بنفس الطريقة التى يتبعها فى برنامجه الساخر "البرنامج"، لم يكن يعلم وقتها أن هذه الحلقات هى بداية لنسخة جديدة من "جون ستيوارت" المعارض الساخر بنكهة مصرية، تحولت به من طبيب شاب إلى أشهر الرموز الموجودة على الساحة، ولم يكن يعلم أيضاً أن هذه البداية ستكون مجالاً لفتح باب "التقليد"، وتحويل الأمر إلى تقليعة انتقلت بعد ذلك لمجموعة كبيرة من الشباب الذين اتبعوا الطريقة ذاتها ولم يحالفهم الحظ، مثل "موزة الفيس بوك" التى تخرج بمقاطع قصيرة معبرة عن رأيها، لترد عليها مقاطع أخرى ساخرة تحولت إلى عادة شائعة لكل متابعى اليوتيوب.
الفيديوهات التى تحمل صوراً مركبة لكبار السياسيين والنجوم ملحقة بأغانى، تحمل معظمها سخرية أو خلفيات شعبية فى حالة الشخصيات السياسية، وأغانى رومانسية وكليبات أخرجها شباب بطريقتهم الخاصة دون قيود من أحد، هى تقاليع أخرى امتلأ بها موقع اليوتيوب الذى تحول إلى أكبر التقاليع المصرية التى تحمل من العجائب ما لا يمكن سرده بالكامل بداية من المقاطع الساخرة على كل ما يحدث، وصولاً إلى العناوين التى يختارها أصحاب "قنوات اليوتيوب" لتفاجأ بفيديو فارغ أو محتوى آخر لا يمت للعنوان بصلة.
- آيباد وأكونت على تويتر بعدها ممكن تبقى سياسى أو رئيس جمهورية
كما كان الدكتور محمد البرادعى ملهم الثورة المصرية وراء انطلاق شرارة التغيير الأولى فى مصر، يظل أيضا ملهم السياسيين لفكرة التصريحات عبر موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، فعلى الرغم من أن هذه الطريقة كانت تثير سخرية الكثيرين منهم، ووصفوا البرادعى من قبل أنه "تويتر مان" إلا أنه فى يوم وليلة تحولت أكونتات المشاهير إلى مصدر رسمى للجرائد ووسائل الإعلام، بهذه الطريقة اختصر السياسيون على أنفسهم الوقت والمجهود، واكتفوا بالتويتات، ليعبروا عن آرائهم فى أى حدث. هذا الأمر الذى أصبح أمرا واقعا فرض على وسائل الإعلام التعامل معه بمنطق الجدية فخصصت عدد من الجرائد صفحات خاصة له تتناول داخلها أبرز دعوات وتصريحات السياسيين كما خصصت القنوات الفضائية وتحديدا برامج التوك شو دقائق فى مقدمة الحلقات نقل لآراء السياسيين عما يدور على الساحة من أحداث.
الرئيس المعزول محمد مرسى كان له السبق فى أن يكون أول رئيس يخاطب شعبه عبر تويتات على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، واختار لهذه الـ"تقليعة" السياسية حوادث مهمة غيرت مسار فترة حكمه اكتفى فيها بالتعليق على تويتر بجملة مقتضبة، فعلى سبيل المثال تعتبر" التويته" التى كتبها الرئيس المعزول مرسى بعد حادث قطار البدرشين هى الأشهر على الإطلاق، والتى أكد فيها "تابعت وبكل الأسى والحزن منذ الصباح الباكر ما وقع صباح اليوم من حادث أليم" هذه التويته التى أثارت سخرية الكثيرين أن يكتفى رئيس الجمهورية بتصريح على صفحته الشخصية، وتحول الأمر إلى شىء طبيعى بين السياسيين يتعامل معه الجميع بمنتهى الجدية.
فى كثير من الحوادث الأخرى استخدم المعزول أيضا " تويتر" للتعبير تعازيه فى سقوط ضحايا حادثة رفح التى رأى الرئيس المعزول أن أربع تويتات كافية جدا للقيام بدور كرئيس للدولة فى حادثة بشعة، مثل حادثة مقتل الجنود فى مدينة رفح، حيث أكد فى أحد هذه التويتات الشهيرة "إنا لله وإنا إليه راجعون.. أتقدم بخالص العزاء إلى كل المصريين فى أبنائى الشهداء من الشعب والشرطة، الذين راحوا ضحية العنف البغيض المرفوض منا جميعًا" هذه التويته التى أثارت غضب الكثيرين ورأوا أن طريقة تعبير الرئيس لا تتناسب مع حدث جلل كهذا، فقد تحولت التويتات فى عهد الرئيس المعزول مرسى إلى تقليعة.
تقاليع الثورة.. علم على وشك ويافطة على البلكونة وليزر وصورة فى مظاهرة
مجالاً أخر من "التقاليع" المصرية خلقته الثورة التى لم تخلو من بصمة مصرية خاصة لها نكهتها التى ظهرت واضحة فى تقاليع "المظاهرات" والمسيرات المختلفة منذ ثلاثة أعوام مضت امتلأت كل يوم بتقليعة جديدة من "تقاليع الثورة" التى احتفظ فيها الشعب المصرى لنفسه ببراءة الاختراع، بداية من تقاليع "ميدان التحرير" مروراً بتقاليع كل مسيرة أو مظاهرة عاشتها مصر بعد أحداث الثورة.
علم مصر يغطى المشهد، رسم العلم على الوجه والسيارات والملابس، تعليق اللافتات على سور البلكونة فى مشاركة من نوع خاص، رنات المحمول القصيرة التى تحمل أغانى وطنية أو أغانى مؤيدة لشخصية سياسية، الصور واللافتات التى تحمل صور الشخصيات السياسية والشهداء وتظهر من أعلى فى كل مسيرة، الأبواق الضخمة والمزامير التى كانت تخص الاستاد سابقاً وانتقلت مؤخراً للميادين، الليزر الأخضر الذى احتل مكاناً ثابتاً بداية من أحداث الاتحادية، والكتابة على الجدران والحوائط، وغيرها من التقاليع الثورية الخاصة بالمصريين التى انتقلت واحدة وراء أخرى إلى الجميع، بعضها ما يعيد إلى الأذهان مشهد ميدان التحرير واعتصام الثامنى عشر يوماً، والبعض الآخر ما يذكر الجميع بنكهة مسيرات القصر الجمهورى وأحداث الاتحادية وثورة 30 يونيو، مثل لافتات البلكونة وكلمة "ارحل" بالبنط العريض، وضوء الليزر الأخضر الذى تحول إلى كود ثورة الغضب الثانية للدرجة التى جاءت بسيرته فى إحدى بيانات الجيش التى ناشدت المواطنين بالتوقف عن تركيز الليزر على طائرات الهليكوبتر لأنها "بتضايق الطيار".
"الفلول.. الحارة المزنوقة.. الأجندة" مصطلحات سياسية حصريًا فى مصر
"أجندة خارجية، الثورة المضادة، الفوضى الخلاقة، الماسونية، المطالب الفئوية، الفلول، النخبة، عجلة الإنتاج، فراغ دستورى، شرعية".. وغيرها فى قائمة طويلة من المصطلحات السياسية، التى لم تعد قاصرة على حوارات الساسة فى برامج التليفزيون الجادة، ولا فى جلسات المثقفين ذوى الاتجاهات السياسية، بل أصبحت منتشرة لدرجة تجعلك تسمعها من أبسط بائع فول فى الشارع، أو حتى من الصبى الصغير الذى يعمل فى المقهى، حيث أصبحت المناقشات السياسية بعد ثورة 25 يناير حقًا للجميع، وانتشرت هذه المصطلحات وغيرها على لسان كافة الناس، وإن لم يكن الجميع يعرف معناها الحقيقى.
ورغم انتشار هذه المصطلحات السياسية إلا أنه لم يتفق أحد على تعريف واضح ومحدد لها، حيث يحمل المصطلح الواحد أكثر من معنى، على حسب توجهات قائله، فـ"الثورة المضادة" من وجهة نظر شباب التحرير هى محاولات فلول مبارك لإفساد الثورة والالتفاف عليها للوصول للحكم مجددًا، فى حين واجه شباب التحرير التهمة نفسها من الإخوان، حين أعلنوا رفضهم للكثير من القرارات التى اتخذها الرئيس المخلوع مرسى، و"الفلول" اللقب الذى أطلق على "أبناء مبارك" من بقايا نظامه ومؤيديه، أطلقه شباب التحرير أيضًا على "فلول الإخوان" بعد عزل مرسى، ومن ثم أطلقه الإخوان نفسهم على باقى الشعب المصرى من مؤيدى عزل مرسى.
فيما شهدت الفترة الأخيرة فى مصر مصطلحات سياسية جديدة ابتكرها الرئيس مرسى ومؤيدوه مثل "الحارة المزنوقة، أصابع خارجية، الدولة العميقة، إرث النظام السابق".
لو مفيش شغل.. اختار تكون ناشط سياسى أو خبير استراتيجى
كان لثورة الخامس والعشرين من يناير دور كبير فى ظهور وظائف جديدة اختلقها المصريون لمواكبة أحداث الثورة، وكان أبرزها وظيفة "الناشط السياسى" هذه الوظيفة الوهمية التى كانت رخصة لأصحابها على مدار سنوات للظهور والتحدث إلى وسائل الإعلام بجميع أنواعها، فعلى الرغم من أن هذه الوظيفة لا يوجد لها تعريف واضح وصريح فى أى قاموس وغير مفهوم على الإطلاق ما هى المهام المحددة التى يقوم بها الشخص الذى يسبق اسمه "ناشط سياسى" إلا أنها أصبحت مهنة معترف بها فى الوسط السياسى والإعلامى، وطريق لأصحابها للعبور إلى القنوات الفضائية، فكانت "ناشط سياسى" هى تقليعة الشباب فى وقت الثورة ومهنة كل من ليس لديه عمل، ويريد أن يتصدر الشباب حتى تحولت إلى مجال للسخرية بين الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" من كثرة استخدامها.
أما ثورة 30 يونيو فكانت لها طبيعة خاصة عن ثورة يناير فبعد أن تصدر الجيش المشهد وخرجت الملايين، بناء على دعوة الفريق عبد الفتاح السيسى للتأكيد على مطالبتهم بتدخل القوات المسلحة و"عزل الرئيس مرسى" فما كان لطبيعة الفترة العسكرية أن تنتج لنا وظيفة بطعم هذه المرحلة، فأصبح لدينا محللون استراتيجيون بما يعادل النشطاء السياسيين الذين ظهروا وقت ثورة يناير، هذا الوظيفة التى انتشرت مؤخرا بعد ثورة 30 يونيو وكأنها اكتشاف جديد لم نعرفه من قبل، فأصبح لدينا من هؤلاء الخبراء المئات بمعدل "كل يوم واحد جديد"، دون أن نعرف ما هى مؤهلات الأشخاص الذين يتحولون فى ليلة وضحاها إلى "نشطاء سياسيين وخبراء استراتيجيين".
هذه التقليعة المبتكرة على اعتبار أنها وظائف للمشاع أشار إليها الفنان عادل إمام فى مسلسله الأخير "العراف" ففى الثلاث حلقات الأخيرة حاول أن يركز الضوء على كثرة استخدام هذه الكلمة وظهور شخصيات كثيرة فى الفضائيات تحت هذا الاسم، ولعب هو الدور نفسه، فعلى الرغم من أنه كان يجسد دور نصاب إلا أنه استطاع أن يظهر على الفضائيات بعد أن أطلق على نفسه "خبير استراتيجى" فى إشارة واضحة منه أن هناك الكثيرين ليسوا أكفاء على الإطلاق يستغلون هذا المسمى للتحليل والظهور على الجمهور وكأنه صاحب علم أو رسالة حقيقة.
حجاب آخر زمن.. قصة من الطرحة والليجنز.. ومونيكير إسلامى..
للخلف عقدت الطرحة بشكل دائرى وأظهرت "القصة" التى صبغتها بعناية مع حلق ضخم على فستان قصير ظهر من تحته "الليجنز" الذى أعطى للمحجبة حرية ارتداء ما تحب مثل "البادى" الكارينا تماماً، على أظافرها وضعت "المونيكير" الإسلامى الذى يسهل إزالته فى أوقات الصلاة، وأحياناً ما تستبدلها بالأظافر "الأكرليك" الصناعية من النوع "الغالى" التى تسمح بدخول ماء الوضوء من تحت الأظافر، وربما ابتعدت شكل جديد للطرحة، فوضعت محلها طرحة أخرى على شكل شعر صناعى، ليعطى مظهر الشعر نفسه، هكذا هو مشهد البنت المحجبة فى زمن "حجاب آخر زمن" الذى بدأ منذ ظهور "البادى الكارينا" بجميع الألوان ثم البنطلون "الكارينا"، وغيرها من التقاليع التى غيرت من شكل الحجاب فى مصر، وأدخلت عليه الكثير من التقاليع التى تفننت فيها الفتيات للظهور بشكل "المحجبة المودرن"، وهو الشكل الذى لا يمت للحجاب الحقيقى بصلة أو ما تطلق عليه فتيات" اليومين دول" حجاب الموضة القديمة.
الطرحة على شكل باروكة أو طرحة تشبه الشهر المرفوع لأعلى أو المنسدل على الكتفين والمونيكير الإسلامى الذى تنزعه الفتاة وقت الصلاة، هى أحدث أشكال تقاليع الحجاب الذى يتعرض يومياً لدخول عناصر أخرى انتهت بالموضة الحديثة لخلعه تماماً، فى الوقت الذى تعود فيه تدريجياً موضة الشعر والفساتين القصيرة للشارع المصرى، بعد فترة طويلة أحتل فيها الحجاب والأزياء الواسعة خطوط الموضة التى بدأت فى التحول مرة أخرى لما كانت عليه الشوارع المصرية قديماً من ثقافة أن "البنت لازم تبقى بشعرها"، وهو ما يظهر فى اتجاه الكثير من الفتيات لخلع الحجاب أو ارتدائه بطرق مبتكرة ظهرت فقط فى مصر.
تقليعات موضة الثورة "موضتك من ثورتك"
أنت اشتراكى؟، علمانى؟، ليبرالى؟، بتحب الجيش؟ ضد الإخوان؟، ولّا واحد من دول ومش مهم عندك غير مصر؟
لم تكن هذه الأسئلة لتحديد انتماءاتك وهويتك السياسية، الموضوع أبسط من ذلك بكثير هذه مجرد أسئلة تساعدك على اختيار ملابسك وإكسسواراتك هذا العام.
لم تعد تتوقف الموضة على تغير المواسم أو الفصول فقط، إنما أيضا أصبحت تتوقف على تغير الأحداث السياسية والحركات الثورية.
فلم يصبح اللون أو الموديل أو القصة، هى الأساسيات التى تحدد على أساسها صيحة هذا العام، إنما أصبح الاحتجاج والانتماءات السياسية والحزبية، وتعارض وجهات النظر، هى العوامل الرئيسية التى على أساسها تظهر تقليعات تشكل موضة العام.
فمنذ نجاح ثورة 25 يناير وبدأت تظهر الملابس المطبوع عليها أعلام مصر، ورقم 25، وبعض الصور لشهداء الثورة.
ومع تغير الأحداث، بدأت الملابس والإكسسوارات تتغير حسب الحدث، حتى وصلنا إلى ثورة 30 يوليو، وبدأت هذه الظاهرة فى الانتشار بشكل كبير، فظهرت تيشرتات وإيشاربات وحتى عبايات وإكسسوارات مطبوع عليها أشكال تعبر عن وجهة نظر مرتديها "كعلم مصر، لوجو تمرد، السيسى، ارحل.".
ولم تتوقف هذه التقليعة عند هذا الحد، بل أصبح لكل حزب أو اعتصام أو حتى جماعة ملابس أو إكسسوارات خاصة بها، كحزب الوفد والتيشيرتات الخضراء المطبوع عليها كلمة الوفد، أو اعتصام وزارة الثقافة والتيشيرتات البيضاء المميزة والتى تحمل شعار الاعتصام، أوالسلاسل التى ظهرت مؤخرا تحمل ورقة صفراء عليها علامة أربعة والتى تمثل الفصيل الإخوانى.
طرحة البنت المصرية جراب "حاوى" حطى الموبايل أو تذكرة المترو
للحجاب استخدامات متعددة بالنسبة للفتاة المصرية التى تختلف بتقاليعها عن سائر الفتيات فى أى مكان فى العالم، والدليل على ذلك أن السيدات والفتيات المحجبات، ابتكرن استخداماً جديد للحجاب وهو الاستفادة منه كجراب لتذكرة المترو، أو للهاتف المحمول وأحيانا للآى باد
وتجد الفتاة أو السيدة تتكلم فى الهاتف وهى تقود السيارة أو تستقل المواصلات دون حاجة لـ"الهاند فرى" بعد أن حشرت الهاتف المحمول فى الطرحة، وأطلقت العنان لأحاديث بلا نهاية لا تضطر لإنهائها بسبب شعورها بالألم فى عضلات يدها من كثرة "الرغى" أو لعدم امتلاكها لسماعة هاتف، وتتسع أيضاً الطرحة لتذكرة المترو من الناحية الأخرى، حتى لا تضيع وسط الزحام الخانق فى عربات المترو، وإذا فكرت أكثر ربما ستجد أشياء أخرى تتسع لها الطرحة أو "جراب الحاوى" بمعنى أصح.
يجد البعض هذه "التقليعة" مفيدة جدا، وعملية للمواصلات ولا يلقون بالا للنظرات الساخرة التى يرشقهم بها المارة، بينما ينفر منها البعض الأخر سواء من السيدات أو الرجال، ويرون أنها تفسد أناقة الفتاة، وتظهرها بشكل غير محبب.
وللرجال تقاليعهم أيضا فتجد بعض الشباب يرتدون سماعات الهاند فرى ذات الأذنين الأسفنجية الكبيرة دون أن يستخدموها فعليا، ولكنهم يرتدونها على سبيل "المنظرة".
هوس تقليد النجوم.. عرض مستمر
هوس تقليد النجوم المصرية والعالمية من التقاليع التى يتوارثها جيل بعد جيل فى مصر، فكلما قام أحد المشاهير بتقليعة جديدة سار وراءه الآلاف من المصريين فى تقليد أعمى، بغض النظر عن مدى ملائمتها لهم، ومن أكثر الفنانين المصريين الذين يقلدهم الشباب بشكل مستمر الفنان عمرو دياب فى ملابسه وقصات شعره حتى فى الوضعيات التى يلتقط بها صور ألبوماته وتاتو "عبد الله" على ذراعه.
وهناك من يقومون بتقمص شخصية بعض النجوم فى أسلوبه وطريقة كلامه ومظهره ففى كل منطقة نجد نسخة مكررة من مطرب الجيل "تامر حسنى"، وسمعنا عن ذلك الشخص الذى قام بإجراء عملية تجميل ليأخذ شكل وجهه ملامح نانسى عجرم!!
وهو أمر منتشر فهناك الكثير من الفتيات اللائى لا يكتفين بتقليد تسريحة شعر النجمة "الفلانية" أو ابتياع نفس فستان أخرى، ولكن بعضهن يذهب لإجراء عمليات تجميل ليمتلك شفاه أو أنف أو جسد ممثلة أو مطربة تتمنى أن تمتلك بعض ما لديها.
أما بالنسبة للذكور فلديهم هوس مماثل بقصات شعر لاعيبة الكرة والفنانين منذ تقليد كابوريا أحمد زكى وحتى تقليد قصات شعر لاعيبة الكرة المصريين والعالميين، أمثال ديفيد بيكهام قائد المنتخب الإنجليزى سابقا، ونجم المنتخب البرتغالى كريستيانو رونالدو، وجبريل سيسى، لاعب المنتخب الفرنسى وعلى المستوى المحلى قصة زيدان وقصات إبراهيم سعيد المتنوعة.
قفشات الأفلام فى مصر أسلوب حياة.. قول أى قفشة وحط جنبها "استايل"
قفشات الأفلام والأغانى والخطب السياسية انتقلت من الواقع اليومى الذى نعيشه بخفة دم المصريين المعهودة إلى الواقع الافتراضى على مواقع التواصل الاجتماعى فى واحدة من أحدث تقاليع "الفيسبوكيين"، بل وتجاوزت ذلك الواقع إلى نطاق حياتنا اليومية الذى اقتحمته "قفشات الأفلام" فأصبحت لغة شائعة فى معظم أحاديث الشارع.
"حزلقوم استايل، وزير الإعلام استايل، مرسى استايل، محمود شعبان استايل".. كلمات نشاهدها مؤخرا على صفحات أصدقائنا على مواقع التواصل الاجتماعى، ونستخدمها أيضا للتعبير عن أفكارنا ومشاعرنا بطريقة غير تقليدية، من خلال اقتباس جمل لهؤلاء الأشخاص ولآخرين غيرهم من مشاهير الفن والسياسة، ونذيلها برمز "الشباك" متبوعاً باسم صاحبه الذى اقتبسنا عباراته.
ومن الأعمال الفنية التى تحظى بأكبر قدر من الاقتباسات على موقع "الفيسبوك" ومسرحية "مدرسة المشاغبين"، فيلم "جاءنا البيان التالى"، فيلم "طير أنت"، و"لا تراجع ولا استسلام"، مسرحية "العيال كبرت"، و"اللى بالى بالك"، مسرحية "كده أوكيه".
ومن أكثر الشخصيات التى يقتبس عباراتها رواد الفيسبوك، الرئيس المعزول محمد مرسى حيث تعتبر خطاباته الرئاسية مادة دسمة للسخرية والاقتباسات ومنها جملته الشهيرة "4567 فى حارة مزنوقة"، والداعية محمود شعبان وجملته الشهيرة "هاتولى راجل"، ومرشد الإخوان وعباراته "وما ذنب النباتات"، ولا أحد ينسى جملة وزير الإعلام السابق "تعالى وأنا أقولك فين"، وبعيدا عن السياسة هناك العديد من الاقتباسات تؤخذ من عبارات النجوم فى الأغانى والأفلام يجد أصحابها أنفسهم فى لحظة ما توحدوا مع أبطالها، فيقتبسون كلماتهم للتعبير عن مشاعرهم.
"الفرانكو" بدل ما تتعب نفسك اكتب عربى بالإنجليزى وخليك روش..
قبل سنوات، لو قرأت كلمة بحروف إنجليزية ممتزجة بالأرقام، وليس لها أى معنى بالإنجليزية، فإنك على الفور ستفكر أنها ربما معادلة كميائية ما، ولكن الآن، غالبيتنا يعرف أنها جملة عربية، لكنها مكتوبة بطريقة "الفرانكو آراب"، التى ابتكرها الشباب قبل سنوات، للتحايل على مشكلة عدم تعرف بعض هواتف المحمول على اللغة العربية، أو قصر عدد حروف الرسائل القصيرة بالعربية على عكس الإنجليزية، ثم بعد ذلك تطور الأمر إلى رغبة الشباب فى الكتابة بطريقة لا يفهمها من هم أكبر سنًا، كالآباء أو المدرسين مثلاً، ولكنها بمرور الوقت، وبالاعتياد تحولت إلى عادة حتى أن بعض الشباب يعجز عن كتابة جملة واحدة بالعربية على الكمبيوتر أو "الموبايل" لأن أصابعه اعتادت على الحروف الإنجليزية، إلا أن البعض لا يزال متشبثًا بها كنوع من الوجاهة الاجتماعية و"الروشنة".
وتحولت "الفرانكو آراب" إلى ظاهرة، حتى أن البعض أجرى عليها دراسات، حول تأثيرها على اللغة العربية، وعلى الهوية كذلك، وتساءل البعض ما إذا كان من الممكن أن تمحو "الفرانكو آراب" الحروف العربية، وتصبح مثل بعض اللغات التى باتت تكتب بالحروف اللاتينية، وانطلقت حملات عدة لوقف الكتابة بهذه الطريقة، فيما لا تزال "الفرانكو آراب" فى انتشار واسع، حتى أن البعض خصص موضوعات على شبكة الإنترنت لشرح اختصارات الحروف التى تكتب بهذه الطريقة، خاصة فى ظل لجوء الكثير من المغتربين إليها، كطريقة للكتابة بالعربية، مع عدم وجود أجهزة كمبيوتر تدعمها فى الخارج.
تقليعة الإنجليزى "All the English all the time"
لم يعد الإنجليزى مجرد لغة، الإنجليزى أصبح أسلوب حياة، تعتبر هذه الجملة هى أدق الجمل المعبرة عن تقليعة استخدام اللغة الإنجليزية دون أدنى مبرر، فى أى وقت وفى أى مكان، وحتى فى أى سياق للحديث حتى لو كان الحديث لا يستدعى أى تعبيرات باللغة الإنجليزية.
فتحولت العبارات الإنجليزية التى يحاول الجميع دسها على الحديث هى أشهر تقاليع لغة الشارع المصرى، وخاصة من الشباب اللذين يتنافسون على من يتظاهر بإجادتها أكثر من الآخر، معتقدين أن من يجيد الانجليزية ويشاهد ويستمع إلى أغانى وأفلام أجنبية، هو بذلك شخص ارستقراطى راق، فأصبحت الإنجليزية رمزا للرقى والتحضر.
وهذا المفهوم الخاطئ تسرب إلى البسطاء ومن لا يجيدون اللغة، وكان الفضل لتسربه هو مجموعة أخرى من كبار الفنانين والساسة اللذين نقلوا الأمر نفسه من خلال برامج التوك شو والبرامج الفنية التى حرصوا فيها على إظهار ما يمتلكون من مصطلحات إنجليزية امتزجت باللغة العربية فى معظم الأحاديث، وازداد الأمر بشكل كبير إلى الحد الذى وصل للمنظرة بالإنجليزى.
وهناك من يقضون وقتا طويلا، ويبذلون مجهودا كبيرا من أجل حفظ كلمة أو كلمتان يستخدمهم أمام الآخرين حتى يستعرضوا قدراتهم أمام غيرهم.
ومن الكلمات التى برزت فى الفترة الأخيرة وزاد استخدامها بين الناس بشكل مبالغ " ,noway whatever, once،. . . ". والتى أصبحت عادة لا يخلو منها حديث.
تقاليع الموضة، السبعينات تعود بقوة فسفورى ومشجر، والشعر مضفر
الموضة فى حد ذاتها تقليعة وصيحة مختلفة ومتميزة، وعلى الرغم من تغيرها إلا أنها متجددة، فدائما ما تعيد الموضة نفسها مرة أخرى مهما يطول الوقت، وهذا ما حدث فى الآونة الأخيرة، فعادت موضة السبعينات "الهيبز" إلى عام 2013، بل وأقبل عليها معظم الشباب وباكتساح، لتجعلنا نرى الواقع من حولنا كأنه جزء من فيلم عربى من أيام السبعينات.
ولم تقتصر هذه الموضة على الملابس وألوانها فقط، إنما شملت المظهر الخارجى بالكامل من إكسسوارات وقصات للشعر، وغيرها من الأشياء التى تعيد ستايل السبعينات.
فبالنسبة للملابس، انتشرت الملابس ذات الألوان الفسفورية الصارخة "البرتقالى، الليمونى، الأصفر"، إلى جانب الملابس المشجرة سواء سراويل أو بلوزات، وهناك من يتبع هذه التقليعة ويفضلها، وهناك أيضا من ينتقدها وينفرها تماما.
أما لقصات الشعر فانقلبت الآية وكأننا نعود فعلا إلى زمن الهيبز، حيث بدأت الفتيات بقص شعورهن كاريه أو جانب وجانب، فى حين بدأ الشباب فى تطويل شعورهم وربطها.
وأخيرا الإكسسوارات تستكمل هذا الاستايل، بتقليعة السلاسل والأحزمة المعدنية، على أشكال الحيوانات والطيور" كالبوم"، وتتميز بأحجامها الكبيرة.
كل دقيقة "مبادرة" وكله علشانك يا مصر
خلقت الثورة منذ بدايتها حالة حماسية اجتاجت الشباب بمجرد تنحى المخلوع، وبدأت فى الازدهار فى الفترة التى أعقبت الثورة فى صورة مجموعات من الشباب اللذين اختاروا عس حبهم لمصر فى صورة مبادرات شبابية انطلقت للعمل على أرض الواقع فى جميع المجالات، وبالفعل احتلت هذه المبادرات مكاناً ثابتة كثقافة تنموية حديثة من صنع الشباب أنفسهم وبدأت فى تحقيق نتائج مبهرة على مدار حوالى عامين بعد الثورة، إلا أن هذه الكلمة أصبحت مشاعا للجميع منذ بداية فترة حكم المعزول التى استمرت عاماً تحولت خلاله كلمة "المبادرات" إلى تقليعة أخرى بمواصفات شبابية.
فاتجه كل صاحب فكرة مهما كان نوعها إلى "الفيس بوك" لإنشاء صفحة تحمل اسم المبادرة، فتحولت هذه المبادرات من خطوة فعال إلى تقليعة شبابية، هذا الأمر الذى بدأ فى الوضوح جليا منذ عام تقريبا أكثر من 300 مبادرة تم تدشينها على مدار عام تقريبا جميعها تقريبا ولم تقدم أى فعاليات تذكر على أرض الواقع، فأصبح من حق أى شخص أن يضع كلمة "مبادرة" فى جملة مفيدة دون سبب أو هدف واضح، فتحولت هذه الصفحات التى بدأت تظهر مؤخرا إلى مجرد صفحات فارغة من الأفكار الفعالة، مكتفية فقط بتجميع أكبر عدد من الـ"لايكات".
شنطة العربية وعربات النصف نقل.. تقاليع المصريين فى المواصلات
فقط فى مصر تقدر تركب الميكروباص من الشباك فى حالات الزحام الخانق، كما تستطيع أن تفتح أبواب المترو بعد أن يتم إغلاقها، إلى جانب قدرتك بكل حرية على استغلال أى جسم متحرك كوسيلة مواصلات، على الرغم من أن مشكلة المواصلات هى من أكثر الأزمات التى تؤرق المصريين منذ سنوات طويلة، إلا أنهم مازالوا يبحثون عن حلول مبتكرة وغير تقليدية للتأقلم مع هذه المشكلة مهما كانت، على الرغم من أن الأتوبيسات دائما مزدحمة، وخصوصا فى فترة الظهيرة إلا أن شكل الباب الذى تكدس عليه الآخرين لم يجعله يتراجع ولو للحظة عن الركوب فكان لديه حل بديل وسريع، وهو أن يستخدم الشباك كطريقة للدخول إلى الميكروباص المزدحم هذا المشهد المتكرر، والذى قد تعودنا عليه، ربما لن تراه فى بلد آخر غير مصر فهو إحدى تقليعات المصريين الشهيرة فى المواصلات العامة.
فعلى الرغم من أن هناك الكثير من التقاليع الجديدة، إلا أن شنطة السيارة التى يستغلها الكثيرون كوسيلة لنقل الأطفال فى المدارس أو فى المصايف، تظل حلاً لعدم وجود مكان فى السيارة، فهذا المشهد الغريب قد تعودنا عليه، وأصبح جزء أصيل من ذكرياتنا ولقطات نحتفظ به فى صور، أما العربات النصف نقل هى الأخرى استخدمها المصريين كوسيلة لنقل المواطنين بين منطقة وأخرى انطلاقاً من منطق "الحاجة أم الاختراع" فقط هى قطعة من القماش تستخدم كساتر يظلل على الركاب ويحميهم من أشعة الشمس لتتحول من وسيلة لنقل البضائع إلى وسيلة مواصلات للمواطنين.
أما مترو الأنفاق فهو الآخر لم ينج من تقاليع المصريين، فعلى الرغم من أن أبواب المترو يتم إغلاقها إليكترونياً بعد عدد معين من الصفارات المنبهة، إلا أن الشعب المصرى أثبت أنه "ما بيفرقش معاه الكلام ده" وتجد مجموعة من الشباب اتجهوا لفتح الباب للسماح للمزيد بالدخول جرياً إلى المترو قبل أن ينطلق، ولم تتوقف تقاليع المصريين فى المترو على فتح الباب بالأيدى بل أنهم قاوموا الزحام بالركوب بين فواصل العربات كحل للتزاحم والحر الشديد فى فصل الصيف.
فوتوسيشن فى الجنينة وماسكات لأصحاب العروسة وكده يبقى اسمه فرح
كانت ومازالت الأفراح المصرية لها طابع خاص، فمنذ أكثر من 10 سنوات تقريبا كانت فقرة التنورة وتأرجح العاملين بالقاعة بكؤوس الشربات بين العروسة والعريس هى تقليعات المصريين فى أفراحهم فى هذه الفترة الزمنية، وأيضا ابتكر بعدها فقرة البخور للعروسين والحصان، وغيرها من الأفكار الطريفة التى تحولت مع مرور الزمن إلى أمر طبيعى فى الأفراح المصرية، ولكن لأن لكل زمن طابعه الخاص كان لهذا الوقت الكثير من التقاليع الجديدة التى ابتكروها فى الأفراح، فأصبحت الصور الغريبة والطريفة هى جزء أصيل من أى فرح يقام حاليا فانتشر أيضا مصورو الأفراح الذين أطلقوا على أنفسهم "بروفيشنال فوتوجرافر"، وانطلقوا لفتح صفحات بيزنس تصوير الأفراح على الفيس بوك تاركين الاستديوهات القديمة "تنش"، وتحولت صور الفرح من صور تقليدية على خفيات ثابتة إلى صورة العريس والعروسة والأصدقاء محلقين فى الهواء أو بملابس أخرى، وقد ترتدى العروسة بدلة العريس والعكس صحيح، وغيرها من الصور المجنونة التى تنافس بها كل عروسة للظهور فى أكثر المشاهد غرابة.
كما انتشرت أيضا كثير من الأفكار الغريبة المقتبس بعضها من الغرب، مثل توحيد لون الفساتين التى ترتديها صديقات العروس وارتداء الماسكات الملونة والبواريك الغريبة، أما كتاب المدعوين أو "الجيست بوك" فهو أحدث هذه التقاليع فهو كتاب يوضع على باب القاعة المخصصة للفرح يكتب عليه أصدقاء العروسين وأقاربهم كلمات مباركة وأمنيات هذه الفكرة موجودة منذ سنوات فى أفراح الغرب، إلا أنها استخدمت مؤخرا فى الأفراح المصرية مع إضافة عليها بعض التفاصيل فى شكل هذا الكتاب وتصميمه، النظارات الصناعية كبيرة الحجم والملونة بألوان غريبة هى أيضا آخر تقليعات الشبان فى الأفراح فيقوم أصدقاء العريس بارتداء هذه النظارات.
الحفلات المفاجئة و"التورتة" بالاسم والصورة أبرز تقاليع أعياد الميلاد
داخل واحدة من "الكافيتريات"، وبينما ينهمك أفراد كل طاولة فى فعل شيء ما، بعضهم فى تناول الطعام، وآخرون فى حديث جماعى، أو فى لحظة رومانسية حالمة، تنطلق فجأة صرخة مفعمة بالفرحة والامتنان، يليها تصفيق حاد، وأغنية جماعية تتمنى عامًا سعيدًا لشخص ما.. أصبح هذا المشهد مألوفًا فى الآونة الأخيرة، بعد أن انتشرت "موضة" أعياد الميلاد المفاجئة التى يدبرها الأصدقاء لأحد أفراد "الشلة" فى أحد الأماكن العامة، ذات الطابع الشبابى، وغالبًا ما يكون أبرز مظاهر الحفل "تورتة" مزينة بصورته أو باسمه، أو بـ"النك نيم" الذى ينادونه به فى ما بينهم.
ويكتمل المشهد بمجموعة من الهدايا التى يتفنن أصحابها فى أن تكون غريبة وغير تقليدية، وعليها طابع شخصى جدًا أيضًا، مثل "مج" عليه صورته أو اسمه، أو "تى شيرت" أو وسادة، أو حتى لوحة "بورتريه" مرسومة يدويًا وغيرها من الهدايا التى تكمن قيمتها فى كونها صنعت خصيصًا لهذا الشخص.
وتزامنًا، يحتفل هذا الشخص أيضًا بعيد ميلاده فى العالم الافتراضى، عبر شبكات التواصل الاجتماعى، حيث تنهال عليه التهانى، والهدايا والورود والبالونات الافتراضية، وسط عدد أكبر من الأصدقاء والمعارف، من جميع أنحاء العالم، وهو ما يختلف كثيرًا عن الاحتفال القديم بعيد الميلاد فى المنزل، وسط دائرة محدودة من الأصدقاء المقربين جدًا، وأفراد الأسرة، وعدد من الجيران.
تطبيقات "الموبايل" أو "الأبليكشنز" اللى معاه "اسمارت فون ما يتوهش"
لم يعد المثل القائل "اللى يسأل ما يتوهش" دقيقًا هذه الأيام، الحقيقة أن "اللى معاه سمارت فون ما يتوهش" فمع الهواتف المحمولة الذكية وتطبيقاتها المتنوعة أصبح كل شىء فى الحياة سهلاً، فمن الصعب أن تضل طريقك فى وجود "خرائط جوجل" والـ "GPS" و"وصلنى" وغيرها من الخدمات والتطبيقات، فيما يمكنك بكل سهولة أن تتجنب الزحام والمشاكل فى الطريق مع تطبيقات مثل "بيقولك" و"زحمة ولا لأ"، كذلك يمكنك الوصول إلى المطاعم الأقرب إليك، أو الأماكن العامة، أو حتى المستشفيات، باستخدام تطبيقات الهواتف الذكية التى تكون أغلبها مجانية.
وتحولت تطبيقات المحمول مؤخرًا من أدوات ترفيه، وكماليات إلى أسلوب حياة كامل، بعد أن تنوعت لتغطى جميع احتياجات المستخدمين على اختلافهم، فإذا كنت مهتمًا بمتابعة الأخبار ستجد مئات التطبيقات التى تتسابق على تقديم الخدمة الإخبارية بشكل أفضل، وإذا كنت مهتمًا بالرياضة ستوفر لك أسهل طرق المتابعة، وإذا كنتى تهتمين بالموضة ستجدى آلاف التطبيقات التى تشبع فضولك، وغيرها من المجالات المتنوعة من الطبخ، إلى الصحة والطب، مرورًا بحالة الطقس، وأسعار البورصة والذهب.
أما تطبيقات المحادثة فإنها تكتسب أهمية خاصة، حيث جعلت التواصل الفورى أكثر سهولة، وأقل تكلفة، إذ سهلت الكثير من التطبيقات التراسل بالرسائل القصيرة مجانًا، وكذلك إجراء المكالمات المجانية، لا سيما الدولية منها، مع إمكانية إجراء مكالمات "الفيديو" بدون أية تكاليف إضافية، فأصبحت ضرورية ولا غنى عنها، خاصة بالنسبة للمغتربين، وذويهم وأصدقائهم.
"خذوا الحكمة من على ظهر الميكروباص".. أهم تقاليع سائقى الميكروباص والتكاتك
"إن باض الديك هعديك.. متزمروش يا بهايم السواق نايم.. متبحلقش كده يا لوح دى جت بطلوع الروح".. نماذج من كتابات نقرأها جميعنا على ظهر عربات الميكروباص والتكاتك، وهى تقليعة وموضة ابتكرها سائقو الميكروباص لتجعلك تضحك بشكل هستيرى من خفة دمها.
وقد ظهرت تقليعة الكتابة على ظهر الميكروباص منذ فترة وكل يوم يخترع السائقين أفكار جديدة فى الكتابة حتى الآن، حيث تنوعت الكتابات حسب شخصية السائق، فمن يخاف من الحسد يكتب مثلاً "عضة أسد ولا نظرة حسد"، "متبصليش بعين رضية ده السواق تعبان فيه"، ما تبصش كده يا عبيط، الحلوة دى بالتقسيط"، "الحلوة خوخة جت بعد دوخة"، "متقولش دى بكام دى جايه بدهب المدام"، "بيحسدونى عليكى وأنتى سر عذابى".
وقد يعبر سائقو الميكروباص عن خوفهم على السيارة من التعرض لحوادث الطرق فيكتبون عليها: "ربنا يحميكى من شر الميكانيكى"، "اتنين ملهمش أمان الفرامل والنسوان".
كما توجد كتابات ساخرة من الحياة والأصدقاء مثل: "مفيش حد صالح.. كله بتاع مصالح "، "ماتعيبش فى العايب ولاترقع الدايب"، "يابخت من كان صاحبه جدع"، "من كتر ماعرفت الصحاب زاد احترامى للكلاب "، "لو صاحبك ناقص يبقى بناقص".
أما فى مجال فنون قيادة الميكروباص، فتوجد كتابات مثل: "اللى خايف على عربيته يوسع الأمورة جاية وهتلسوع"، "السواقة فن وذوق"، "يا تهدى يا تعدى"، "الحلوة من بولاق"، "عفاريت الأسفلت"، "بنزين فى التنك ولا مليون جنيه فى البنك"، "دلعها فى الغيارات، وريحها على المطبات، "الحلوة لما تتدلع، تخلى الأسفلت يولع"، "تعمل حسابى أقدرك تهزر معايا أعورك"، "سهل تقلدونى لكن صعب تحصلونى".
ومن أمثلة الكتابات الدينية على ظهر الميكروباص: "يقينى بالله يقينى"، "أنا ماشى على صامولة ومسمار وربك هو الستار"، "إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك".
تحب تأكل جرادة مشوية ولا دودة مقلية ولا إخطبوط حى.. أغرب تقاليع الأكلات حول العالم
"وللناس فيما يعشقون مذاهب".. هذه الجملة هى أبسط تعبير إذا سمعت عن أغرب تقاليع الطعام والأكلات حول العالم، فهناك دول مثلاً تأكل أطعمة مثل: الجراد المشوى، الدود المقلى، الأخطبوط الحى، وفى نفس الوقت تنظر الدول الأخرى لتقاليع أكلاتنا المصرية باستغراب مثل: الفسيخ، ويرون أنه "سمك منتن" وهكذا.
وإذا نظرنا لدول العالم سنجد أن أغرب الأكلات هى الجراد فى السعودية، ويسمونه "الضب"، حيث إن تناول الجراد المشوى عادة قديمة يمارسها السعوديون، حيث يعتقدون أن له فوائد صحية، منها أنه علاج لكثير من الأمراض، وهو من أقوى المقويات الجنسية فاعلية، وينشط الجسم، ويزيد طاقته الحيوية، ويعالج آلام الظهر وتأخر نمو الأطفال.
وفى دول جنوب شرق آسيا ودول أمريكا اللاتينية يأكلون الحشرات، وهى من العادات الغريبة، فمثلاً تايلاند توجد بها مطاعم تقدم أطباقًا عديدةً من الحشرات، وكذلك الصين تباع فيها معلبات النحل والجندب ودودة اليُسْروع المعدةُ للقلى تباعُ أيضًا فى الصين ولندن، وهناك كثيرٌ من الأبحاث التى تجرى حديثًا لتبين القيمة الغذائية العالية للعديد من أنواع الحشرات.
وفى كوريا يأكلون الأخطبوط حياً، وكمبوديا تحب تناول العناكب المقلية، وفى الصين شوربة "أعشاش الطيور" وتصنع من قش عشش الطيور، كما توجد سمكة منتفخة سامة تؤكل فى اليابان، وسمك القرش المخمر تؤكل فى أيسلندا، ودودة القز المقلية تؤكل فى الصين وفيتنام.
ومن أغرب تقاليع الطعام أيضاً تناول الجمبرى الحى فى كوريا، حيث أن الكثير منا يعشق الجمبرى مقلى أو مشوى، لكن فى كوريا الأمر يختلف، حيث يأكلون الجمبرى الحى وشعارهم "اكسر وقشر".
تقاليع المعاكسات من أيام "ياصفايح الزبدة السايحة" لحد "يا مزة عايزك فى مصلحة"
للمصريين قاموسهم الخاص فى كل شىء حياتهم وأسلوبهم وتقاليعهم، حتى فى المعاكسات، حيث تطورت المعاكسات من "ياصفايح الزبدة السايحة" إلى عبارات جديدة فى العصر الحالى وغريبة مثل: يا مزة عايزك فى مصلحة، يا عسلية وغيرها من العبارات الغريبة التى لا تخلو منها الشوارع المصرية.
الأفلام العربية القديمة أظهرت عددا من أشكال المعاكسات فى الماضى، مثل: مقولة عبد الفتاح القصرى الشهيرة "يا صفايح الزبدة السايحة"، وكذلك عبارات مثل: "بكرة تندم يا جميل"، "يا أرض احفظى ما عليكى"، يا "قمر"، حيث كانت المعاكسات زمان مجرد مجاملة للفتاة تسعدها.
ومعاكسات هذه الأيام أصبحت بشكل بذىء وظهرت كلمات غريبة مثل: يا مزة، صاروخ، جامدة وغيرها من العبارات، التى تسبب الإحراج الشديد للفتيات.
ومن المعاكسات الساخرة أيضاً التى ظهرت فى السنوات الأخيرة معاكسة "أحلى واحدة فيكم اللى لابسة جزمة حمراء"، "أحلى واحدة أم رجل واحدة"، "أموت أنا وأعيد السنة".
كما ظهرت أيضاً تقليعة جديدة فى المعاكسات فى بدايات ثورة 25 يناير، مثل: "بحبك بما لا يخالف شرع الله"، "أموت أنا فى الشريعة"، "الحلو تحرير ولا رد الجميل"، "الشعب يريد رقم تليفونك"، وغيرها من المعاكسات الساخرة التى ظهرت وعبرت عن السياسة بشكل كوميدى ساخر.
تقاليع المصريين فى"الشحاتة"من الشحات الغلبان للشيك
تقاليع "الشحاتة" فى كل بلد تختلف عن الأخرى، فنجد الشحات مثلاً فى أوروبا يقف يقدم فنه فى الشارع، سواء بلعب الجيتار أو رسم ليجمع المال من المارة فى صندوق خشبى، ولكن فى مصر له أشكال عديدة، فهناك "شحات غلبان" يرتدى ملابس مهلهلة وشحات "ستايل" يرتدى أفخم الملابس.
ويختلف شكل "الشحات المصرى"، فهناك شحات غلبان، ويمكنك أن تتعرف عليه بسهولة، فهو يرتدى ملابس مهلهلة، ويقف بأولاده الصغار ليشحذ بهم، وهو أكثر أنواع الشحاذين عدداً، ويملأون الشوارع.
وأسلوب "الشحات الغلبان" فى الشحاتة متنوع، فهناك من يتسول بعاهته أو الإعاقات الجسدية، ويكشف عنها أمام الناس ليستعطف قلوبهم، وهناك سيدات تطلب منك ثمن علاج أطفالها، وهى تبيع المناديل، أو تجلس مع أطفالها وتقول أنها "تربى يتامى" لتطلب المساعدة من المارة.
وهناك أيضاً "الشحات الطفل"، وهو طفل صغير يسرحه أهله ويرتدى ملابس مقطعة ويتسول فى وسائل المواصلات، وقد يوزع ورقة على الناس تقيد أنه يتيم وأنه يعانى من أمراض عديدة، فما عليهم سوى أن يساعدوه بعدها، وكذلك المرأة المنتقبة التى تشحذ فى وسائل المواصلات، وتوزع ورقة بأنها أرملة وتربى 5 أطفال.
وعن أحدث وسائل الشحاذين فى استعطاف القلوب، فهى "الشحات إستايل"، وهو يرتدى ملابس شيك، فمثلاً قد تجد 3 رجال يدخلون إلى وسائل النقل العامة وهم يرتدون أشيك الملابس، ويقولون لك: " واحد غلبان توفى وبنجمع فلوس عشان ندفنه وهنيالك يا فاعل الخير"، أو يستوقفك فى الشارع ويقول لك "لقد سرقت كل أموالى.. وعايز 3 جنيه عشان اعرف أروح".
ولكى تكتشف "الشحات الإستايل" عليك أن تراقبه ستجده بعد أن يقف معك يتحدث مع ناس آخرون فى الشارع، ويكرر نفس السيناريو.
"دماغ الصراصير" أحدث تقاليع الكيف عند المصريين
اختلفت تقاليع المصريين فى الكيف والإدمان الذى اختلف تعريفه ودخلت عليه مصطلحات أخرى أهمها "دماغ الصراصير"، ولكن منهم أيضاً من يدمنون تقاليع غريبة مثل: البوظة أو الويسكى الشعبى، وهناك من يدمن الصراصير والنمل.
ومشروب البوظة هو مشروب شعبى يبيعه الباعة الجائلون فى الشوارع وأمام المدارس وعلى الكبارى وفى الأسواق، وهو عبارة عن دقيق أو شعير وسكر وماء يقلب على النار ويضاف إليها الخميرة أو ماء ورد ثم توضع فى الثلاجة فترة لتشرب مثلجة أو تترك فتتخمر وتصبح من المسكرات، لذا يطلقون عليها ويسكى الغلابة".
وعن إدمان الصراصير والنمل، فهى وجبة إدمانية رخيصة ابتكرها المدمنون، بعد ارتفاع أسعار الخمور والهيروين والحشيش وغيرها، حيث يقوم البعض بتجميع أعداد كبيرة من تلك الحشرات ويتم حرقها، ويستخدم الرماد الناتج عنها فى التدخين مع السجائر أو الشيشة.
وسعر العبوة الصغيرة من رماد الصراصير حوالى 75 قرشا، وتكفى لمدمن واحد، أما العبوة الأكبر فسعرها 150 قرشا وتكفى 5 مدمنين.
آخر تقاليع المصريين.. اعمل لنفسك برنامج على اليوتيوب.. ولو عاطل ممكن تشتغل خبير استراتيجى.. وطرحة البنات بقت جراب حاوى ممكن تحطى فيها الموبايل وتذكرة المترو.. و"دماغ الصراصير" أحدث كيف للشباب
الخميس، 17 أكتوبر 2013 11:38 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
tarek
جميلة ياقوطة
بجد كم هو مقال ممتاز
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود الليثي
احنا شعب والله عظيم
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد
يا رااااااااااجل