سنوات من الشقاء كتبت على جبينهم منذ أن خرجوا إلى الدنيا ولكنهم قرروا أن يحولوا الابتلاء إلى مكسب لهم يعرضوا من خلاله مشاكل المكفوفين، فكونوا فرقة من 15 كفيف وكفيفة لعرض مشاكلهم بمسرحيات يمثلوها ويعرضوها على الجمهور.
"الناس اللى تحت".. اسم أول عرض مسرحى تعكف عليه فرقة المفتحين، وهى مسرحية قديمة قام بتمثيلها مارى منيب ويوسف وهبى، حيث يقوم "المفتحين" بعمل بروفات على كيفية الحركة على المسرح بأنفسهم دون مساعدة من أحد ويدربهم المخرج المسرحى سيد فجل بقصر ثقافة طنطا.
سيد مجاهد، صاحب فكرة ومؤسس فرقة " المفتحين"، أكد، لليوم السابع، أن الفكرة بإنشاء فريق يجمع من خلاله المكفوفين فى كل المحافظات ليعبروا عن مشاكلهم بالفن، جاءت له هو وصديقه الدكتور جمعة محمود دوبل.
وأوضح أنهم كمكفوفين يعانوا من الكثير من المشاكل وحقوقهم الأساسية مهضومة، ومنها أنهم لا يجدوا وظيفة مناسبة لهم وبالتالى لا يجدون دخل ثابت لهم ولا يستطيعون أن يتزوجوا بسهولة، وكذلك لا يوجد لهم أماكن بالمواصلات العامة وكذلك أغلبهم لا يذهبون للمدارس، وكل هذه المشاكل جعلتهم يؤسسوا الفرقة.
وأضاف أن مثلهم الأعلى أن يصلوا لما وصل إليه طه حسين عميد الأدب العربى أو الموسيقار عمار الشريعى أو الفنان سيد مكاوى، وهو شىء ليس مستحيلاً.
وعن سبب اختيار اسم الفرقة قال إنهم أرادوا أن ينقلوا رسالة وهى "احنا صحيح مش بنشوف بس احنا مفتحين ولينا عقل وبصيرة وهنحقق بيهم المستحيل".
وأشار إلى أن التدريبات والبروفات تجرى بقصر ثقافة طنطا، وتم توزيع السيناريو على أعضاء الفرقة، بعد أن كُتب بطريقة برايل وحضروا ندوات لرواد المسرح لمساعدتهم على التمثيل المسرحى.
وأعلن أنهم يفتحون الباب لأى مكفوف فى أى محافظة بمصر لكى ينضم لهم، مضيفاً أنهم سيشهرون جمعية باسمهم خلال الفترة القادمة للدفاع عن حقوق المكفوفين، ودعا رجال الأعمال أو المؤسسات المهتمة لمساعدتهم فى قضيتهم.



