لم يكن زمن الفراعنة وأجدادنا المصريين وعهد الكتابة على الجدران زمن قد ولى فمازال المصريين ينتهجون طريق الأجداد ومازالوا يسطرون أحلامهم وأخبارهم وما يشعرون به على حوائط مصر وجدرانها، شعارات سياسية ونصائح دينية وذكريات الأصدقاء الخاصة، التى يرسموها على الجدران ليحفظوها من النسيان، ناديهم المفضل وأرقام تليفوناتهم لها نصيب على هذه الجدران، التاريخ يحفظ ويسجل ليس فقط فيما يتعلق بالفترة السياسية وما يعبر عنها من شعارات، إلا أنه يحفظ شكل المجتمع وتوجهاته فى هذه الفترة ليظل التاريخ يحفظ عن ظهر قلب هذه الفترة الزمنية من تاريخ مصر.
أينما سرت ستجد الجدران مشغولة بكتابات بعضها متداخل وغيرها واضح، الشعارات السياسية هى التى تحتل المساحة الأكبر من الجدران، وخصوصا أن مصر الفترة الماضية كانت حافلة بالأحداث التاريخية، ثورتين وعزل رئيسين مرورا بكثير من الاضطرابات والتظاهرات والاعتصامات التى أعطت مساحة جديدة لكتابة المزيد والمزيد من شعارات التأييد والمعارضة، أيضا فعلى الرغم من أن الجرافيتى كان أكثر مما عبر عن الثورة وعن الفترات التى مرت بها مصر إلا أن يبقى لتلك الكلمات المكتوبة بخط اليد خصوصية.
ليست الشعارات السياسية فقط هى من تحتل مساحة على الجدران بل إن الشعارات الدينية لها مساحة مخصصة بين كل هذا على طريقة "أذكر الله" و"غض بصرك" و"أستغفر الله"، وغيرها من تلك الكلمات الدينية التى ترها مكتوبة على الجدران بدون أى مبرر لذلك، الكتابة على الجدران كانت فى وقت أجدادنا المصريين أو الفراعنة كانت تستغل للتأريخ أنما الآن الكتابة على الجدران تحول من تأريخ إلى سلوك سيئ لأن ما ينتج عنه هو تشويه لتلك الجدران أما بسبب العبارات المكتوبة التى تحمل بعضها ألفاظ خارجة، أو حتى بسبب الطريقة المكتوب بها حوائط المترو لم تنجو من هذا الأمر بل تحولت إلى لوحات كبيرة وكأنه من حق أى أحد أن يسطر بها ما يشاء.
دكتور أحمد منصور دكتور علم النفس الاجتماعى بجامعة الزقازيق يقول إن الكتابة على الجدران ليست عادة جديدة فالقدماء المصريين بدأو هذا الأمر بتسجيل تاريخهم على الجدران، وظلت هذه العادة متوارثة بين الأجيال فمثلا من كان يسافر إلى الحج أو يعود منه كان يرسم على الجدران وظل هذا التقليد لسنوات، ولكنه عادة بقوة مع ثورة الخامس والعشرين من يناير انتشر هذا الأمر بشكل مبالغ فيه فأصبحت وكأنها ظاهرة جديدة، وأضاف منصور أن المصريين دائما يفضلون الكتابة على الجدران، فهذا يمثل إليهم نوعا من البهجة والتعبير عن الذات وعن شعورهم فترى المدارس وغيرها الحوائط الخاصة بها مليئة بالكتابات.
مصر المكتوب حكايتها على الجدران..
الشوارع "مليانة" شعارات سياسية ونصائح وكلام حبيبة وشتيمة وهزار صحاب
الأربعاء، 16 أكتوبر 2013 10:20 م