الجود بالموجود.. هكذا تربت المرأة الصعيدية، التى يعرفها زوار مسجد الحسين بالحاجة "أم إيمان"، ويأكلون من صنع يدها فى المواسم والأعياد وأيام الجمعة من كل أسبوع؛ حيث تطبخ للفقراء والمحتاجين "لقمة على قد ما قسم" على وابورها الصغير بينما تجلس متربعة على أعتاب مسجد سيدنا.
تلك العادة موصولة لديها منذ 12 عاما لا يثنيها عنها إلا الشديد القوى، وفى إفطار وقفة العيد ستكون مائدتها عامرة بما يجود به الكريم" أنا موجودة عند سيدنا الحسين فى كل وقفة عيد عشان أفطر الصايمين اللى بيجوا ياخدوا النفحات من سيدنا، وربنا هو اللى بيعطى فإزاى إحنا هنبخل على الفقير؟".
بلهجتها الصعيدية دعت محبى آل البيت لوجبة الإفطار يوم الوقفة، والتى ستبدأ فى إعدادها من ساعات الصباح الباكرة " هصلى الفجر وأنزل من البيت أروح أقعد فى مكانى تحت شباك سيدنا وابدأ أجهز الإفطار، وإن شاء الله هعمل فراخ وملوخية وأرز".
الدرس الذى تعلمته من والدتها التى كانت تخدم زوار آل البيت بدورها وتطبقه إلى اليوم "الرزق ده بتاع ربنا، واللى فايض معاه حتى لو تمرة لازم يعطف بها على المحتاج، وقلوبنا تبقى على بعض عشان ربنا يرحمنا أمى كانت بتقولى كدة أنا وإخواتى وإحنا صغيرين، وكانت بتجيبنا معاها وهى بتخدم زوار سيدنا الحسين".
واليوم بعد أن صارت الصغيرة أما عائلة لثلاثة بنات"إيمان وفاطمة وهند" تعلم فتياتها نفس الدرس "بعلمهم اللى ينفعهم فى دنيتهم وأخرتهم لأن اللى عند الله مبيرحش".
رغم معاشها الشهرى الضئيل لم تتخلف مرة عن تلبية النداء طوال أيام شهر رمضان وكل جمعة مؤكدة "ربنا بيبعت رزق كتير وفيه اللى بيساعدنى بإزازة زيت أو يجيب عيش وخضار ونطعم المحتاج بحلة محشى أو بشوية مسقعة، أى حاجة على قد الموجود بس بيبقى طعمها زى العسل ببركة ربنا".
إلا أنها تقوم باستعدادات خاصة لإفطار وقفة العيد"فى وقفة العيد بعمل زفر بجيب أوراك فراخ أو هياكل وأعمل شوية ملوخية عشان نفرح زوار سيدنا".
على أعتاب "الحسين" الحاجة "أم إيمان" عزماكم على إفطار وقفة عيد
الإثنين، 14 أكتوبر 2013 01:47 م
على أعتاب "الحسين"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة