هل يولد الإنجاز من رحم الأزمات؟..

برادلى لم يعرف طعم الراحة ويسير فى طريق كله أشواك

الإثنين، 14 أكتوبر 2013 10:25 ص
برادلى لم يعرف طعم الراحة ويسير فى طريق كله أشواك برادلى
كتب شادى ممدوح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن الأمريكى برادلى المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأول على موعد دائم مع الأزمات والمشاكل منذ توليه مهام قيادة الفراعنة فمجرد اختيار مجلس إدارة اتحاد الكرة الأسبق برئاسة سمير زاهر للخواجه الأمريكى فى شهر سبتمبر من عام 2011 لتولى مهام المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأول ارتبطت باسمه المشاكل وأصبحت تلاحقه الأزمات، وبات برادلى فى أحيان كثيرة فى موضع المتهم الذى يحاول الدفاع عن نفسه بكل الطرق من خلال إثبات حبه وتقديره للشعب المصرى ورغبته فى إسعاده ورسم البسمة على وجهه من خلال قيادة الفراعنة للتأهل إلى كأس العالم بالبرازيل 2014.

أول الأزمات التى واجهت برادلى عقب صدور قرار تعيينه مديراً فنياً للمنتخب الوطنى الأول رفض مسئولو اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر فى ذلك الوقت تعيين زكى عبد الفتاح فى منصب مدرب حراس مرمى المنتخب الوطنى رغم ارتباطه بعلاقة وطيدة بالمدرب الأمريكى بعد أن عملا سوياً فى الجهاز الفنى للمنتخب الأمريكى عندما كان برادلى يتولى منصب المدير الفنى لمنتخب بلاده ووقتها لم يكن عبد الفتاح مجرد مدرب حراس مرمى فقط، بل كان المساعد الأول لبرادلى، وهو الأمر الذى لم يشجع مسئولو الجبلاية على تعيين عبد الفتاح فى جهاز المنتخب الوطنى خوفاً من تهميش دور بقية أفراد الجهاز المعاون، بالإضافة إلى الراتب الشهرى الكبير الذى طلب عبد الفتاح الحصول عليه نظير عمله بجهاز المنتخب إلا أن تلك الأزمة انتهت بموافقة عبد الفتاح على تخفيض راتبه الشهرى مع التأكيد على اقتصار دوره فى جهاز المنتخب على تدريب حراس المرمى فقط دون التدخل فى الأمور الفنية، وبالرغم من تعيين عبد الفتاح فى جهاز المنتخب الوطنى بناءً على طلب برادلى إلا أنه ظل يتسب فى أزمات للمدرب الأمريكى بسبب كثرة تصريحاته فى وسائل الإعلام تارة وعدم قيامه بالترجمة الصحيحة لتصريحات برادلى تارة أخرى، فضلاً عما يتردد عن خلافاته مع ضياء السيد المدرب العام للمنتخب الوطنى بسبب تدخله فى الأمور الفنية وعدم الاكتفاء بدوره كمدرب لحراس المرمى.

وجاءت ثانى الأزمات التى واجهت برادلى سريعاً فى شهر فبراير من عام 2012 أى بعد توليه مهام قيادة الفراعنة بستة أشهر فقط، وهى الأزمة التى هزت الوسط الرياضى المصرى بأكمله وهى مجزرة ستاد بورسعيد التى راح ضحايتها 72 شهيداً من مشجعى الأهلى بعد تعرضهم للقتل من قبل بعض جماهير المصرى خلال المباراة التى جمعت الفريقين فى الأول من فبراير عام 2012 فى ستاد بورسعيد وتوقف بسببها النشاط الرياضى بمصر وتوقع الكثير تقدم برادلى باستقالته لعدم قدرته على العمل فى وسط تلك الأجواء العصيبة وفى ظل توقف النشاط وإلغاء بطولتى الدورى والكأس، إلا أن موقف المدرب الأمريكى جاء مفاجئاً للجميع وخرج بتصريحات وقتها أكد فيها عدم رحيله عن مصر قائلاً «لن أرحل عن مصر ولم أفكر فى هذا الأمر مطلقاً، وتواصلت مع عائلات ضحايا هذه المجزرة لمؤازرتهم، وأعلم أن الشعب المصرى جاهد كثيراً لتحقيق حلم الوصول للمونديال، لذلك أنا متواجد هنا للعمل مع منظومة كرة القدم للعمل على تحقيق حلم المصريين»، والأكثر من ذلك شارك برادلى فى وقفة تضامنية مع أسر ضحايا المجزرة بمشاركة عدد من رموز كرة القدم فى مصر للتعبير عن تضامنه مع أهالى الضحايا.

أما الأزمة الثالثة التى قابلها برادلى وكانت الأخطر على الإطلاق هى اتهامه بالجاسوسية بعد إجرائه حواراً مسجلاً مع هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» أتهم فيه المجلس العسكرى بارتكاب مجزرة بورسعيد وهو ما جعل المدرب الأمريكى يتعرض لاتهامات من جانب بعض الإعلاميين والمحللين أبرزهم محسن صالح المدير الفنى الأسبق لمنتخب مصر الذى خرج بتصريحات فى ذلك الوقت قال فيها "أشك أن برادلى أحد عملاء جمعيات حقوق الإنسان الأمريكية فى مصر"، وذلك بعد هجومه غير المبرر على المجلس العسكرى والشرطة، وهو الأمر الذى جعل مسئولى اتحاد الكرة بتلك الفترة برئاسة أنور صالح بمطالبة برادلى بعدم الحديث فى الأمور السياسية مطلقاً، لا سيما وأنه يحمل الجنسية الأمريكية وفى الوقت ذاته رفض برادلى الوقوف كثيراً أمام تلك الاتهامات، مؤكداً أنه يركز فقط على تحقيق حلم المصريين بالوصول لمونديال البرازيل 2014.

وتتوالى الأزمات للأمريكى برادلى ويواجه الأزمة الرابعة التى تمثلت فى فشله فى قيادة المنتخب الوطنى فى التأهل إلى بطولة الأمم الأفريقية التى أقيمت بجنوب أفريقيا عام 2013 بعد الهزيمة من منتخب أفريقيا الوسطى بمجموع مباراتى الذهاب والعودة فى التصفيات الأفريقية المؤهلة للبطولة الأفريقية، حيث خسر المنتخب الوطنى على ملعب برج العرب بالإسكندرية من أفريقيا الوسطى بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وانتهت مباراة العودة بأفريقيا الوسطى بالتعادل الإيجابى 1-1 ليفشل المنتخب فى التأهل لبطولة الأمم الأفريقية ويطالب البعض بإقالة برادلى لفشله فى الفوز على منتخب متواضع مثل أفريقيا الوسطى، إلا أن المدرب الأمريكى لم يلتفت لهذا الأمر، مؤكداً أن هدفه الرئيسى قيادة الفراعنة للوصول إلى كأس العالم.

وتأتى الأزمة الخامسة التى واجهت المدرب الأمريكى وهى رفض مجلس إدارة اتحاد الكرة المنتخب برئاسة جمال علام اعتماد زيادة راتبه الشهرى بنسبة 10% بعد تجديد تعاقده فى شهر يوليو من عام 2012 فى عهد تولى أنور صالح رئاسة الاتحاد بعد رحيل مجلس زاهر عقب أحداث مجزرة بورسعيد، بالإضافة لرفض مجلس علام تحمل دفع الضرائب فى العقد الجديد إلا أن برادلى رفض افتعال المشاكل بسبب الأمور المادية، وأكد وقتها أن تلك المشاكل يتم حلها مع مجلس إدارة الاتحاد فى الغرف المغلقة ولن تؤثر على تركيزه لقيادة المنتخب الوطنى للوصول إلى كأس العالم.

أما الأزمة السادسة التى قابلها برادلى هى دخوله فى صدام مع بعض لاعبى المنتخب، مما يجعل هؤلاء اللاعبين يهاجموا المدرب الأمريكى ومن ثم يقوم باستبعادهم من صفوف المنتخب، وأبرز أمثلة للاعبين الذى دخل برادلى فى صدام معهم أحمد حسن عميد لاعبى العالم ولاعب نادى الزمالك وعصام الحضرى حارس مرمى المريخ السودانى ومحمد زيدان مهاجم بنى ياس الإماراتى السابق وأحمد عيد عبد الملك لاعب نادى الزمالك قبل أن يعود لصفوف المنتخب مرة أخرى فى الفترة الأخيرة.

وتمثلت الأزمة السابعة التى واجهت برادلى فى صدامه مع الأجهزة الفنية لقطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك لرفضهم انضمام لاعبيهم لصفوف المنتخب فى بعض الأوقات لارتباطهما بمباريات أفريقية مثلما حدث فى معسكر المنتخب فى أبوظبى بالإمارات الذى تلقى فيه الفراعنة خسارتين ثقيلتين من منتخب غانا بثلاثة أهداف دون رد ومن منتخب كوت يفوار بأربعة أهداف مقابل هدفين بعد أن خاض المنتخب مبارياته الودية بدون لاعبى الأهلى الممثلين لركناً رئيسياً فى القوام الأساسى للمنتخب وتسببت تلك الهزائم فى تراجع مركز المنتخب بالتصنيف الدولى الصادر من قبل الاتحاد الدولى، وهو الأمر الذى جعل الفراعنة فى التصنيف الثانى أثناء إجراء قرعة المرحلة النهائية للتصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 والتى أسفرت عن مواجهة المنتخب الوطنى لنظيره الغانى المتواجد فى التصنيف الأول.

الأزمة الثامنة التى ظلت تطارد برادلى منذ توليه قيادة الفراعنة هى صعوبة تنظيم مباريات ودية يخوضها المنتخب لتجهيزه للمباريات الرسمية بسبب اضطراب الأوضاع الأمنية بمصر وهو ما يجعل العديد من المنتخبات ترفض القدوم إلى مصر لمواجهة الفراعنة، ولعل أبرز مثال لذلك معاناة برادلى للتجهيز لمواجهة منتخب غانا فى 15 أكتوبر الجارى بكوماسى فى ذهاب المرحلة النهائية للتصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014، مما أضطر برادلى للعب مع منتخب أوغندا مباراتين وديتين لإنقاذ الموقف وبدون مشاركة اللاعبين الدوليين ولاعبى الأهلى لارتباطهم بمواجهة القطن الكاميرونى فى ذهاب الدور قبل النهائى لبطولة دورى أبطال أفريقيا، وهى الأزمة التى جعلت برادلى يطلب من مجلس إدارة اتحاد الكرة التجهيز من الآن للمباريات الودية التى يخوضها الفراعنة قبل مواجهة الإياب أمام غانا فى 19 نوفمبر المقبل حتى لا تكرر مأساة فشل تنظيم مباريات ودية للمنتخب فى إطار استعداده لمواجهة الذهاب أمام غانا فى 15 أكتوبر الجارى.

الأزمة التاسعة ظهرت فى صدام برادلى مع بعض أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة وتحديداً مع حسن فريد نائب رئيس اتحاد الكرة الذى دخل فى مشاكل سابقة مع المدرب الأمريكى وأيضاً مع حمادة المصرى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الذى رشح حسام البدرى لتولى مهام المدير الفنى للمنتخب الأول، وهو نفس الأمر الذى قام به سيف زاهر عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الذى رشح حسام حسن لتولى قيادة الفراعنة قبل سفره للأردن لتدريب المنتخب الأول هناك بالإضافة إلى اقتراح بعض أعضاء اتحاد الكرة فى وقت سابق تولى برادلى الإشراف على المنتخب الإولمبى، وهو الأمر الذى رفض المدرب الأمريكى مجرد فكرة النقاش فيه حفاظاً على تركيزه مع المنتخب الأول لتحقيق حلم الوصول إلى مونديال البرازيل 2014.

وجاءت الأزمة العاشرة من حيث لا يتوقع برادلى بعد أن تسببت الأمطار فى إعادة مباراة القطن الكاميرونى والأهلى فى ذهاب الدور قبل النهائى لبطولة دورى أبطال أفريقيا، وهو الأمر الذى يتسبب فى تأخير انضمام لاعبى الأهلى لمعسكر المنتخب الأول استعداداً لمواجهة غانا 15 أكتوبر الجارى علاوة عن تعرضهم للإجهاد بسبب إعادة المباراة ورحلة السفر والعودة من الكاميرون ثم توجههم لكوماسى.

كل هذه الأزمات تؤكد أن برادلى لم يشعر بطعم الراحة منذ توليه قيادة المنتخب الوطنى الأول وأن مشواره مع الفراعنة كان مليئاً بالأشواك لتبقى التساؤلات تطرح نفسها هل من رحم الأزمات يولد الإنجاز؟ وهل يتمكن المدرب الأمريكى من تحقيق الحلم الغائب منذ عام 1990 الذى شهد آخر مشاركة للفراعنة بكأس العالم بإيطاليا ويقود المنتخب لتخطى عقبة غانا بمجموع لقائى الذهاب والإياب ويتأهل الفراعنة إلى مونديال البر ازيل 2014 ليتسبب فى فرحة كبيرة للشعب المصرى هو أمس الحاجة لها خلال هذه الفترة الصعبة التى تمر بها البلاد؟





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة