بزنس المقابر..

الورد والشاى والفاكهة والمقرئين "بيزنس المقابر" وكله بسعره

الإثنين، 14 أكتوبر 2013 11:05 م
الورد والشاى والفاكهة والمقرئين "بيزنس المقابر" وكله بسعره بائع فاكهة
كتبت رضوى الشاذلى ونعمة يونس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صرخة فراق تكسر حدود الصمت التى تسيطر على المكان الكئيب الذى لا يعرف طعما للفرح أو الحياة، الحزن الذى يخيم على المقابر هو "صوت السعد" بالنسبة لأهالى المكان من الأحياء الذين يبدأ عملهم بعد وداع المتوفى مباشرة، بعد أن تبدأ رحلة الاستفادة بكل الطرق من مودعين رحلات الحياة الطويلة برحلات أخرى على أبواب المقابر، التى تتلخص فى دودها مصدر أرزاقهم، بائع للشاى وآخر للفاكهة، وهنا بائع الورد والصبار "وكله بسعره وثوابه".

فى مدق ضيق فى قلب مقابر "الغفير"، بالدويقة يستقر بدر محمود، صاحب نصبة الشاى ذو الـ25 عاما، ليروى لـ"اليوم السابع" عن يومياته وقصصه مع الزبائن ومريدى المكان "أنا بشتغل هنا من وأنا عندى أربع سنين، بقدم الشاى لكل الزوار بقواعد إتعلمتها من أبويا فى الكلام والوقفة معاهم هو نفسه إتعلمها بعد 30 سنة شغل لحد ما تعب وبقيت أنا مكانه على الفرشة".

يستكمل "بدر" حديثه: "كباية الشاى بجنيه واحد بس الصعب عندنا إننا ما بنقدرش نرفع السعر حتى لو الزبون مبسوط، لأن الزباين بيكونوا جايين فى حالة ما تقدرش انك تغلى عليهم حاجة فيها ولو هما أدونا حاجة زيادة بتبقى زوق منهم، بس أنا مش ناوى أكمل عمرى زى أبويا ما خلص عمره هنا، إن شاء الله هبدأ مشروع جديد بعيد عن المقابر".

لم يكن هذا الحلم خاصاً ببدر وحده، فعلى بعد ثلاثة حارات بين المقابر ينحنى ظهر عم عبد الله عبد الباقى بين خلط الأسمنت وضبطه لترميم حائط مقبرة جديدة، 69 عاما بالتمام والكمال قضاهم بين هذه الحوائط ويقول "أنا اتولدت هنا واشتغلت فى ترميم المقابر بقالى أكثر من 30 سنة " يؤكد عم عبد الله: "ترميم المقبرة بياخد مننا حوالى 3 أيام شغل، وبناخد عليهم حوالى 200 جنيه بس بيختلف حسب حالة الزبون، لأنه بيبقى صعب ندقق فى الفلوس مع أى حد".


أما محمود على صاحب فرشة فاكهة يجلس بها فى المقابر، يؤكد لـ"اليوم السابع"، أنا أعمل هنا من سنة تقريبا، وأنا فى الأصل ببيع الفاكهة فى وسط البلد، "ولأن حال البلد واقف ومفيش شغل فقولت أجى أسترزق هنا أحسن من وقفتى مبعملش حاجة فى وسط البلد وفعلا لقيت مكسبى مضاعف ويوم الجمعة أكتر الأيام".


مزيد من النظام والرقى للشواهد يعلن عن مقابر باب النصر تستقبلك فيهم ورود نادية السيد، ما يزيد عن الأربعين عاما قضتهم بين المقابر وعن العمل تقول "أنا اشتغلت هنا بقالى من أكثر من 10 سنين بعد جوزى ما مات وبقيت هنا وابنى بنشتغل فى المقابر، كنت بحلم أنا وابنى نشتغل فى مكان تانى بعيد عن الموت والدفن وكده، بس هنعمل أيه أهو ده اللى قدامنا، إحنا بنبيع جوز الجريد بعشرة جنيه، والورد حسب الطلب".





















مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة