عم محمد صاحب الـ"65" عاما يحكى عن وقف الحال وانقراض مهنة "ملمع النحاس" وعن تحولها من المهن الهامة إلى شىء ثانوى من الممكن الاستغناء عنه.
ينفض التراب عن يده وعن ملابسه ويحكى عن المهنة قديما فيقول: "زمان كانت مهنة ملمع النحاس ديه بتجيب دهب، لكن الحال وقف من بعد الثورة تقريبا لما السياحة اتأثرت والفنادق ما بقتش تشتغل زى زمان فالإقبال على تلميع النحاس لم يعد مثلما كان فى الماضى" وبنظرة حادة وجه تعليماته إلى أحد العاملين معه واستكمل "الشغلانة محتاجة مجهود كبير علشان كده مش أى حد بيتشغل فيها، ولا أى حد بيحبها حتى معظم الرجالة اللى علمتهم الكار مشيوا من قلة الرزق".
متأملا إلى جدران الورشة وتفاصيلها يضيف: "دى أقدم ورشة لتلميع النحاس فى إمبابة كلها، أبويا فتحها من 60 سنة، وكان الشغل على قفا مين يشيل، لكن دلوقتى مبقاش فى شغل خالص لأن الناس أصلا مبقتش لاقية تاكل، فأكيد مش هيدوروا على الكماليات عشان كده أنا زعلان أنى سبت شغل الحكومة، لأنى كنت شغال فى وزارة الثقافة من 30 سنة، وسبتها عشان أمسك ورشة أبويا، لأن فلوسها كانت كتير لكن دلوقتى بندم جدا عليه".









