كل منا تمر عليه أوقات يضيق فيها صدره من كثرة الآلام والمشكلات التى يمر بها فى العمل أو المنزل، للحد الذى ينعزل فيه عن الآخرين، أو بالعكس فقد ينخرط وسط الجماعة حتى ينسى ما يؤلمه ويكدر عليه صفو حياته، وبين هذا وذاك يعيش الإنسان أوقات صعبة يظل يبحث فيها عن صديق أو قريب يفضفض معه ويسدى إليه نصيحة مخلصة، إلا أن وسط هذا الصراخ الذى يكتمه بين ضلوعه هل يمكن الاستعانة بطبيب نفسى يخرجه من أزمته ويقف به على شاطئ الراحة النفسية مرة أخرى، لذا فهل تحب أن يشاركك الطبيب النفسى آلامك ويكون منقذا لك وقت الضيق؟
تقول نهير فتحى، لا أجد غضاضة من الاستعانة بطبيب نفسى أشكو إليه ما يؤلم نفسى، فإن الحالة النفسية للإنسان تؤثر عليه بالسلب والإيجاب، وإذا مرض الإنسان بالقلب مثلا أو بالأذن أو غير ذلك فإنه يسارع إلى الطبيب بلا تردد مستنجدا به لتخفيف آلامه، إلا أنه فى حالة إصابة أى منا نفسيا باكتئاب مثلا فإن المرء لا يعير الأمر اهتماما ويظل منغلقا على نفسه.
"لا أحد يعترف بالأطباء النفسيين من كونهم أطباء يعالجون ما يشعر به الإنسان من آلام، إلا أن الجميع يصفونهم بأنهم أطباء للأشخاص المعتوهين فقط"، هكذا بدأ لطفى مرزوق حديثه، حيث يشير إلى أن هذا يرجع إلى ثقافة مجتمع التى لا تفرق بين الإصابة بالجنون أو الإصابة بالاكتئاب مثلا، فإن الفرق بينهما كبيرا جدا ولا يوجد أى وجه للتشابه.
"الأطباء النفسيون فى مجتمعاتنا العربية مظلمون، حيث يراهم الجميع أنه تخصص مترف، فعندما يعالج الإنسان عينه أو كبده مثلا تكون بالفعل الشكوى لها معناه وواقعية، إلا أنه عندما يشكو من الاكتئاب مثلا ومن الضغوط المستمرة الواقعة عليه فإنه يكون إنسانا مدعيا للمرض، ويرد عليه الآخرين، يعنى تقصد أنت عيان بإيه؟".
"الإنسان طبيب نفسه" هذه المقولة تؤمن بها غادة فاروق، حيث تقول أحاول عدم الذهاب للأطباء إلا فى الحالات القصوى، وعندما يشتد على المرض، وهذا فى حالة إصابتى بمرض عضوى إلا أنه فى حالة إصابتى بحالة نفسية سيئة أجد أنه لا تستهوينى فكرة الذهاب إلى الطبيب النفسى، وإن كنت أعلم أن الطب النفسى تخصص له كل التقدير مثل باقى تخصصات الطب، إلا أن قناعاتى ترفض الاستعانة بأى من الأطباء النفسيين، لأنه ببساطة إذا كان ما ألم بى من متاعب نفسية أنا الوحيدة على تفسيره وتحمله واستنتاج نقاط الإيجاب والسلب فيما مر بى من مواقف أو مشكلة، لأننى صاحبة مشوار الحياة بأكمله، وهنا يكون الحل عندما أفكر مع نفسى وأعطيها الوقت الكافى للحوار والنقاش، وأن تغضب منى أحيانا وأصالحها أحيانا، ولا أجد تفسير لما حدث أحيانا أخرى، إلا أنى ألجأ إلى طبيب نفسى أشرح له ما أصابنى بمعزل عن بقية ظروفى فهو فقط سوف يصف لى دواء يقلل من حدة الاكتئاب أو منوم حتى أتمكن من النوم لفترة مناسبة دون قلق، إلا أنه لن يكون بمقدوره حل المشكلة أو الوقوف على أبعادها لأنه ليس محيطا بكل الأجواء المحيطة بها.
هل المصريون يقبلون فكرة اللجوء إلى الطبيب النفسى؟
السبت، 05 يناير 2013 01:11 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالجميد زكي
مانع ولكن
عدد الردود 0
بواسطة:
doaa
مع التعليق رقم 1