القصة طويلة والحدوتة أكبر، ومشاهد السيناريو تزداد يوم بعد الآخر، لتجعل مواكبة الإبداع للأحداث مسيرة لن تتوقف، طالما أن العقل البشرى يتابع ويفكر، فبعد أن أسدل مخرج المسرح السياسى الجرافيتى، ستارة عن الجزء الأول من فيلم "دستورى "، والذى كان أفيش سينما بالاس المهجورة أمام قصر الاتحادية، قبل توجه الناخبين إلى صناديق الاستفتاء على الدستور الجديد، لترسيخ حقيقة الصراع السياسى، وإصرار الرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين، على تمرير دستورهم بمباركة مؤيديهم من عشيرتهم الذين يحشدون من أجل التصويت لإقامة دولة نعم.
المخرج زوايا كاميراته ومعداته، مازالت تعمل وتستطيع التعبير عما يريد توصيله، فتكون كلمته دون تردد، "كلاكيت تانى مرة" والاستمرار فى رسم أفيش الجزء الثانى، لمخطط ما بعد الاستفتاء بنعم، قبل أن يغادر الجمهور صالة العرض بعد أن أوشكت حلقات الجزء الأول على الانتهاء.
للمرة الثانية، صعد الشباب رغم الصعوبة البالغة، إلى واجهة سينما بالاس، المهجورة "بالاتحادية" حيث مكان الإعلان عن أفيشات الأفلام، دهنت الفرشاة اللون الأبيض عليها مره أخرى، ولكن تركت الجزء الأهم، الذى مازال مستمر من حلقات الاستفتاء، ويحمل عنوان "أهلى وعشيرتى أهم منكوا "، وأيد الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، وهو يحتضن بيده اليمنى كتابا مكتوبا عليه "دستورى"، وبجواره نيران مشتعلة للتأكيد على استمرار الصراع.. ويأتى بجواره الأفيش الجرافيتى الجديد، الذى لم يختلف كثيرا، حيث حمل عنوان "بتاعتى"، وكان عبارة عن صورة كبيرة لشبح عملاق يرتدى عباءة سوداء، تستحوذ على كافة المساحة المخصصة للإعلان، ويحتضن بين يديه الكبيرتين المصانع والمنازل والمساجد والكنائس وبرج القاهرة، والأهرامات الثلاثة وأعلى كتفه صورة فرعونية وبها صور الرئيس، ويخرج من وراء عباءة الشبح يد كبيره أيضا تمسك بكلمة" لا" ذات اللون الأحمر، ومسنودة على صندوق الاقتراع، وأسفله مجموعة من الخرفان ينظرون إلى كلمة "لا" ويقولون نعم نعم.
الجرافيتى ومشاهد للمرة الثانية أيضا، لا تحتاج إلى شرح ولم تكن بهدف السخرية، إنما أراد أن تكون الرسالة، بأن الرئيس محمد مرسى مازال يحتضن الدستور، ولم يعمل على إطفاء النيران المشتعلة من حوله أو حتى تهدئتها، بل يضرب بعرض الحائط بإرادة الآخرين، وبالتالى تنفيذ المخطط الثانى وهو الاستيلاء على مصر، وبناء دولة خاصة بهم، وهو ما عبر عنه رسامو الجرافيتى بصوره الشبح العملاق، الذى يضع ممتلكات مصر وحضارتها وتاريخها وشعبها بين يديه.
ولكن مازالت المعارضة شوكة قوية فى ظهر هذا المارد العملاق، حيث تخرج من وراءه يد كبيرة تحمل كلمة "لا" بلون الدم، ومسنودة على صندوق الاقتراع،يقصد به شرعية الشعب الحقيقية وعلى الجانب الأخير مازال المؤيدون يترقبون ويدافعون عن تطلعاتهم وأحلامهم الشخصية فى إقامة دولة نعم.
بعد فيلم الاستفتاء..
شبح دولة "نعم" الأفيش الجديد لسينما بالاس المهجورة "بالاتحادية"
الجمعة، 04 يناير 2013 12:48 م
سينما بالاس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة