خبز الزحام.. عم شهدى فى رحلة للبحث عن "لقمة عيش من وسط الزحمة"

الجمعة، 04 يناير 2013 08:08 م
خبز الزحام.. عم شهدى فى رحلة للبحث عن "لقمة عيش من وسط الزحمة" عم شهدى
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ساعات الذروة يبدأ عمله.. حينما ترسل الشمس أقصى أشعتها إلى الأرض صيفا، أو تضرب الرياح الأجساد شتاء، وتتصاعد أدخنة السيارات التى تزكم الأنوف فى ساعات الزحام بشوارع القاهرة المرتبكة يقف كل يوم ساعات طويلة لعشرة سنوات متواصلة رافعا "سبته" المحمل ببعض "السميط والدقة" فوق كتفه وهو يبحث عن "لقمة عيش وسط الزحمة".

شهدى بشارة صحاب الـ45 عاما حينما كان يحزم ملابسة القليلة ويحملها على كتفه مستقلا قطار أسيوط القاهرة منذ 20 عام لم يكن يعرف أنه سيجد لقمة عيشة فى زحام المدينة الصاخبة فهو أتى ليعمل فى المعمار ولكن عام بعد الآخر كان العمل يقل وظروف البلد تسوء فبدأ يبحث عن عمل يستمر فيه حتى وجد سبت "البقسماط والدقة".

الكورنيش.. رمسيس.. كبرى أكتوبر.. أماكن يحفظها عم شهدى مثل اسمه "مكان ما الزحمة موجودة بنمشى" فى رحلة يومية يبدأها مبكرا بجلبابه الفضفاض فى تمام السابعة حين يخرج من منزلة وفوق كتفه السبت فارغ متجها إلى الفرن ليملأ حصالة رزقه الكبيرة ومنها إلى زحام وسط المدينة وكبارى أم الدنيا، وينتهى منها ما بين التاسعة أو العاشرة مساء بعد أن يكون قد جمع بعض الجنيهات التى تكفيه وعائلته لطعام يومهم فقط.

"الواحد له سبتة ما يشيلهوش من على كتفة" يجيب عم شهدى فى حكمة ورضا وهو يجيب عن أيام أجازته ويتابع "لو يوم أخذت أجازة أولادى مش هيلاقوا يكلوا فيه وعشان كده لازم أشتغل كل يوم لأن اللى بيجى على قد اللى بيروح وأقل".

أربعة أولاد وبنت وزوجه هى عائلة بياع خبز الزحام الصعيدى الذى شاهد الثورة من منزلة "أنا ماليش دعوة بالسياسة وناسها" ولكن بعد اقتراب الذكرى الثانية ليوم غير الواقع المصرى ظهرت بعض الأحلام لعم شهدى ويقول "نفسى أولادى يطلعوا يلاقوا فرصة أحسن من اللى أنا لقيتها.. أنا دخلتهم مدارس ولسه بيتعلموا لكن نفسى لما يكبروا يلاقوا جامعة تاخدهم من غير فلوس وبعديها يلاقوا شغل من غير واسطة عشان ما يعيدوش نفس توهانى بين الزحمة".

بعد ساعة ونصف تقضيها فى الزحام.. أنت فى الأصل حاولت النزول مبكرا متجاهلا الطعام حتى تهرب من الزحام ولكن فى شوارع القاهرة الهروب من الزحام هو ضرب من ضروب المستحيل.. وبينما يتأفف الجميع فى السيارات وعربات الميكروباص ويتحدث البعض الآخر عن حل مشكلة الزحام الذى قيل انه سيحدث فى مائة يوم فقط.. ستجد عم شهدى وزملائه يقفون بأجسادهم المنهكة، يمدون إليك لقمة عيش وسط الزحام كما يقول "بـ75 قرشا" تاركين لأنفسهم هامش ربح ربع جنيه بينهم وبين الفرن الذى يعطيها لهم بنصف جنيه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة