علقت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية فى افتتاحيتها على الوضع الراهن فى مصر، وقالت إن الاحتجاجات التى شهدتها البلاد تكشف عن عدم الثقة فى جماعة الإخوان المسلمين التى تهيمن على قيادة هذه الديمقراطية الشابة فى الربيع العربى، مضيفة أن التحدى العلنى للرئيس محمد مرسى يدل على مدى احتياج الجماعة إلى "ترك الإسلام على باب الديمقراطية".
وأشارت الصحيفة، إلى أن الاضطرابات تأتى مع الذكرى الثانية للثورة التى أطاحت بمبارك، وصدور الحكم بإعدام 21 من المتهمين فى قضية استاد بورسعيد، إلا أن تحت سطح هذه المعارضة يكمن صراع أعمق بتحديد مصدر شرعية قادة مصر الجدد أو نوع المشاعر التى تبنى الثقة بين الحكومة والشعب.
وترى الصحيفة، أن الإخوان خلال صعودهم البطىء إلى السلطة على مدار العامين الماضيين قد خرقوا الكثير من الوعود بشأن الدور الذى سيلعبونه فى حكومة نيابية، وأدى تأرجحها ومحاولتها للاستيلاء على السلطة فى تشكيل النظام الجديد إلى مزيد من القلق بين أنصار الديمقراطية من أن مرسى سيحدد سلطته من الإسلام أو الشريعة وليس من الحقوق الدستورية والتعددية العلمانية، وحتى داخل الإخوان يسود نقاش منذ عقد من الزمان بشأن التوفيق بين الإسلام كدين والديمقراطية ولم يتم تسويته بعد، ما أدى إلى انقسامات وانشقاقات على مستوى رفيع.
وتمضى الصحيفة قائلة: إن كثيرا من المصريين على الأقل فى المدن الرئيسية يشعرون بالقلق من أن بلادهم ربما تسير على نفس طريق ثورة إيران الإسلامية، والاحتجاجات الحالية تدل على أن المصريين يثقون فى الديمقراطية نفسها لكنهم يريدون مزيدا من المراجعات والتوازنات بين سلطة الزعماء المنتخبين، والثقة فى الحكومة تتطلب قدرا كبيرا من الانفتاح والمساواة، لكن تلك الصفات لا تمارس جيدا داخل التسلسل الهرمى الصارم لجماعة الإخوان المسلمين، وستحتاج إلى تعديل سريع لو أرادت أن تستعيد ثقة المصريين.
"ساينس مونيتور": الاحتجاجات فى مصر تكشف عدم الثقة فى الإخوان المسلمين
الأربعاء، 30 يناير 2013 05:24 م