بات مظلوم ولا تبات ظالم..

الدكتور محمد المهدى "الاستبداد ".. ثقافة مجتمع

الأربعاء، 30 يناير 2013 03:12 م
الدكتور محمد المهدى "الاستبداد ".. ثقافة مجتمع صورة أرشيفية
كتبت سحر الشيمى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"بات مظلوم، ولا تبات ظالم"، هذا المثل الشعبى ورثناه عن الأجداد، وكلما مر بنا العمر نجد معانيه تختفى شيئا فشيئا فى قلوب البعض، إلى الحد الذى يفضل أن يكون المرء ظالما له أنياب بدلا من أن يقال إنه طيب، والكل يتسلق على جدران حياته لأنه على خلق ولا يحب أن يظلم أحدا".

ولكن هل الاستبداد يقف فقط عند مستويات معينة فى التعامل، أم أنه قد يسود بشكل كبير على اختلاف المجتمع الذى يعيش فيه الإنسان، خاصة ونحن ننادى منذ ثورة 25 يناير بالحرية والديمقراطية، وهنا يوضح الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، أن الاستبداد السياسى هو أكثر مستويات الاستبداد شهرة، لدرجة أنه حين تذكر كلمة "الاستبداد" يخطر فى الذهن مباشرة هذا النوع من الاستبداد دون غيره، ربما لأنه الأكثر وضوحاً أو الأكثر شيوعاً أو الأوسع تأثيراً.

وهذه الشهرة والوضوح للاستبداد السياسى يرجع إلى خضوع كثير منا تحت وطأته، حيث جذوره التى جاءت من نفس مستبدة، وأب مستبد وناظر مستبد، ومدير مستبد ووزير مستبد، أو رجل دين مستبد، فالاستبداد السياسى ثمرة مرة لثقافة استبدادية على مستويات متعددة وتناقلتها أجيال مختلفة، وهو لا يزول بمجرد ثورة أو انقلاب، ولكنه يزول حين تسرى ثقافة الحرية والمساواة والعدل فى كل أو أغلب المستويات فى المجتمع.

إن التمتع بثقافة الحرية وحدها لا يكفى، بل لابد من أن يكافح معتنقو الحرية من أجل ترسيخ آليات لممارسة الحرية مثل الشورى أو الديمقراطية، أو أى آلية أخرى تكون ضماناً لاستمرار الحرية، وحاجزاً أمام كل مستبد طامع يحاول الانقضاض فى أى لحظة على هذه القيم تحت أى لافتة مهما كانت براقة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة