عندما يهون الدم وتنقطع صلة الرحم ويتدخل الشيطان، تصبح الجريمة شيئا سهلا، فينفذ ابن حكم الإعدام فى والدته ويبكى بجوار جثتها.. هذا ما حدث فى الحوامدية عندما تخلص ابن عاق من أمه وقام بشنقها بسبب رفضها إعطاءه 100 جنيه.
التقت "اليوم السابع" المتهم "عبد الناصر.س.ر" 33 سنة، عاطل، طويل القامة نحيف الجسد، الكلمات تخرج من فمه بصعوبة، والذى سرد تفاصيل الواقعة منذ البداية، مؤكدا أن عدم وجود فرصة عمل والبطالة التى يعيشها جيله هى السبب فى ارتكاب معظم الجرائم، ومن ثم اعتاد تناول الأقراص المخدرة باستمرار برفقة "شلة السوء"، وكان يستولى على أموال من والدته عنوه ويتعدى عليها بالضرب باستمرار، وأنه حول حياة أشقائه الثلاثة الذين يقطنون معه نفس المنزل إلى جحيم بسبب كثرة مشاكله وسوء سلوكه حيث تعدى على شقيقه الأكبر بالضرب وتسبب فى شج رأسه.
يتوقف المتهم عن الكلمات قليلا.. يبكى ويسمع دموعهن ويكمل قائلاً: "ربنا قال فى القرآن ولا تقل لهم أوف..وأنا شنقت أمى بايدى..يارب كانت اشتلت قبل ما تعمل كده" ويستجمع المتهم قواه، ويتابع أن يوم الحادث عاد إلى المنزل متأخراً كعادته وطلب من والدته 100 جنيه، إلا أنها رفضت هذه المرة وطلبت منه النزول إلى سوق العمل بحثا عن مصدر رزقا حلال خاصة أنه أصبح شابا يستطيع تحمل مسئولية نفسه، إلا أن كلمات الأم كانت قاسية على أذن الابن الذى أهانها وسبها، فأقسمت عليه ألا تعطيه "قرشا" واحدا حتى ينصلح أمره، فقرر إنهاء حياتها.
أمسك الشاب فى أمه وطوق بيده رقبتها وظل يضغط ويضغط والأم تخرج الكلمات بصعوبتها تستعطفه أن يتركها لأنها ستموت لكنه يصرخ فيها "ما تموتى خلينا نستريح منك" ولم يشعر بنفسه إلا وهى تسقط بين يده، فيلطم على وجهه، فلم يصدق نفسه أنه أنهى بيده حياة والدته التى حملته فى بطنها 9 أشهر وتولت تربيته برفقة أشقائه، فيندب ويضرب بيديه على رأسه ويبكى بجوار الجثة ينادى على أمه لتعود إلى الحياة مرة أخرى دون رد.
يترك القاتل المنزل ويهرب نحو محطة سكة حديد الحوامدية يستقل القطار ويدخن سيجارة بداخله والذكريات تمر أمام عيناه والدموع لا تتوقف حتى يتوقف القطار فى محطة "رمسيس" ينزل من القطار ويخرج من المحطة للميدان ينظر فى وجوه الناس ويبكى ويصرخ بجنون، ثم يعود إلى المحطة مرة أخرى ويستقل قطارا آخر يستقر به فى محطة الجيزة ومنها يركب سيارة ميكروباص متجهه إلى منطقة الهرم، يبات ليلته الأولى داخل مسجد، ثم يجلس على مقهى ويطلب من صاحبها أن يعمل برفقته، وفى اليوم الثانى من العمل يجد الرائد سمير ناجى فى انتظاره للقبض عليه.
كان المقدم عمرو شطا، رئيس مباحث الحوامدية، تلقى بلاغاً من الأهالى بقرية منى الأمير بوفاة سيدة على يد ابنها، فانتقل الرائد أحمد عكاشة وأحمد فرحات، ومحمود يحيى معاونو المباحث، بإشراف العميد خالد عميش، مفتش المباحث إلى مكان الواقعة، وتبين أن مشادات كلامية اندلعت بين عاطل ووالدته "زينب.م.ا"، 65 سنة، ربة منزل، بسبب رفضها إعطاءه مبلغ 100 جنيه، حيث أنهى المتهم حياة والدته، وتشكل فريق بحث بقيادة اللواءين طارق الجزار، نائب مدير مباحث الجيزة، ومحمود فاروق، مدير المباحث الجنائية، للقبض على المتهم الهارب، وتوصلت التحريات إلى أن المتهم هرب إلى منطقة الهرم، فتم إعداد حملة أمنية مكبرة بقيادة الرائد محمود يحيى ضابط الشرطة بالحوامدية تمكنت من القبض على المتهم الذى اعترف بارتكابه للجريمة، وبإخطار اللواء أحمد سالم الناغى، مدير أمن الجيزة، أمر بتحرير محضر بالواقعة.