لم نتخيل يوماً أن يتحول كوبرى "كوبرى قصر النيل" من مكان للتنزه إلى مكاناً للصراعات والاشتباكات الدامية.
كوبرى قصر النيل، الذى يعتبر أول كوبرى أنشئ فى مصر لعبور النيل بتماثيل أربعة أسود من البرونز تجلس على مداخله، اختلف تماماً فى جمعة الغضب 2011 و2013، حيث اعتلت المكان الأدخنة والغازات المسيلة للدموع وأصوات الرصاص المطاطى أصبحت تملأ المكان بخلاف مشاهد الكر والفر على الكوبرى وصولاً إلى ميدان التحرير.
وفى ذكرى جمعة الغضب هذا العام شهد كوبرى قصر النيل صلاة الغائب على شهداء ثورة 25 يناير منذ بدايتها وحتى الآن، بعد مسيرة سلمية دعت إليها عدد من الحركات والأحزاب السياسية لإحياء ذكرى جمعة الغضب من أمام مسجد السيدة زينب إلى كوبرى قصر النيل بعد أن رفعوا لافتات بعنوان "الشعب يريد إسقاط النظام".
كما شهد أيضاً كوبرى قصر النيل فى ذكرى جمعة الغضب الثانية مواجهات دامية واشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وكان الكوبرى شاهداً أيضاً على ظهور جماعات جديدة وغريبة تطلق على نفسها "البلاك بلوك"، وهم مجموعة من الشباب يرتدون أقنعة سوداء ويتواجدون فى وسط المتظاهرين.
وقد شهد كوبرى قصر النيل مواجهات عنيفة بين المتظاهرين السلميين وقوات الأمن المركزى يوم 28 يناير2011 فيما عرف بجمعة الغضب والتى لعبت الدور الأكبر فى إسقاط النظام المصرى، حيث أطلقت فرق الأمن المركزى القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين وقامت برش المياه عليهم، كما قامت سيارات الأمن المركزى بدهسهم، وانتهت تلك المواجهات بدخول المتظاهرين إلى ميدان التحرير وكان ذلك بداية انسحاب الشرطة.
يذكر أن كوبرى قصر النيل يقع فى بالقرب من ميدان التحرير ويعد أول كوبرى أنشئ فى مصر، ويتميز بتلك التماثيل الأربعة للأسود القابعة عند مدخلى الكوبرى المصنوعة من البرونز، حيث أنشأه الخديوى إسماعيل، وسمى الجسر بكوبرى قصر النيل نظراً لأنه كان يوجد قصر كبير على النيل من جهة ميدان التحرير يسمى قصر النيل أنشأه محمد على لابنته زينب، وبعد 59 سنة من إنشاء الكوبرى تم عمل كوبرى جديد مكان الكوبرى القديم يفى بحاجة النقل المتزايدة والحمولات الحديثة، ويتلائم مع ما وصلت إليه القاهرة من عمران فى عهد الملك فؤاد الأول، حيث قد قام بوضع حجر أساس الكوبرى الجديد فى 4 فبراير عام 1932 إحياء لذكرى والده فقد أطلق عليه اسم "كوبرى الخديوى إسماعيل".
كوبرى قصر النيل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة