"أسن سكاكين، أسن مقصات، أى حاجة للسن"، نداء أبو غنيمة قناوى يوميا وهو يلف شوارع مدينة حلوان، منذ أكثر من عشر سنوات لم يتركه، بعد أن ترك مهنة بيع الخردوات لقلة ضيق اليد، لم يعد لديه المال اللازم لشراء البضاعة التى يعرضها على الناس، ولأن الحياة طاحونة ولازم تمشى، على رأى عم أبو غنيمة، وفيه ثمانية أفواه تحتاج أن تأكل وتشرب، منهم 6 أبناء وأمهم يحتاجون إلى توفير متطلبات الحياة الأساسية، اضطر الأب لأن يخرج الأبناء الكبار من المدرسة حتى يخفف عن كاهله المصاريف والكتب والكشاكيل ولبس المدارس، إلا أن الأمر لا يقف عند هذا الحد، فإن توفير سكن للأسرة أمر يفرض نفسه لأن المنزل الذى يسكن فيه قناوى مع أسرته مهدد بالانهيار.
ويقول أبو غنيمة أن أكبر الأبناء يبلغ 17 عاما والأصغر 6 سنوات، ومنهم البنين والبنات، وطبعا البنات يحتاجون إلى تجهيز لأنهم على "وش جواز".
وبدأت مهنة سن السكاكين مع قناوى عندما كان يبحث عن عمل بدلا من بيع الخردوات، ووقتها وصف له أحد الأصدقاء أن يمتهن تلك المهنة، وجاء قناوى بصندوق خشبى صنعه على يده، وركبه على طارتين عجل كبيرتين، ووضع فى الصندوق الخشبى حجر جلخ، والمعروف عند كثيرين بـ"المسن".
ويروى أبو غنيمة،" أنه بدأ يطوف فى الشوارع للاسترزاق، وإن كان كثير من الناس تفضل أن تقوم بسن أدوات المطبخ فى المحل، حيث هناك يتم السن على حجر كبير مياه أى" السن على المياه"، ويقول" لكن فيه ناس تستسهل السن عندى أنا باجى لحد باب البيت وتنزلى سكاكين، أو مقصات، أو مخرطة الملوخية، سكاكين المفرمة، والسن يخلى الحاجة حامية حوالى 15 يوما أو شهر حسب الاستعمال".
ويذكر قناوى أن لسن السكاكين مواسم، وأهمها العيد الكبير، وهذا الموسم يكون تقريبا لمدة أسبوع، ولا أى قطعة مطبخ لا تصلح للسن، فمهما كانت قديمة يمكن تصليحها وإعادتها إلى هيئتها الأول وسنها لتكون صالحة للتقطيع، وإن كان قناوى يعرف أن السكينة وغيرها تكون حامية بتجربتها على يديه فيعرف أن النصل قد أصبح قويا وحادا.
و يقول قناوى أن هناك أنواع كثيرة من السكاكين يستخدمها الجزارين فى عملهم فهناك الناصلة وهى لسلخ الذبيحة وكذلك الكازلك، بينما الساطور فيكون لتقطيع العظم واللحم، بينما السكينة فتى للتشفية أى إبعاد اللحم عن العظم، وربة المنزل تستخدم فقط السكينة الكبيرة لتقطيع الدجاج أو اللحم، بينما السكاكين الصغيرة لتقطيع الخضار والسلطات، والمخرطة تكون للملوخية والمفرمة لفرم الفول أو اللحوم.
ويضيف أبو غنيمة أن حجر الجلخ يستهلك كل 6 أشهر بعدما يكون سن 200 إلى 300 قطعة، ويتم تغييره وشراء آخر جديد بمائة جنيه، وإن كانت كثرة الاستهلاك للحجر تتطلب أن يستريح لفترة ثم معاودة العمل به مرة أخرى وهذا يحدث غالبا فى أيام المناسبات عندما يكون العمل كثيرا وفيه زبائن.
وكثيرا ما أصيب قناوى بواخزات من السكين أثناء سنه أو من الساطور، كما أنه فى إحدى المرات انقسم المسن نفسه إلى قطعتين وتطايرت فى وجهه إحدى القطع مما اضطره لدخول المستشفى وتلقى العلاج.
أوعى وشك..
أبو غنيمة.. أسن السكينة وأسن المقص.. والعيد الكبير هو الموسم
الإثنين، 28 يناير 2013 10:04 ص
أبو غنيمة قناوى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة