جاء ذلك وفق ما جاء بتقرير المستشفى الجامعى التى نقلت إليه، والذى يحمل توقيع الدكتور محمد مدحت محمد، مدرس مساعد أمراض القلب بالمستشفى، ويؤكد إصابة الطفلة بغرغرينة وريدية وصلت إلى (كف) اليد اليسرى وجزء من الرسغ، وأيضا وجود جلطة حديثة بالأوردة العميقة لليد اليسرى، وهبوط بعضلة القلب، بالإضافة إلى وجود أنيميا)، وأجرى الأطباء عملية بتر للجزء المصاب وسط دموع عائلتها التى لم تجد سوى تحرير المحضر رقم 608 لسنة 2013 إدارى قسم شرطة بنى سويف بالواقعة، حيث اتهم والدها كلا من رئيس قسم الأطفال والممرضات بمستشفى التأمين الصحى بالتقصير والإهمال الجسيم فى علاج نجلته، مما أدى إصابتها بغرغرينة وبتر كف يدها اليسرى و4 سنتيمترات من الرسغ، وطالب الأب من المستشار حمدى فاروق، المحامى العام الأول لنيابات بنى سويف، إصدار قرار بسرعة إجراء التحقيقات فى الواقعة.
ويروى أيمن سيد بكر، والد الطفلة، قصة الإهمال لـ"اليوم السابع" قائلا: ابنتى تتمتع بالذكاء والأدب ومحبة الجيران، فضلا عن تفوقها فى المدرسة، وعندما أنهت امتحاناتها وظهرت النتيجة غمرتها السعادة لحصولها على (جيد جدا)، ولم يمر سوى يومين، حتى شعرت الطفلة بألم فى البطن فاصطحبتها ومعى والدتها إلى أحد الأطباء فى عيادته الخاصة، ووقع الكشف والفحوصات عليها، وأجرى التحاليل اللازمة، وطالبنا بإحضار أدوية، معظمها مطهرات معوية، وفى اليوم التالى رفضت تناول الطعام، وشعرت بهبوط، فقمنا بنقلها إلى مستشفى التأمين، وقرر الأطباء خضوعها لجلسة أكسجين، بالإضافة إلى نقل دم، وتم احتجازها بقسم الأطفال لعدة أيام، وفى إحدى الليالى استدعت والدتها ممرضة فى النوبتجية تدعى (سحر)، وأخبرتها بأن كف اليد اليسرى للطفلة يميل لونها إلى الزرقة ومتورمة، مطالبة برفع (الكانون) الموضوعة بيد الطفلة والبلستر للاطمئنان، فقالت لها (لا ضرر من الورم، قومى بتديلك الأصابع، وسيزول اللون الأزرق، وتعود اليد إلى طبيعتها) ولكن اللون الأزرق انتشر بالأصابع وباقى كف اليد.
ويواصل الأب حديثه قائلا: فى صباح اليوم التالى أخبرتنى زوجتى بأن رئيس قسم الأطفال الدكتور (عصام.ف) أجرى الكشف الطبى على الطفلة وقرر تحويلها إلى مستشفى أبو الريش بالقاهرة، وسافرنا سوياً، وفى المستشفى علمنا أن أطباء وممرضات مستشفى التأمين أخطأوا فى علاج الحالة، فضلا عن وضعهم الكانون بشكل خاطئ، مما أدى إلى حدوث مضاعفات وجلطة بأوردة اليد اليسرى، فعدنا مرة أخرى إلى مستشفى التأمين لتظل الطفلة 3 أيام، ساءت حالتها خلالها؛ لعدم وجود أخصائى أوعية دموية، فطالبنى شقيقى أشرف بتحويل نجلتى إلى المستشفى الجامعى الذى يعمل به، وبالفعل قمنا بنقلها بعربة إسعاف إلى قسم عناية القلب والأوعية الدموية، وقامت مجموعة من الأطباء والجراحين برعايتها، منهم الدكاترة ياسر عبدالهادى وأحمد سعيد وأيمن رفعت. وبعد توقيع الكشف الطبى، وإجراء أشعات وفحوصات، تبين أن الطفلة تعانى من تورم باليد اليسرى وغرغرينة وصلت إلى كف اليد اليسرى وجزء من الرسخ، فضلا عن التهاب الأوعية الدموية المناعى، مع وجود أنيميا، وهذا ما أثبته الدكتور محمد مدحت، مدرس مساعد أمراض القلب بالمستشفى، فى تقريره عن الحالة، والموقع منه بتاريخ 23 يناير 2013.
وتابع والد الطفلة: قام الأطباء بنقل دم لابنتى وإعطائها محاليل ومضادات حيوية، وطالب الأطباء إحضار أدوية لعلاج المناعة تصل تكلفتها إلى آلاف الجنيهات؛ لمنع انتشار الغرغرينة لأجزاء أخرى من جسمها، فذهبنا إلى مستشفى التأمين بإسعاف مجهزة، ووافق الأطباء على صرف الأدوية والجرعات، وعدنا بالطفلة إلى مستشفى الجامعة مرة أخرى، ليقوم الأطباء بإجراء عملية بتر لكف يدها اليسرى و4 سنتمترات من الرسخ؛ لمنع انتشار الغرغرينة فى باقى أجزاء جسمها، ولا تزال الطفلة بمستشفى الجامعة، وقمت بتحرير محضر بالواقعة، وأطالب بسرعة التحقيق مع الطبيب والممرضات الذين وجهت إليهم تهمة التقصير والإهمال الجسيم فى علاج حالة طفلتى، مما أدى إلى بتر كف يدها، وهى فى عمر الزهور.



