نقلا عن العربية
مع أنه ماسونى شهير وكاثوليكى أشهر، إلا أن وزير الخارجية الأمريكى الجديد متميز دينيا عمن سبقوه، بأنه واحد من أمريكيين مقتنعين بأهم ما ورد فى القرآن، طبقاً لما قال هو نفسه عن الكتاب الكريم، وهو متدين وعلى صدره صليب لا يفارقه، ومن عنقه تتدلى ميدالية ممهورة برسم لقديس قضى قتيلاً، كما أنه مدمن كبعض المسلمين على استخدام السبحة، المعروفة شعبيا بالمسبحة.
وجون كيرى الذى جمعت "العربية.نت" ما تيسر عنه من معلومات بعد أن أصبح بدءا من اليوم وزيرا للخارجية الأمريكية، معروف بأنه أكثر المسئولين الأمريكيين زيارة فى السنوات الأخيرة لسوريا التى اجتمع فيها إلى الأسد 6 مرات، وخارجها دافع عنه مرارا، أما بعد ثورة السوريين على نظامه فقد طالبه بالرحيل.
ومع أنه مولود قبل 69 سنة فى مدينة أورورا بولاية كولورادو، إلا أنه يقيم ويعمل الآن فى مدينة بوسطن، عاصمة ولاية ماساتشوستس التى كان عضواً عنها منذ 1985 فى الكونغرس، ورئيسا فيه للجنة العلاقات الخارجية التى صادقت أمس الخميس، على تنصيبه وزيراً للخارجية خلفاً لهيلارى كلينتون.
وتزوج كيرى فى 1970 من الكاتبة الأمريكية الراحلة فيما بعد، جوليا ثورن، بعد صداقة بينهما استمرت 7 سنوات، ومنها رزق بابنتين، ثم حدث انفصال بين الزوجين استمر 6 أعوام، تلاه فى 1988 الطلاق، وبعده عانت مطلقته التى تزوجت من آخر بعد عامين من اكتئاب حاولت معه الانتحار فى إحدى المرات، ثم قضت فى 2006 ضحية للسرطان.
وظل كيرى عازباً بعد الطلاق مدة 7 أعوام، تزوج بعدها فى 1995 من البرتغالية المولودة فى الموزامبيق، ماريا تيريزا سيمونس فيريرا، المعروفة بتريزا هاينز، وكانت أرملة عضو الكونغرس هنرى جون هاينز، وريث شركة "هاينز" الشهيرة للمواد الغذائية، وأم منه لثلاثة أبناء، أصبحوا يتامى بعد مقتله فى 1991 بسقوط هليكوبتر كان على متنها.
والزوجة الثانية والحالية لكيرى تكبره بستة أعوام، وهى مليارديرة بثروة كانت فى 2004 أكثر من 750 مليون دولار، بحسب جردة راجعتها "العربية.نت" فى مجلة "فوربس" الأمريكية ذلك العام، ثم قفزت فى 2008 إلى مليار، وبعدها أصبحت زوجته "أفقر" قليلاً، وبثروة ما زالت بمئات الملايين من الدولارات. وهى معتلة بسرطان الثدى وتخضع للعلاج منه منذ سنوات. أما هو فثروته بعشرات الملايين أيضاً، لذلك يصفونه بأغنى وأقدم عضو فى الكونغرس الأمريكى.
وكما تمكن من زوجتيه، فقد تمكن السرطان أيضاً من كيرى الذى اكتشفه فى 2003 بالبروستاتا، وعالجه وشفى منه تماماً، لذلك اشتهر أيضاً بلقب قاهر السرطان، كما بلقب "الأطول" بين جميع المسؤولين الأمريكيين، فطوله 193 سنتيمتراً.
وأكثر ما يشتهر به كيرى هو تدينه وميله للروحانيات، ومطالعاته الواسعة فى الشئون الدينية، وهو يحمل كتاب الصلاة المسيحية وشروحاته أينما سافر، حتى حين يخرج من البيت، وهو يستخدم مسبحة للصلاة ويضع ميدالية حول عنقه تتدلى إلى صدره على شكل حجاب ممهور برسم لقديس شهير تفنن أحد أباطرة الرومان بتعذيبه قبل 18 قرناً، ثم قطع رأسه بالسيف.
والقديس هو ربروبس، الذى قام بتغيير اسمه إلى كريستوفر، وهو سورى كنعانى ولد فى إقليم كيليكيا، قريباً من جبال طوروس بالجنوب الغربى التركي، ثم عاش حياته فى سوريا، وجعلته الكنيسة شفيعاً للمسافرين والسائقين وحارسهم أينما حلت بهم الرحال.
وكان، طبقاً لما وصفوه، طويل القامة كما يبدو جون كيرى تماماً، لكن البعض يبالغ بالعيار ويجعل طوله مترين و30 سنتيمتراً.
كما يعرف عن كيرى، الحاصل على ليسانس بالعلوم السياسية فى 1966 من جامعة "ييل" الأمريكية، ودكتوراه بالقانون فى 1976 من جامعة بوسطن، اطلاعه الواسع على القرآن، وله تصريح قال فيه إنه فكر بأن يترهبن ويصبح قسيساً، وإنه كان متديناً جداً كالسلفيين حين كان طالباً فى سويسرا، "حيث كنت أمضى الوقت الطويل بالصلاة"، بحسب ما قال فى مقابلة مهمة وكبيرة.
فى تلك المقابلة التى راجعتها "العربية.نت" والمنشورة بعدد أكتوبر/تشرين الأول 2004 من مجلة "كريستيان توداي" قال كيرى الذى كان أكثر من هاجم حارق المصحف الشهير، القس الأمريكى تيرى جونز، ووصفه فى 2011 بمجرم مدنس للقرآن أمام الأبرياء، إنه كاثوليكى ممارس، "ولكنى منفتح فى الوقت نفسه على مصادر تعبير أخرى عن الروحانية أراها تأتى من أديان مختلفة"، على حد تعبيره.
وروى كيرى أنه صرف الوقت الكثير للمطالعة والتفكير فى عدد من الأديان ليحاول درسها، "وتوصلت إلى ما ليس اختلافاً بينها، بل إلى ما فيها من تشابه على كل صعيد"، وقال إنه مقتنع ومؤمن بأن التوراة والقرآن والإنجيل تتشارك فيما بينها بالأصل الإيمانى إلى حد بعيد.
وهوعضو بجمعية "الجمجمة والعظام" وكاد أن يصبح رئيساً، وهناك ما هو غامض بعض الشىء فى حياة كيرى الذى عمل مساعداً فى 1977 للمدعى العام بمقاطعة مديل سيكى فى ماساتشوستس طوال عامين، وبعدها انتخبوه فى 1983 حاكماً لماساتشوسس، ثم عضواً بعد عام فى الكونغرس الذى أعيد انتخابه عضواً فيه بانتخابات 1990 و 1996، ثم نشط بعدها منافساً لجورج بوش على ترشيح الحزب الديمقراطى لأحدهما على الرئاسة، فخسر السباق بفارق 34 صوتاً فقط.
ونجد الغامض عن كيرى، المتحدر من أصل يهودى من جهة جده الأبوى الأكبر فى النمسا، فى ارتباطه بجمعية "الجمجمة والعظام" المعروفة بعلاقتها النخبوية بالماسونية. وهناك فيديو فى "يوتيوب" عنوانه John Kerry Admits Skull and Bones Membership ويتطرق إلى ارتباطه بالجمعية التى لم يتوقف نشاطه فيها إلا أثناء خدمته فى البحرية الأمريكية بدءاً من 1966 وطوال 4 سنوات، شارك خلالها فى حرب فيتنام الدموية.
وفى الفيديو نسمع محاوره يسأله فى برنامج تليفزيونى عما إذا كان عضواً فى الحركة، ونجد كيرى الذى اشتغل كمحام فى 1979 ولمدة 3 سنوات فقط، يسرع بوضوح لتغيير الموضوع إلى آخر مختلف تماماً، من دون أن ينفى عضويته فى الحركة التى تأسست سراً فى ألمانيا قبل قرنين، ومن أعضائها الرئيسان السابقان جورج بوش الأب والابن.
أما الجمعية فمن الأكثر غموضاً بين الجمعيات الأمريكية، ومن يسعى وراء المعلومات عنها كما فعلت "العربية.نت" فسيتعب ولن يجد الكثير، لكنه سيعثر على فيديو آخر يظهر فيه مقدم برامج فى التلفزيون الأمريكى وهو يسأل شخصية هامة عن انتمائها للجمعية، فتتهرب الشخصية من الجواب، كما فعل كيرى تماماً، ولم تكن تلك الشخصية سوى الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش.
جون كيرى وزير خارجية أمريكا.. مقتنع بالقرآن ويستخدم المسبحة
الجمعة، 25 يناير 2013 09:03 ص