حذر عدد من المحللين والسياسيين من وقوع أحداث عنف وظهور ما يسمى بـ"الطرف الثالث" خلال المظاهرات التى ستشهدها مختلف الميادين المصرية غدا، الجمعة، وذلك فى ظل حالة الاحتقان والارتباك والتوترات التى تشهدها البلاد خلال الشهور الأخيرة.
وأعرب الدكتور عبد الله المغازى، المتحدث الرسمى لحزب الوفد، عن تخوفه من وقوع أحداث عنف فى المظاهرات التى ستشهدها ميادين مصر غدا الجمعة، مؤكدا أن ظهور الطرف الثالث فى هذه الأحداث محتمل.
وقال المغازى لـ"اليوم السابع" إن أى أحداث يشارك فيها الثوار يتواجد ناس تسعى لإفسادها، وهؤلاء هم ما يسمون بـ"الطرف الثالث" والجميع أصبح يشاور عليهم بالبنان خلال الفترة الأخيرة، ويكاد الجميع يقترب من معرفتهم، وهم هدفهم تشويه الثوار وترسيخ كراهية الشعب المصرى للثورة والثوار.
وأضاف "أتوقع أن يظهر الطرف الثالث فى هذه المظاهرات، وهنا دور الشرطة فى التصدى له، فالمشاركون فى المظاهرات أعلنوا أنهم سيتظاهرون بسلمية دون الاعتداء على المنشآت، وفى ضوء ذلك من يعتدى على أى منشأة تقوم الشرطة بالقبض عليه، ونحن عهدنا بالطرف الثالث يفسد أى فرحة أو تظاهر سلمى، وكانت أهدافه المعروفة إسقاط المجلس العسكرى، أما حاليا فهدفه تشويه الثورة والثوار، وإفساد الأحداث وتشويه القوى الثورية والوطنية المشاركة فيها".
وشدد "المغازى" أن شباب الثورة مصرون هذه المرة على استرداد ثورتهم وأنهم لن يتركوها لأحد، سواء الإخوان المسلمين أو غيرهم، متهما جماعة الإخوان بأنها مارست أعلى صور الانتهازية السياسية، وتحاول سرقة الثورة التى قام بها شباب غير مسيس.
من جانبه، قال المهندس باسل عادل، عضو لجنة تسيير الأعمال بحزب الدستور، وعضو مجلس الشعب السابق، إن أى تجمعات قابلة لوقوع أحداث عنف بها، وذلك تكرر كثيرا منذ قيام ثورة 25 يناير المجيدة، محملا المسئولية عن أى أحداث ومظاهرات للنظام الحاكم، نتيجة الحكم غير الرشيد خلال الفترة الماضية.
وأشار "عادل" إلى أن فكرة أن هناك طرفا يشعل الفتنة موجودة، وذلك يحدث من أطراف ليس من مصلحتها الاستقرار فى مصر، مؤكدا أنه مهما حدث فإن القوى الثورية تصر على تحقيق مطالبها ولن تتنازل عنها، قائلا: سنتحمل كل شىء فى سبيل استكمال الثورة وتحقيق كافة مطالبها وأهدافها.
وأوضح أن المطالب التى سترفع خلال مظاهرات غد، هى المطالبة بإسقاط الدستور، والقصاص العادل لشهداء الثورة، وعدم احتكار السلطة والحكم ورفض الاستحواذ، ومعرفة من يحكم مصر!، متسائلا: هل يحكمها مكتب الإرشاد أم الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية؟.
وبدوره، قال فتحى تميم، عضو حزب الحرية والعدالة، وجماعة الإخوان المسلمين، ووكيل نقابة المحامين، إننى أتمنى أن تكون هذه المظاهرات سلمية وأن تنظم بشكل حضارى يعبر عن كل مطالب الداعين لها، دون أدنى تعطيل لحركة المرور ودون إلحاق أى ضرر أو أذى بالآخرين، مشيرا إلى حق أى شخص أن يتظاهر سلميا للتعبير عن رأيه وعرض مطالبه.
وانتقد "تميم" طريقة الإعلان عن مظاهرات 25 يناير من جانب بعض القوى المشاركة فيها، التى وصفها "بأنها تعنى التوجه نحو إثارة القلاقل وحرق بعض المؤسسات"، قائلا: لا ندرى ما المبرر القانونى لأى أحداث عنف تقع، مثل أحداث حرق محكمة الإسكندرية، والهجوم على سجن مطروح، محذرا من أن تكون هذه الأحداث دافعا لوقوع أحداث عنف خلال مظاهرات غدا، ومن استغلال الثورة بشكل سيئ لارتكاب الجرائم.
وطالب "تميم" النظام الحكام وكافة الجهات المختصة بالدولة والشرطة بالتصدى لمرتكبى أحداث العنف والتخريب، وأضاف أن قيام البعض بتعطيل المترو وقطع كوبرى أكتوبر لا يعبر عن حرية الرأى والتعبير والتظاهر السلمى، مشددا على ضرورة أن يأخذ القانون مجراه مع مرتكبى هذه الأحداث.
وأشار إلى أن هناك نوايا غير سليمة وراء الدعوات لمظاهرات 25 يناير والاحتشاد بالميادين فى الفترة الحالية التى تعانى فيها مصر من ضعف الاقتصاد، مناشدا الجميع أن يتحلى بروح المسئولية ويعبر عن مطالبه بسلمية.
سياسيون يحذرون من وقوع أحداث عنف فى مظاهرات 25 يناير.. ويؤكدون: هناك من يسعى لإفساد الأحداث وإشعال الفتنة وظهور الطرف الثالث.. "المغازى": الثوار مصرون على مطالبهم والإخوان مارسوا الانتهازية السياسية
الخميس، 24 يناير 2013 05:02 م