فى وسط الزحمة كان يجلس حسن سعد الطالب بالسنة النهائية بجامعة الأزهر، والمغترب من الصعيد باحثا عن عمل يساعده فى استكمال دراسته، بدلا من شغل الفلاحة فى بلدته المنيا، هكذا استطاع حسن أن يخلق موردا له يعينه على الدراسة، ويقول "أعمل باليومية عند صاحب فرش للشنط الحريمى مقابل 25 جنيها فى اليوم، والغذاء على حساب صاحب الفرش، ولكنى أدفع مواصلات 95 جنيه فى الشهر، بالإضافة إلى إيجار سكن مشترك مع شباب آخرين".
ويشير حسن إلى أنه بالورقة والقلم، وبعد تلبية احتياجاته الأساسية من مواصلات وإيجار سكن ودواء شهرى يتبقى معى فقط 400 جنيه، وأخصصها لسفرى لقضاء إجازة نصف العام فى بلدى المنيا، وكام أسبوع فى إجازة آخر العام ، وطبعا أحتاج لضعف هذا المبلغ لأشترى بعض الهدايا لأسرتى أثناء عودتى من القاهرة، مع ضرورة تأمين وتوفير طقم ملابس جديد لأبدأ به العام الدراسى، ويكون مختلفا عن ملابسى التى أقف بها على "الفرشة" فإنها أزمة تتجدد كلما أقدم على هذا الأمر، أما مصروفات المأكل والمشرب فهى مشكلة تتجدد كل يوم، حيث إن المبلغ المرصود لهذا الأمر لا يفى بإحضارى طعاما مختلفا كل يوم، خاصة أن ما أشتريه طعاما جاهزا من السوق، وهذا يكلفنى كثيرا، فالعيشة سودا ومرة لكن ما باليد حيلة.
ويشير حسن إلى أن معاملة بعض الزبائن تضايقه، خاصة أن هناك بعض الأشخاص قادرون على استفزاز البائع ويعاملونه بأسلوب سيئ، على اعتبار أنه فارشا على الأرض، وليس له مكان ثابت، وأنه ليس لديه محل، كما أن هناك بعض الزبائن التى تقوم بسرقة الشنط، وهذا ما يوقعنى فى مأزق مع صاحب الفرش، وقد اتفق معى على أن أى خسارة سوف أتحملها، وضياع أى بضاعة سوف تخصم من راتبى، ولأن "الفرشة" لا تكون محكومة ضد السرقة، ونحن نتعامل مع المشترى فى الشارع، فإن نسبة السرقة عالية وكثيرون لا يستحون من مد أيديهم على مال غيرهم، لذا فإن الشهر يمر ولا أعلم هل سأوفى احتياجى بما أتقاضاه من راتب، أم أننى سوف أتعرض لضائقة مالية بسبب الخسائر التى تحدث فى عملى".
حسن سعد بائع الشنط الحريمى.. العيشة سودا ومرة.. والزبائن لا تستحى من سرقة بضائعنا من على الفرشة
الأحد، 20 يناير 2013 01:12 م