نيويورك تايمز: أمريكا تواجه تحديات الاتحاد السوفيتى فى أفغانستان

الأربعاء، 02 يناير 2013 04:33 م
نيويورك تايمز: أمريكا تواجه تحديات الاتحاد السوفيتى فى أفغانستان الرئيس الأمريكى باراك أوباما
نيويورك أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن التحديات التى يواجهها الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى تخطيطه لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، والمقرر إتمامه نهاية العام المقبل، تتشابه إلى حد بعيد مع التحديات التى واجهها الاتحاد السوفيتى عند انسحابه من البلاد عام 1989.

وقالت الصحيفة - فى تقرير بثته على موقعها على شبكة الإنترنت - "إن أوباما، الذى دخل البيت الأبيض رافعا لواء التغيير، قرر إنهاء الحرب باهظة التكلفة فى أفغانستان، ويرغب فى أن يحقق خروجا مشرفا منها بتعهده بتقديم دعم مالى طويل المدى لحلفائه فى كابول، غير أن كبار مستشاريه يريدون خروجا مترويا.. مقترحين الإبقاء على آلاف الجنود الأمريكيين فى أفغانستان لتدريب ودعم قوات الأمن الأفغانية".

وأضافت أن أوباما يواجه لغزا لإنهاء الوجود الأمريكى فى أفغانستان فى استعداده لاستقبال نظيره الأفغانى حامد كرزاى، والذى سيقوم بزيارة واشنطن خلال الشهر الجارى.

وتابعت الصحيفة بالقول "إن مشهد الوضع الذى يواجهه أوباما يتشابه مع المشهد الذى يرويه الأرشيف السوفيتى عن الزعيم ميخائيل جورباتشوف، الذى دخل صراعا وراء الأبواب المغلقة مع مسئولى مكتبه السياسى وقادة الجيش لإنهاء التواجد السوفيتى فى أفغانستان، والذى بدأ عام 1979 واستمر لعقد من الزمان، ووصفه جورباتشوف فى نهايته بأنه "جرح ينزف".

وأوضحت الصحيفة أن أكثر ما يمكن ذكره حول الانسحاب السوفيتى من أفغانستان هو العار الذى لحق بموسكو آنذاك، وما تبعه من بحور الدم التى انتشرت فى جميع أنحاء أفغانستان، وما آلت إليه من حرب أهلية عنيفة انتهت بسيطرة حركة طالبان على مقاليد الحكم فى البلاد، وإيجاد ملاذ آمن لتنظيم القاعدة المتورط فى هجمات الحادى عشر من سبتمبر عام 2001.

وذكرت (نيويورك تايمز) أن الدروس التى يطرحها بعض دارسى الأرشيف السوفيتى أمام إدارة الرئيس الأمريكى أثناء إدارتها لعملية سحب قوات الولايات المتحدة وحلفائها من أفغانستان، ومنها ما ذكره مارك كاتز الأستاذ بجامعة جورج ميسون، قائلا "إن الأمر الصحيح الذى قام به الاتحاد السوفيتى بعد انسحابه من أفغانستان هو استمراره فى تقديم المساعدات العسكرية الضخمة للنظام الذى خلفوه بعدهم فى أفغانستان عام 1989".

وأضاف كاتز أن أداء النظام الأفغانى آنذاك ظل جيدا، واستطاع أن يستمر فى سدة الحكم لثلاث سنوات، كما أن الفاعلية القتالية لقوات الأمن الأفغانية تزايدت بعد الانسحاب السوفيتى، عندما وقعت مسئولية القتال من أجل الحياة على عاتقها وحدها، غير أن الاتحاد السوفيتى انحل فى ديسمبر عام 1991، وأذعن بعد ذلك الرئيس الروسى الأسبق بوريس يلتسين لإلحاح الولايات المتحدة وغيرها من القوى الغربية لقطع المساعدات عن النظام الشيوعى فى أفغانستان، والامتناع عن تزويده ليس فقط بالسلاح والمال، بل وأيضا بالنفط والغذاء ، الأمر الذى أدى لسقوط الحكومة التى كان يدعمها الكرملين فى كابول بعد ثلاثة أشهر فقط من قطع المساعدات.

وقالت الصحيفة إن هناك تباينا واضحا بين حالتى التدخل السوفيتى والأمريكى فى أفغانستان، فالغزو السوفيتى أدين بوصفه اعتداء غير شرعى، بينما تبنى المجتمع الدولى الغزو الأمريكى، بما فى ذلك روسيا، بوصفه حربا ذات أهداف محدودة تتلخص فى عزل القاعدة وإعادة توجيه طالبان.

وعلى الرغم من هذا التباين، فإن الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة تعلما أن خلق أمة على أرض أفغانستان بالمواصفات التى تتناسب مع الصورة التى ينشدها الطرف الأجنبى لن يتأتى بمكافحة طالبان، بل بمكافحة القبلية والتعصب والفساد، والنظرة الدونية التى سادت القرون الوسطى للمرأة.

وأوضحت (نيويورك تايمز) الأمريكية أن الكرملين تعلم عند انسحابه من أفغانستان أن جيوشه لا يمكنها أن تحقق نصرا سياسيا، غير أن قادة الجيش السوفيتى خرجوا آنذاك بادعاءات تشابه تلك التى يرددها اليوم ضباط حلف شمال الأطلنطى (ناتو)، حول عدم انهزام قواتهم فى معركة واحدة ضد الجماعات المسلحة، وعدم تمكن هذه الجماعات مجددا من الاستحواذ على المناطق التى سيطرت عليها قواتهم، وهو المفهوم الذى تحرك به وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا فى جولته الأخيرة فى أفغانستان بصحبة جنوده.واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى اعتراف بانيتا بأن التحديات الرئيسية التى تواجه أفغانستان لا تتعلق بالجماعات المسلحة فقط ، لكنها تتعلق فى الأساس باستقرار أفغانستان فى مرحلة ما بعد انسحاب القوات الأجنبية منها.

واستدل بانيتا على ذلك بمشكلات الحكم الأفغانى غير الجدير بالثقة، واستمرار الفساد، ووجود ملاجئ آمنة للجماعات المسلحة فى باكستان المجاورة، وهى المشكلات التى من غير المرجح أن تحل بواسطة القوة العسكرية الأمريكية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة