سحر الصيدلى تكتب: دموع على أعتاب دمشق

بكبرياء وشموخ الرجال.. بطيبة وحنان النساء.. بشوق المحبين وصدق الأوفياء.. عاد الحنين إليه يطرق الأبواب.. فنطقت حروف الصمت وانهمرت الكلمات كزخات من مطر تبلل روحه الظمآنة من العطش.. وتنعش قلبه فيرتعش شريان الوتر وينبض بالحب والوفاء لمعشوقته.

حفر على جسده وشماً وكتب عليه أحبك للأبد.. فدونك أيتها الحبيبة لا أسطورة تكتب ولا قصائد شعر تزين حروفها بالذهب.. ولا قصة تحفر بوجدانى سنين الاغتراب.. دونك أنا قلب مغلف بكساء من حجر لا تنبض به روح ولا تستقيم معه حياة.. لا يزينه شىء سوى الضجر والملل وصقيع الحرمان.. وأناملى لا تكتب إلا اسمك على قمم الجبال وحدود الشطآن.. فأنت أحلامى وأنت آمالى وأنت مرآتى التى تعكس روائع حروفك وتمنحنى البقاء.. رسمتك خريطة لشيخوختى منها استلهم أشعارى وأستدل بها على عنوانى.. يوماً ما ستكونين لى الأمن والأمان والصدر الدافئ الذى أستمد منه الشموخ والكبرياء.. وستقودين أنفاسى الباردة إلى الدفء وإلى سحابات الخلود وروعة اللقاء.. غداً ستختفى عبراتى وتجف دموع الاشتياق ونكون معاً على شاطئ الأمان وفى أعلى التلال سنرسم بالحروف تفاصيل أحلامنا.

من اسمك الطاهر تخشع كلماتى.. وحروفى تصلى بمحراب عراقتك وعبق تاريخك.. واللؤلؤ والمرجان يتدفق من زوايا أحيائك ليعلن صيحة الانتصار.. فى غربتى أمواج الشوق تعصرنى فأتمرغ بعطر الحنين إليك وأزين به كل مشاعري..لكن أناملى لن تتوقف عن الكتابة إليك.. فاسمك هو النغم الشجى الذى ينعش أنفاسى ويطرب أسماعى.. وذبذبات حروفى سيمفونية أتحدى بها العالم لأرى النصر يحلق فى سمائك وقد طبع على جبينك خاتم العراقة وتاريخاً مرصعاً بالأمجاد.

سأكون يا معشوقتى بُراقاً يخترق السماوات لأرى رسمك وأداوى أشواقى بعبق ريحك وأجعل همسات شوقى تتراقص بكل كيانى فأنا أسير عشقك وقتيل هواك.. لن تنطفئ مصابيح اسمك وستكونين هالة الشمس والقمر.. وستظلين بدراً يسطع فى سماء الأرض وحلما لكل البشر.... ولأجلك سأضيء الشموع وأنثر الأشواق وأودع الهموم والأحزان وأهمس للأمل الأتى.. غداً سنتنفس ريح الحرية ونرفع رايات النصر خفاقةً فى سمائك يا دمشق.