رحبت لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشورى المصرى مساء اليوم الأربعاء، بالمشروع الذى تتبناه منظمة "اليونسكو" لمحو "الأمية الإعلامية" ونشر "التربية الإعلامية" وزيادة توعية المواطنين فيما تتناقله وسائل الإعلام المختلفة فى العديد من دول العالم، وتربية النشء تربية إعلامية سليمة مبدية استعداداها للتعاون مع المنظمة فى هذا الشأن.
وشن المهندس فتحى شهاب الدين رئيس لجنة الإعلام بالشورى خلال استقباله وفد المنظمة الدولية للتربية والإعلام التابعة للاتحاد الأوروبى ولجنة خبراء التربية الإعلامية باليونسكو، وأساتذة الإعلام بجامعة برشلونة بمقر المجلس مساء أمس، هجوما حادا على وسائل الإعلام المصرية واصفا إياه بأنها تنشر الفوضى فى المجتمع وتعمل وفق أجندات رجال أعمال يعملون فى "غسيل الأموال"، على حد قوله.
وأضاف شهاب الدين أن هناك أحد رجال الأعمال يمتلك حوالى 14 قناة فضائية و3 صحف خاصة ويعمل على استخراج تراخيص لقنوات أخرى لنشر الفوضى فى المجتمع المصرى، مشيرا إلى ضرورة وضع لوائح وقوانين صارمة تضبط العمل الإعلامى خلال الفترة المقبلة.
وقال شهاب الدين إن هناك تخوفات من جانب المسئولين بالدولة من الصحافة ووسائل الإعلام المصرية لما تتناوله من موضوعات، مشددا على أهمية مراقبة تلك الوسائل والحد من تأثيراتها السلبية على المجتمع، على حد قوله.
وكشف المسئول بمجلس الشورى أن الدستور المصرى الذى تم إقراراه مؤخرا يضم مواد تحل هذه الأزمة، وهى إنشاء المجلس الوطنى للصحافة والإعلام والذى يتم تكوينه حاليا، لضبط العمل الصحفى والإعلامى، ومراقبة الحكومة لتلك الوسائل الإعلامية والالتزام بمواثيق الشرف الإعلامية.
من جانبه قال فيما قال الدكتور سامى طايع رئيس المنظمة الدولية للتربية والإعلام وعضو لجنة خبراء التربية الإعلامية باليونسكو، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" عقب اللقاء إنه تم الاتفاق بين لجنة الإعلام بمجلس الشورى ورؤساء مجالس الإعلام فى الاتحاد الأوربى وخاصة أسبانيا على العمل سويا من أجل البدء فى أسرع وقت فى هذا المشروع الدولى لنشر "التربية الإعلامية" الذى وصل مصر فى وقت متأخر.
وأشار طايع إلى أن العديد من دول العالم تدرسه فى جامعاتها ومدارسها منذ أكثر من 15 عاما لتربية أجيال قادرة على التمييز بين الأخبار الصحيحة والسيئة التى تنشر بوسائل الإعلام، بالإضافة إلى القدرة على تحليلها منذ سن السادسة.
فيما قال الدكتور محمد الأشقر المنسق الإقليمى للشبكة الدولية للصحفيين والباحثين الشباب بمنطقة الشرق الأوسط إن مصر فى حاجة إلى نشر المعلومات الصادقة والابتعاد عن المعلومات المغلوطة فى وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن التجربة التى تسعى إليها "اليونسكو" لنشرها هى تجربة فريدة من نوعها وجديدة، ولم تحدث فى مصر من قبل.
وأشار الأشقر إلى ضرورة تهيئة الرأى العام والمجتمع المصرى لمعرفة الثقافة الإعلامية، وزيادة الوعى لدى جمهور الباحثين فى مجال الإعلام والإعلاميين والصحفيين، وإدراك أهمية الثقافة الإعلامية ونشرها وتطبيقها بوسائل الإعلام المختلفة.
وفى السياق نفسه، قال الخبير الأسبانى الدولى فى شئون الإعلام مانويل جوزيه، والذى يشغل منصب رئيس لجنة الخبراء فى الاتحاد الأوربى لشئون الثقافة الإعلامية، إن العالم أصبح يعيش الآن فى عصر التعبير عن الرأى بكل حرية، وبالتالى فالعالم فى حاجة بصورة دائمة إلى التطوير وتطوير الخبرات فى المجال الإعلامى يكون قائما على تكوين الوعى وبناء ثقافة جديدة للصحفيين الشباب.
وأوضح جوزيه أن الغرض من المشروع هو الخلط بين "الثقافة المعلوماتية" و"الصحافة الجديدة" وتوعية الصحفيين الشباب فى كيفية التعبير عن آرائهم.
وأضاف المسئول الأوروبى البارز فى مجال الإعلام على مستوى العالم إن الخبراء فى الاتحاد الأوربى لشئون الثقافة الإعلامية بجانب منظمة "اليونسكو" قرروا تأسيس "مجلة إلكترونية" عالمية يتكون مجلس تحريرها من كافة أنحاء العالم وأن المنظمة بدأت العمل من مصر من داخل جامعة القاهرة لتأسيس مجلس تحرير منطقة الشرق الأوسط، ثم التوجه للمكسيك لتشكيل المجلس التحريرى الخاص بمنطقة أمريكا اللاتينية فى شهر مارس المقبل.
وتابع جوزيه: "سيتم تأسيس مجلس تحريرى أيضا فى القارة الأفريقية من نيجيريا فى شهر يونيو المقبل، بالإضافة للمجلس التحريرى لدول أوربا ومقره برشلونة والذى سيتم فيها الاجتماع الدورى الأول للمجلة فى شهر يونيو المقبل".
وتمنى جوزيه أن تصبح المجلة خلال العام الجارى ناجحة للغاية وأن تكون حققت هدفها فى نشر الوعى المعلوماتى والثقافة الإعلامية، مشيرا إلى أن تلك المجلة ستطلق بعدة لغات على رأسها اللغة الإنجليزية والعربية والأسبانية والصينية وغيرها من لغات العالم.
الجدير بالذكر أن الدورة التدريبية التى عقدت بالقاهرة والتى حضرها حوالى 60 صحفيا من مصر ومختلف الدول العربية، بمشاركة "اليوم السابع" هى الأولى فى سلسة من الدورات التثقيفية سوف يتم عقدها فى عدد من دول العالم لنشر مفهوم "التوعية الإعلامية" فى المجتمعات الشرقية والغربية على حد سواء.
وشارك فى الدورة التدريبية كلا من الدكتورة ماريا خوسيه نائب رئيس جامعة برشلونة، ولورا جير خبيرة التربية الإعلامية بالاتحاد الأوروبى، ولوسيه مانويل المحررة بالتليفزيون الأسبانى، ومن مصر الدكتور حسن عماد مكاوى عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة.
موضوعات متعلقة
خبراء الإعلام الدولى يدعون لـ"محو الأمية المعلوماتية".. ومواجهة "الانفلات".. وخبير إعلامى أسبانى: شركة Google تعمل لمصالحها الشخصية.. و"الصحافة الورقية" ستختفى بسبب "فيس بوك" والمواقع الإلكترونية
الشورى يبدى استعداده للتعاون مع خبراء الإعلام فى أوربا..شهاب الدين:مشروع اليونسكو لنشر "التربية الإعلامية" سيساعدنا فى إنهاء فوضى أعلام رجال "غسيل الأموال"..وخبير أسبانى:نسعى لتكوين الوعى لدى الصحفيين
الخميس، 17 يناير 2013 03:19 م