لم يفهم المصلون فى بادئ الأمر ما حقيقة هذه الورقة، وبدأت تطرأ على رأسهم مجموعة من الأفكار عن مضمون الورقة وماذا تحمل؟ ومَن هم الفئة المستهدفة بالحصول على هذه الورقة؟ هل هم الشباب غير المتزوجين أم الفتيات اللاتى لم تتزوجن بعد، ثم بدأ الشباب فى توزيع الورق على مجموع المصلين، والورقة كانت عبارة عن "وثيقة لتيسير الزواج".
انتشرت فى الآونة الأخيرة مكاتب الزواج وكانت تنشر أرقام هواتفها على حوائط وجدران محطات مترو الأنفاق وأشهر شوارع القاهرة وأحيانا داخل المواصلات التى يستقلها الركاب، وغيرها من قنوات تليفزيونية وأوراق دعاية لعلماء دين وشيوخ يعملون على تيسير الزواج و"توفيق راسين فى الحلال".
ولكن الجديد والمختلف فى هذا المجال هو استغلال صلاة الجمعة والمساجد فى توزيع ورق على المصلين يدعو لتيسير عملية الزواج، الورقة كانت تحمل مجموعة من البيانات أهمها الاسم - الجنسية والتى تشير لفتح المجال لغير المصريين فى إيجاد فرصة للزواج، بالإضافة لمجموعة أخرى من المعلومات مثل المؤهلات الدراسية وهاتف الشاب وبالنسبة للعروس رقم هاتف الولى فقط.
تتيح الوثيقة أيضا الفرصة للشاب فى وضع صورة شخصية حتى تستطيع العروس التعرف على شكل العريس، مع العلم أن المسجد لا يسمح للعروس بوضع صورتها الشخصية أو ذكر رقم الهاتف الخاص بها وإنما يكتب رقم ولى الأمر فقط، ومن أهم البيانات المطلوب الإدلاء بها بالورقة هى المواصفات التى يتطلبها كل من العروسين فى شريك الحياة، مع ذكر الوظيفة الحالية له، وتحديد طبيعة العمل وعنوان الشاب، مع أهمية توافر معلومة امتلاك الشاب مكان للسكن والإقامة وذكر الموقع وهل السكن مشترك مع الأهل أم لا ؟
يقر المسجد أن التعامل مع البيانات يكون بسرية تامة دون التدخل فى أية تفاصيل بعد تحقيق التعارف بين الطرفين.
ومن المثير للدهشة أن خطيب المسجد برر وثيقة الزواج هذه بأن عدد الفتيات زاد عدد الشباب بكثير فى الخمس سنوات الأخيرة، وأشار لوجود أحد البيوت فى الميدان والذى يصل عدد الفتيات لثلاثين فتاة غير متزوجات، وأن المسجد يساعد الفتيات بهذه الطريقة للحصول على الزوج الصالح، المنطلق الذى كان يتحدث الشيخ من خلاله الإمام هو مبدأ "توفيق راسين فى الحلال".
.jpg)
.jpg)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة