دوّن سعيد آقا عليخانى المفكر والكاتب والمحلل السياسى الإيرانى فى شئون الشرق الأوسط تجربته وذكرياته وقت أن كان فى مصر، يصف أرضها بأرض الأصالة والتاريخ ويقول فى بداية مقاله، باعتبارى شخص أدركت مصر فى فترة الثورة وكذلك إيران أردت أن أتحدث عن زاوية مختلفة رأيتها فى هذان البلدان مصر وإيران صاحبتا أعرق الحضارات، أعتقد أن شعب بلدى إيران متشوق ومهتم اهتماماً خاصا منذ القِدم بمصر فهو بمشاهدها أو يسمع أصوات لمصر يهمس بتلك الأشعار للشاعر الفارسى بابا طاهر العريان "جميل أن يكون الحب من طرفين".
وذكر "وقت أن كنت فى مصر كنت فى دهشة من التشابه الفكرى والثقافى الكبير بين المصريين والشعب الإيرانى، وهذا ما يميز مصر عن باقى الدول الناطقة بالعربية، فمصر وإيران لهما جذور ضاربة فى عمق التاريخ، لكن ما جعلنى أندهش هو حساسية المصريين وفضولهم لكون الشعب الإيرانى شيعى، وللأسف هذا التصور المبالغ فيه خلق فى أذهان البعض معلومات مغلوطة. وبالنسبة لى باعتبارى إيرانى كنت ومازلت اعتقد أن مصر بها نوعا من التسامح الفكرى والدينى، وكنت اصاب بحيرة من سماع سوال "انت مسلم أم شيعى؟.. لكن فى إيران حتى الأن حين يأتى الحديث عن مصر لا أتذكر أن يكون قد سأل أحد عن مذهبها سنى أو شيعى، أو أن يكون لدى الإيرانيين حساسية فى موضوع المذهب. فالشعب الإيرانى دائما يشعر بالتآخى تجاه المصريين، ويسألنى عن الأخوة التى تبحث عن أخ لهم فى زمن تتقطع فيه الجذور وتمحى أصالة القيم المعاصرة يسألونى عن مصر عن حال شعبها ويسألون بشوق عن شكل العلاقات بين البلدين. هذا الشوق رأيته أيضا فى المصريين لكن إحساسى كان يزعم لى أن بمصر تياراً يحاول أن يجعل العلاقات بين البلدين وذهن الشعب المصرى تجاه الشعب الإيرانى تنحصر فى دوائر مذهبية وتعصبية ضيقة وألا تتصل جذور العميقة للشعبين.
ويحكى عليخانى عن شعب إيران قائلا: قبل ذلك كان شعب إيران يتقبل أى طعن وظلم فى حقه لسبب أنه كان يفصل بين حكام مصر والشعب المصرى ولم يكن يهتم، لكن اليوم وقد انتُخب حكام مصر بالإقتراع المباشر وأصبح شعب إيران ينصت لصوت الشعب المصرى بأكثر بحساسية وبكى لآلامه وهلل ورقص معه فى ثورة 25يناير، والإيرانيون يعتقدون أن الصلات والصداقة ذات الجذور التاريخية هى الخالدة وأن أى ظلم فى تجاه الحقائق التاريخية لا يمكن أن يتناسى، وشعب إيران يتوقع أن يفهمه المصريون كما هو وكما وصفهم التاريخ كتوأم وأخ شقيق للشعب المصرى وليس كما يصوره له البعض.
وقال إن شعب إيران يفتخر اليوم بدعمه لكل النهضات العربية والإسلامية ضد إسرائيل بلا تخوف من التهديدات والخسارات، ولو أن صوت أشقائه المصريين فى ظروف ما بعد الثورة الصعبة لم يصله ولم يتلقى إشارة عن محبة الطرفين، فعلى الأقل ينبغى ألا يخلق تصور مغالط فى ذهن المصريين عن الشعب الإيرانى، فمصر الكبيرة مصر التى تفتح صدرها لكل الآراء والعقائد مصر ذات الجذور التاريخية ينتظر الشعب الإيرانى منها أن تطرح تصورا آخر عما هو موجود فى ذهن المصريين عن شعب إيران.
واختتم المفكر الإيرانى مقاله مقتبسا بيتا من الشعر العربى فى حب مصر لابن عربى"عباراتنا شتى وحسنك واحد... وكل إلى ذاك الجمال يشير".
مفكر إيرانى يكتب عن تجربته فى مصر ويصفها بأرض الأصالة والتاريخ
الأحد، 13 يناير 2013 04:56 م