على طاولة صغيرة فى أحد مقاهى شارع جمال عبد الناصر بحى الوراق، كانت كباية شاى ساخنة، تنقذ جسده من برودة الهواء التى تخترق أكوام الملابس التى ارتداها وتنتفض ضلوعه من أسفلها بردا، الطريق الدائرى ليس بعيدا.. يمر من أسفله كل يوم فى طريقة للمنزل.. أطفال هنا وهناك لا يجدون مأوى لهم، يمر عليهم مرور الكرام مثلنا يوميا، فى هذا اليوم كانت الرياح تضرب جسده حتى النخاع، التفت إليهم وهكذا رآهم وشاهد أطفاله مكانهم، صوته يرتعش وهو يقول" لا ليهم حيطة ولا وطن ولا لقمة".
لحظات من التأمل وكان "محمد السمرى" الذى يمر بالعقد الرابع فى حياته يقرر ألا يقف ساكنا.. هو فى الأساس أحد أعضاء حركة المصريين إيد واحدة.. لا يملكون الكثير من الأموال ولا يعملون فى أماكن كثيرة حتى لا يمتلكون مقر حتى الآن.. ولكنه شاهد ابتسامه الأطفال بعينيه وهو يمر عليهم مع مجموعته ليوزعون"ألف بطانية، وألف وجبه ساخنة" وأنتقل ليحلم بعم سعيد.. جارهم البسيط ينزل وفى يده بطانية قديمه كان قد توقف عن استخدامها بعد شراء أخرى جديدة، وطبق عدس ليهديه لأحد الأطفال.. نزوله يثير باقى أفراد المنطقة ويلتف الجميع حول الأطفال ولو ليوم واحد يوفر لهم قليل من الدفء الذى يفتقدونه تماما طوال الشتاء.
ثلاثة أيام مروا بعد أن أطلقت "حركة المصريين أيد واحدة" مبادرة ألف بطانية ووجبة ساخنة لأطفال الشوارع والمشردين.. محمد بعد عرض قصته بدءوا يتشاوروا كيف ستنجح الحملة، فى الحقيقة قرروا أن يبدءوا وينشروا الدعوة بقدر استطاعتهم داخل مصر عملوا وخارجها قامت مها المصرى التى تعيش فى ولاية نيو جيرسى، وجميلة الزنت التى تعيش فى ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية بالعمل والنداء مثلهم مثل العشرات هنا ويقول محمد"قدرنا نجمع 100 بطانية فى ثلاث أيام بس وتقريبا من كل مكان بدأت الناس تكلمنا عشان تشارك وإن شاء الله بعد وقت قصير جدا هنكون وصلنا لألف وننزل فى يوم يحرك المنطقتين اللى شغالين فيهم وهما إمبابة والوراق".
وتقول جميلة من نيويورك "أطفال الشوارع أصبح خطرا يهدد كيان المجتمع المصرى بشكل عام إضافة إلى كونه قضية إنسانية، ولذلك يجب أن نبدأ العمل على إيجاد حلول جذريه لها،" وتتابع مها المصرى من نيوجيرسى" المبادرة فتحت أعيننا على هؤلاء الأطفال وسنحاول أن تكون هى مجرد بداية لانتشال أطفال الشوارع فى منطقتى الوراق وإمبابة".
ويختتم محمد حديثة قائلا"معظم المشاركين فى المبادرة من الطبقة المتوسطة والأقل من المتوسطة، ولكننا على الأقل نجد حائط يحمينا فى نهاية اليوم.. وعار علينا جميعا أن يبقى أطفال مصريين فى الشارع بهذا الشكل.. أنا أصبحت أشعر بالخزى كلما أنظر لهم وأتمنى أن يشكل نجاح المبادرة شيئاً جديداً لهم، ولو بعض الإحساس بالأمان وأن هناك من يفكر فيهم".
"بطانية وطبق عدس" ممكن تساعد طفل في برد الشتا
السبت، 12 يناير 2013 12:59 م
أعضاء حركة المصريين إيد واحدة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سم سم
وفقكم الله
عدد الردود 0
بواسطة:
ماهر شاهين
اجعلوها 100 الف