نجحت الإدارة العامة لمباحث الجيزة فى كشف غموض مقتل المعارض السورى زهير بوش، داخل شقته بالهرم والتوصل لهوية قاتله، بعدما أثارت تلك القضية ضجة كبيرة لكون الضحية محسوبا ضد النظام السورى، واتهام أشخاص تابعين للمخابرات السورية فى دائرة الاشتباه بتصفيته، حيث توصل فريق البحث الجنائى الذى يتولى التحقيق فى القضية بعد مرور 30 يوما هو مسجل خطر.
وتبين أن المتهم مسجل خطر مقيم بالبحيرة، ويمتلك شقة بالتجمع الخامس مطلوب ضبطه فى عدة قضايا بعضها "خطف وسرقة وقتل" فأرسلت مديرية أمن الجيزة مأمورية لضبطه فى مقر إقامته الأصلى، لكنها لم تعثر عليه، وبالتحرى تأكد قدرته على التخفى والتنقل من مكان إلى آخر هربا من التتبع ومطاردة الشرطة.
وأوضح مصدر أمنى، أن التوصل إلى هوية الجانى جاء من خلال عرض صور المسجلين خطر والمطلوب ضبطهم فى قضايا جنائية على حارس العقار الذى كان يسكنه الضحية وشهادة مكوجى كان داخل شقة المجنى عليه، لتسليمه الملابس حال تواجد المتهم بصحبة الضحية، وأفاد بأن الجانى دفع له 20 جنيها قيمة الكى، لعدم حيازة المجنى عليه «فكة» وتعرف على صورته من بين الصور التى عرضها رجال المباحث عليه، وأكد أنه كان بصحبة الضحية.
وأشار المصدر إلى أن وجود لغز ما زال رجال المباحث يواصلون جهودهم لحله وهو حقيقة العلاقة التى جمعت بين المجنى عليه المعارض السورى الذى استأجر الشقة قبل وقوع الجريمة بـ10 أيام فقط، والمتهم المطارد من الشرطة، لافتا إلى أن المعاينة والتحريات أثبتا أن الضحية كان ينتظر المتهم وطلب من حارس العقار توصيله إلى شقته فور وصوله، كما عثرت القوة على آثار «ضيافة» بالشقة دون أى آثار لعنف أو كسر بالباب الرئيسى.
وأفادت تحريات المقدم محمد عبدالواحد رئيس مباحث الهرم، ومعاونه الرائد هانى عكاشة، أن المتهم عقب ارتكابه الجريمة استولى على لاب توب و«فلاشة» كمبيوتر وهاتفين محمولين، وقيمة حوالة دولارية كانت وصلت إلى المجنى عليه.
حيث انتقلت «اليوم السابع» إلى العقار الذى شهد الجريمة والمعروف باسم «عمارة ليلى» فى شارع حدائق الأهرام، خلف فندق موفنبيك والتقت حارسه الذى كان شاهدا على الأحداث، فذكر أن المجنى عليه استأجر الشقة قبل الحادث بـ10 أيام فقط من مالكة العقار التى تمتلك شقة به أيضا، ولم يكن على علم بأنه سياسى معروف ومعارض للنظام السورى وإن كان يعرف أنه سورى الجنسية.
وأوضح الحارس أن المجنى عليه كان يقيم بمفرده ولا يتردد عليه أحد، وفى يوم الحادث حضر موظف الكهرباء لفحص العداد، وعندما طرق باب شقته لم يتلق ردا فاستدعاه وطرقا الباب سويا دون جدوى.
وأضاف البواب، أخبرت صاحبة العقار بما حدث ففتحت الباب بنسخة احتياطية، ووجدنا الضحية ملقى بصالة الشقة غارقا فى دمائه يرتدى «بدلة» فأغلقنا الباب، وأبلغنا ضباط مباحث الهرم.
وذكر الحارس أنه شاهد المتهم أثناء صعوده ووصفه بأنه كان يرتدى قميصا وبنطالا، صاحب بشرة سمراء، نحيفا، ومتوسط الطول فأوصله إلى شقة الضحية وعاد إلى عمله، مؤكدا أنه لم يسمع أى استغاثة من المجنى عليه ولم يشاهد الجانى أثناء مغادرته العقار.
كان اللواء طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، قد تلقى بلاغا بالعثور على جثة مواطن سورى داخل شقة بمنطقة هضبة الأهرام، وهو الحادث الذى أثار ضجة واتهم فيه أشخاص تابعون للمخابرات السورية.
حيث انتقل اللواء محمود فاروق مدير المباحث الجنائية، والعقيد محمود خليل مفتش مباحث غرب الجيزة، إلى مسرح الجريمة وتبين لهما من المعاينة والتحريات أن المجنى عليه «زهير بوش» "68 سنة" معارض سورى، فتشكل فريق بحث توصلت تحرياته إلى أن الجانى مسجل خطر ما زالت الشرطة تطارده.