هيثم عبد الحميد

أسئلة لـ"النخبة" العلمانية

الجمعة، 11 يناير 2013 08:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اشتدت فى الآونة الأخيرة الحملة على الدعاة، كجزء من الحملة الإعلامية الكبرى ضد التيار الإسلامى، سواء كان ذلك باستغلال أخطاء من يحسبون أنفسهم على "الشيوخ"، أو إفراد المساحات الصحفية، والساعات الفضائية لأشخاص موتورين لم نسمع عنهم من قبل يحملون نهجا متشددا، ومحاولة ربط هذه الآراء بالشريعة والدين، فى تجاهل تام لتيار الاعتدال الأكبر بين الإسلاميين، أما عمليات الاصطياد والقص واللزق للدعاة والمشايخ والأخبار الكاذبة، فهى لا مجال لحصرها الآن.

إلى هنا، والأمر ليس غريبا، فمحاولة تشويه الإسلاميين ليست وليدة اللحظة، ولكنها امتداد لعشرات السنوات، كانت تحمل فيها الآلة الإعلامية والسينمائية الكثير والكثير من المقالات والتحقيقات والأفلام والمسلسلات، تحمل وجها سيئا للشيخ والحجاب ومظاهر الدين فى مصر، فى محاولة تشويه لم تنقطع ـ تزداد حسب الظرف السياسى ـ تهدف فى النهاية لضرب ثقة المتلقى فى رمزه الدينى، والتأثير على العقل الجمعى للشعب.

غير أن اللافت فى هذه الفترة، هو ادعاء التيار العلمانى، والذى تطور مسماه الآن إلى ليبرالى- ثم مدنى- "سمعت إحدى المذيعات فى إحدى القنوات الفضائية تقول لضيفها: "نسميه مدنى بلاش كلمة علمانى دى"، أقول إن اللافت هو ادعاء أصحاب هذا الفكر أنهم مع الشريعة وأنهم يريدون الدين "المصرى" الوسطى، على حد تعبيرهم، وهى الطريقة التى ابتدعها نابليون بونابرت عندما قدم إلى مصر على رأس الحملة الفرنسية 1798، فادعى احترامه للإسلام والقرآن ونبى الله محمد- صلى الله عليه وسلم - وأنه مع الشريعة الإسلامية، بل وادعى الإسلام، ثم ما لبث أن قام بعد ذلك باقتحام الأزهر الشريف بالخيول، ودنس جنوده حرمه وقتلوا المصريين الأبرياء.

سنفترض أننا نصدق ذلك، وسنتجاهل أن العلمانية فى أبسط تعريفاتها هى فصل الدين عن الدولة، وأن أتباع هذا الفكر ينظرون إلى الدين على أنه مجرد "أداة للسيطرة على الشعوب"، ومن ثم يجب تنحيته بعيدا عن شئون الدنيا.

سنفترض أن العلمانية ليست كذلك، وأنهم يريدون الشريعة حقا، فإن لى بعض الأسئلة نحتاج إجابة عنها من رموز هذا الفكر، مثلما كان معتدلو التيار الإسلامى يسارعون فى الرد على شطط بعض من ينسبون أنفسهم للشريعة.

ما هو موقف أصحاب الفكر العلمانى تجاه تصريحات الباحث السياسى الذى قال إنه يوافق على زواج المسلمة من غير المسلم وطالب بالزواج المدنى، أو الطبيب الذى قال عبارة هى من أسوأ العبارات فى حق الله "إيه دخل الله فى السياسة"، أو المخرج الذى يرى أن البنت إذا جاوزت الـ21 عاما فلتفعل ما تشاء وليس لأبيها سلطان عليها، أو الأديبة التى ترى أن الشذوذ حق وحرية، أو الكاتبة الكبيرة التى قالت إنها ستطرد ابنتها من المنزل إذا ارتدت الحجاب، (أمثلة قليلة جدا ليست على سبيل الحصر).

لماذا ساندتم بكل قوة وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى، فى إقصاء المثقفين الإسلاميين، وهجومه بضراوة على الحجاب، وطبع الدولة كتبا على نفقتها جاء فى أحدها "إن الله يظغط بط"، وإعطاء جوائز الدولة التقديرية لمن يسب الرسول والصحابة؟..

والسؤال الأهم: هل الشريعة الإسلامية فى نظركم تسمح بالتطاول على الله وعلى الدين؟ وبمحو أى سقف للحرية؟ وإذا كان لكم تصور عن الشريعة مستند إلى أدلة من القرآن والسنة.. فلماذا لا تقدمونه لنا؟

ما أعتقده حقا لا يرغب فى رؤيته البعض، أن مبارك وزين العابدين بن على كانا يصنفان كأكبر رئيسين علمانيين فى الشرق الأوسط، وعقب سقوطهما سارع الشعبان المصرى والتونسى لاختيار الإسلاميين، وأن هناك آراء معتبرة تؤكد أن العلمانية لا تسيطر فى بلدان إسلامية إلا فى حماية ديكتاتور، يفرض هذا الفكر رغما عن إرادة الشعب، فهل تنتظرون هذا الديكتاتور؟!





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الغندور

التشويه

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الجزيري

جبت م الآخر

أستاذ هيثم عبد الحميد.. جبت م الآخر وشكرا.

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم ادريس

مقال رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

montesr

ماهذا الغط

عدد الردود 0

بواسطة:

AYMAN

كلام واضح وصريح

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد صبحى ابوستيت

التعليق رقم 1 ( حافظ مش فاهم )

شكرا لك ايها الكاتب على هذا المقال الجرىء

عدد الردود 0

بواسطة:

لا أوافق على دستوركم

أسئلة لـ"النخبة" الإسلامية

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال عبد الرشيد

ليس منا

عدد الردود 0

بواسطة:

مسلمة

شكرا للكاتب

عدد الردود 0

بواسطة:

سناء المبروك

أقول للكاتب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة