على طول أرصفة كبارى أم الدنيا من كوبرى 6 أكتوبر إلى جسر قصر النيل، مرورا بكوبرى الجامعة، وحتى طريق دائرى المعادى وغيرها.. تبدل منظر صفاء النيل والهدوء ليلا الذى لا يحركه سوى جلسة اثنين حبيبة على أحد هذه الكبارى لتحل محله موتسيكلات الباعة التى تحمل بعض أدوات الشاى وهتاف أصحاب الكازينوهات الشعبية على أصحاب السيارات "أيوة يا باشا تعالى هنا" ليجذبه ويبيع له مكانا فوق أرض لم يشترها من الأساس.
"طيب أصحاب السيارات وقلنا ماشى، بس إحنا الغلابة ما نعرفش نقف فى حتة من غير ما ندفع حتى سور الكوبرى بيبيعوه لينا" يقول محمد الصباح الذى أتى مع عائلته فوق كوبرى قصر النيل على أمل قضاء ساعات مجانية أمام نهر النيل ما لبست أن تبخرت ويتابع "زمان كانوا موجودين بس عربية واحدة على الكوبرى تقدر تبعد عنها وتقف بس دلوقتى مافيش شبر فاضى من غير كراسى".
عم محمد الذى أتى مع ثلاثة أطفال وزوجته ستتراوح تكلفة اليوم بالنسبة له ما بين العشرة إلى العشرين جنيها وبالطبع بالنسبة لمرتبه الحكومى فهذا المبلغ يمثل له "غدوة يوم" ويحكى "مبقاش فاضل فى البلد غير أننا نشترى الهوا".
بمجرد النزول من سيارته يقول محمود محمد أحد الشباب على كوبرى الجامعة "المشكلة الآن فى الزحام والعدد المبالغ فيه للباعة، ولكن بالتأكيد وجودهم مفيد لتوفير مكان للجلوس أو مشروب وشوف لو دخلت أى مكان على النيل هتدفع كام أنت هنا قدامه وفى الهوا وبجنيهات".
"أحنا ما بنضرش حد وحتى الزحمة إللى الناس بتقول عليها ما بتبدأش غير بعد الساعة واحدة بالليل لما بتكون الشوارع فضيت" يقول أحد الباعة الذين رفضوا ذكر أسمائهم ويشير "ممكن تكون الأرض مش بتاعتنا بس أحنا عاملين للناس قاعدة حلوة ورخيصة وأحسن من قعده العواطلية".















