ألقى الرئيس محمد مرسى، خطابه أمام قمة حركة عدم الانحياز بالعاصمة الإيرانية، قبل أيام فى أول زيارة لرئيس مصرى لطهران.. ومن الواضح أن هناك مجموعة من الفرص والتحديات الداخلية والخارجية، التى فرضت نفسها على خطاب الرئيس مرسى، وأن مثل هذه الفرص والتحديات سوف تؤثر تأثيراً مباشراً على أى مساع قادمة لتطوير العلاقات المصرية الإيرانية.. ولذا، فقد جاء خطاب الرئيس مرسى موجهاً رسالة للداخل المصرى بالإضافة إلى الخارج الإقليمى والعالمى.. حيث أرادت القيادة المصرية بهذه الزيارة أن تمثل نهجاً مختلفاً عن النظام السابق، وأن تكون بمثابة صفعة للإرادة الأمريكية والإسرائيلية وبعض دول الخليج العربية الذين طالما ما حاولوا الضغط على الإرادة المصرية مستخدمين كروت المساعدات الاقتصادية والعسكرية.. ومن هنا، فقد أرسلت مصر رسالة واضحة مفادها أن المصالح القومية والوطنية المصرية بالأساس هى التى ستوجه صانع القرار المصرى مستقلاً عن الإملاءات الخارجية.
وقد جاءت ترضية الرئيس مرسى على الخلفاء الراشدين فى بداية خطابه بمثابة رسالة للشعب المصرى ودول الخليج العربية، أن مصر هى حامية "المشروع السنى المعتدل"، كما وصفه فى أول زيارة له للمملكة السعودية، وأن هواجس المد الشيعى فى المنطقة العربية والإسلامية ستكون على أجندة أى محاولات لفتح قنوات جديدة للتعاون بين أكبر دولتين فى المنطقة.. وقد يرى البعض أن مثل هذه العبارات قد تؤثر سلباً على مبادرات التقارب بين المذاهب الإسلامية، وقد تؤدى إلى تقسيم المنطقة إلى معسكر سنى ومعسكر شيعى.. إلا أننى أعتقد أن مثل هذا الخطاب يمثل رد فعل للسياسات الإيرانية الممنهجة فى المنطقة من تقديم المساندة للنظام السورى القمعى، ودعم بعض الحركات الشيعية فى اليمن ولبنان، إلى تهديد بعض دول الخليج العربية – خصوصاً تلك التى بها مجتمعات وقوى شيعية تمثل جزءا كبيرا من عدد السكان.. ولذا، فلا مجال هنا للمجاملة أو لمحاولة إخفاء المصالح والنوايا والأهداف.. ولذلك، يجب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن توقف مساندة النظام السورى الفاقد لشرعيته، وتكف عن التدخل فى الشئون العربية، وأن تمتنع عن تهديد أمن دول الخليج العربية إذا أرادت أن تطور علاقاتها مع قلب العالم العربى.
وفى مقابل التحديات المختلفة، التى تواجه تحسين العلاقات بين البلدين، والتى تتمثل أبرزها فى اختلاف السياسات والتوجهات بشأن الوضع فى سوريا، المد الشيعى، المحاولات الإيرانية للتدخل فى الشئون الداخلية العربية، إضافة إلى تهديد أمن بعض دول الخليج.. فإن ثمة بعض الفرص والمصالح المشتركة، التى يمكن بناء توافق حولها لتعزيز هذه العلاقات مثل دعم القضية الفلسطينية، وجود عدو مشترك وهو إسرائيل، حق الدول فى امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية، الحاجة لبناء تحالفات وتكتلات إقليمية تدافع عن مصالح البلدين فى المحافل الدولية وتكسر الهيمنة الغربية، ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، علاوة على السعى لإصلاح منظمة الأمم المتحدة وتوسيع العضوية الدائمة فى مجلس الأمن.
إبراهيم فودة يكتب: العلاقات المصرية الإيرانية.. فرص وتحديات
السبت، 08 سبتمبر 2012 08:06 ص
الرئيس مرسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
م/ احمد سمير
1
عدد الردود 0
بواسطة:
إبراهيم فوده
اجابة على تساؤل م/ احمد سمير