"سنة أولى ابتدائى" أهم عام دراسى يمر على الإنسان فى حياته كلها، لما يترك من أثر فى نفس الصغير، إما أن يحب المدرسة أو يكرهها ويكره التعليم من الأساس، ولأن كثيرا من المفردات اختلفت فى مصر بعد ثورة 25 يناير، فمن ثم يعد هذا الطفل الصغير بحق أهم ما يحتك بمفرزات الثورة وعلى عاتقه سوف يبنى الوطن وتنمى ثرواته.
يقول الدكتور على مدكور أستاذ التربية بجامعة القاهرة والعميد السابق لمعهد الدراسات التربوية بالجامعة، إنه أول عام دراسى فى حياة التلميذ ويمثل له البهجة والفرحة، ويكون التلميذ منجذبا لما يقوله المعلم بحب واهتمام، ويكون من اللطيف أن يكون هذا اليوم احتفالا بالثورة المصرية فى كل المدارس الابتدائية، وأن يستشعر الصغير بوجود تغييرات فى مصر نتيجة قيام الثورة، ويرسخ المعلمون المبادئ التى قامت من أجلها الثورة من حرية وعدالة اجتماعية وكرامة، وترسيخ مفاهيم الإيمان وعدم الخوف وأن كل إنسان من حقه التعبير عن رأيه طالما أن الشخص يستخدم عبارات مهذبة وأسلوب لائق للتحدث مع الآخر مهما شغل من مناصب رفيعة.
إن على تلاميذ هذا الصف الدراسى تقع مسئولية كبيرة، حيث إنه رغم صغر تلاميذ فى هذه السن إلا أنهم سابقون أعمارهم ويجب التعامل معهم بأسلوب مناسب لا يعتمد على التلقين وإنما من خلال طرح لقضايا وتوصيل المعلومة لهم من خلال القصص الذى يعد من أفضل وسائل التوصيل للمعلومة، فيمكن بمقتضاها تعزيز القيم والأخلاقيات، وهذا يتقبله التلميذ من معلمه طالما شعر أنه يعامله بحنان وحب مثل أحد أبويه فى المنزل.
ويشير مدكور إلى أن مصطلح "لسه عيل" يعد مصطلحا خاطئا ولا يجب أن نعامل أبناءنا الصغار من خلاله، فإن الطفل يعى منذ بلوغه سن الثانية، ويتعود على مبادئ الصدق، وعدم الخوف والحرية واحترام الأكبر منه، إن سن الصف الأول الابتدائى سن التعلم واستيعاب المعلومة وإدراك ما حول الإنسان، إلا أنه فى بعض الأحيان لا يتحكم الطفل فى التعبير عما يريد، أن الطفل فى هذا السن يحب من يحترم رغباته وألا يمارس عليه أسلوب الإرغام والقسر عندما يطلب منه شيئا.
ويقول كريم محمود تلميذ فى الصف الأول الابتدائى "أنا كنت بأنزل مع بابا الميدان أيام الثورة، وعندى أصحاب كبار كنا بنغنى مع بعض، وأنا أحب أعيش الجودى، وصحبى مصطفى بيشتغل محاسبا فى بنك هيوصلنى المدرسة فى أول يوم".
"سلمية، سلمية" من أهم شعارات الثورة التى يجب أن نربى عليه أبناءنا من جيل الثورة، هكذا بدأت حديثها نعاس حمودة عضو المجلس العربى للتربية الأخلاقية ووكيل الإدارة التعليمية بالعمرانية سابقا، حيث تشير إلى أن من أهم مبادئ الثورة الدفاع عن الحرية وأن يكون هناك سلام بين الجميع وأمن واستقرار فى مصر، وحب ورخاء وانتماء للوطن وهذا أجمل ما يمكن ترسيخه فى نفوس صغارنا.
ويمكن للمعلمين عرض فيديوهات للثورة خاصة التى تعبر عن الترابط والمودة بين أفراد المجتمع، وهذا يمكن مشاهدته عندما كان يصلى المسلمون ويحفهم المسيحيون من كل جانب لحمايتهم، أن هذا الحب والاحترام والإخاء من أهم ما أحيته الثورة فى نفوس المصريين، مثلما أظهرت أخلاقيات الشباب الجميلة عندما قاموا بحماية منازل الحى وهم يدا بيد، وفى تنظيم تلقائى لم يستطع أحد أن يخترقه، وأيضا عندما أخذ كثير من أفراد الوطن على عاتقهم تنظيف الشوارع من القمامة، خاصة ميدان التحرير والشوارع المحيطة به حيث أصر الجميع أن يترك المكان نظيفا خاليا من أى نوع من المخلفات، كما أن أيام الثورة كلها خلت من أى محاولة لإيذاء الغير أو امتهان كرامته وكان هذا جليا فى تعامل الذكور مع الإناث، إن الثورة أحيت كثيرا من الأخلاقيات الجميلة فى المجتمع المصرى وهذا كله يجب ترسيخه فى نفوس التلاميذ.
نعاس حمودة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو رحمة
الحقيقة