"الدروس الخصوصية" كلمة لا تعرفها إلا الأسر المصرية التى لديها أطفال فى مراحل الدراسة المختلفة، فلا يعلو فى المنزل وبين الطلبة وأولياء أمورهم صوت على صوت كلمات المستر والسنتر والدرس والمواعيد وفلوس الدروس حتى أصبحت الدروس الخصوصية هى الأصل والمدرسة هى الصورة.
الدراسات المصرية التى أجريت على شرائح عديدة من المجتمع قدرت أن الدروس الخصوصية تلتهم ثلث دخل الأسرة تقريبا، والذى يقدر بمليارات الجنيهات سنويا.
ماجدة محمود أم لطالب فى المرحلة الإعدادية وآخر فى الابتدائية تقول: بالرغم من أولادى فى مراحل عادية للدراسة إلا أن استعدادنا للعام الدراسى قد تغير عن أيامنا فقبل كان استعدادنا هو شراء مستلزمات المدارس فقط، ودفع المصروفات الدراسية البسيطة وفقط، أما الآن فالاستعداد يبدأ باختيار مدرسى الدرس الخصوصى للطلبة وترتيب مواعيد المدرس مع مواعيد الطلاب الآخرين الذين يزاملون ابنى فى حصة الدرس الخصوصى، كما يشغل الآباء أيضا تأمين أموال الدروس خلال العام وذلك من خلال الادخار لهذا البند أو الدخول فى "جمعية" مع الأهل والأصدقاء لهذا الغرض.
أما أم محمد فتقول لدى طفلان مراحل التعليم المختلفة اعتدت أن أعطى لابنى درسا من بداية التحاقه بالمدرسة وهو الآن فى نهاية المرحلة الابتدائية، والسبب فى ذلك عدم اهتمام المدرسة بالدراسة للتلاميذ ومنذ اليوم الأول يعرض المدرسون على الطلبة إعطاءهم دروسا حتى يرتبط الطالب بالمدرس ولا يستطيع المذاكرة بدون مساعدة الأستاذ، وهذا المخطط للأسف يقوم بعمله معظم المدرسين فى الأحياء الشعبية.
وتقول رضا محمود لدى ابنة فى الثانوية العامة وتستعد من الإجازة الصيفية للترتيب للدروس الخصوصية فى جميع المواد، فإن كنا نطلق على المدرسة تحصيل حاصل للمراحل المختلفة فإنها فى الثانوية العامة لا وجود لها أصلا ويكلف طالب الثانوية العامة أسرته شهريا حوالى 1200 جنيه إذا ما كان يدرس بمدارس اللغات أو1000 فى المدارس العادية وتقول إن عبء الدروس الخصوصية بجانب مصاريف المدرسة تشكل عبئا ثقيلا عليها وعلى بنود الصرف الأخرى الخاصة بالأسرة.
وتقول دنيا محمد طفلة فى مرحلة الإبتدائى إنها بالرغم من أنها تذهب إلى المدرسة يوميا إلا أنها لا تستوعب جميع دروسها ولابد أن تأخد دروسا خصوصية حتى تفهم دروسها.
وتذكر هند مصطفى وهى أم لثلاثة أطفال أن الدروس الخصوصية شىء لابد منه هذه الأيام فى ظل ازدياد كثافة الفصول وأنها تعطى لأولادها الثلاثة دروس خصوصية فى المواد التى لا تستطيع أن تشرحها لهم.
معاناة الأسر المصرية من مصروفات الدروس الخصوصية
الأربعاء، 26 سبتمبر 2012 02:15 م