أكرم القصاص - علا الشافعي

خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا تكتب عن: أهمية الحب

الإثنين، 24 سبتمبر 2012 05:08 ص
خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا تكتب عن: أهمية الحب رانيا المريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تؤكد نظريات علم النفس على مدى أهمية الحب فى حياة الإنسان وأنه احتياج إنسانى لاغنى عنه، فهو السبيل للوصول لحالة من التوازن النفسى، فالحب يكون بمثابة الدرع الواقى من متاعب الإنسان النفسية المتمثلة فى دائرة القلق والضياع والاكتئاب، وقد وضع عالم النفس الشهير "ماسلو" ما يسمى بهرم بناء الشخصية، حيث أكد على أهمية تلبية احتياجات الإنسان الأولية من طعام و شراب، قبل أن نصعد إلى درجة أعلى وهى تلبية احتياجاته العاطفية ورغباته فى تأكيد ذاته.

و قد علق كثيرون على التشكيك فى هذا الهرم ومنهم الدكتور عادل صادق، حيث يقول: "إن ما يحدث فى عالمنا المعاصر يجعلنا نعاود التفكير فى هذا الرأى، فنجد أنه يحدث أعلى نسب انتحار فى العالم فى أكثر الدول ثراء، والتى تمثل أعلى حالات الإشباع لكل الاحتياجات الأساسية المادية، وبالرغم من ذلك لا تزال المتاعب النفسية تطغى، بالاضافة إلى أن الدول الأوربية والتى تتمتع بقدر وافر من الحرية والانفتاح بلا حدود بين الجنسين نجدها تحظى بأعلى نسبة فى انتشار جرائم الاغتصاب، وهذا دليل على أن تلبية الاحتياجات المادية والغريزية للإنسان لا تحقق السعادة والاستقرار النفسى، إنما العودة إلى فطرة الإنسان واحتياجاته الروحية وتلبية احتياج الروح الأساسى وهو الحب هو السبيل لضمان الاستقرار النفسى والسعادة."

ومما سبق نستخلص مدى أهمية الحب فى حياة الإنسان فهو المصدر الأساسى للأمن النفسى، وبالتالى المصدر الأساسى للسعادة، والسبيل إلى غاية الإنسان للتوازن النفسى وبذلك يصل الإنسان إلى حالة من تناغم وانتظام الإيقاع أى الانسجام فى حالة الأنا المتحدة روحا و نفسا و جسدا، عن طريق القدرة الفعالة على التواصل العاطفى مع الآخر.

ويأتى السؤال الصعب كيف يمكن أن نجذب الحب والشخص المناسب إلى حياتنا كالمغناطيس؟ وهل من السهل فى الحياة الواسعة مقابلة توأم الروح أى الشخص المتوافق معى من ناحية صفاته الشخصية المناسبة لى ومن ناحية معرفة احتياجاتى؟، والتى بدورها تكون المميزات التى يجب أن تتوافر لدى شريكى كى يفى بهذه الاحتياجات، فكل شخص له احتياجاته الخاصة وعندما توفى تسبب له السعادة، ويمتلك أيضا مميزات خاصه به يستطيع أن يفى بها احتياجات الآخرين، فعندما تكون احتياجاتك متوفرة فى مميزات شخص بعينه ومميزاتك نفسها تفى احتياجاته تكونا بمثابة توأم الروح لبعضكما، وتكتمل دائرة الحياة بنصفيها المتناسبين كما يحدث فى قطعة البازل، التى لا توافق شاكلتها إلا هى.

فكى نكون مغناطيس للحب وتوأم للروح، يجب أن نكن التغيير الذى نريده فى الحياة كما قال غاندى، وأن نجذب رغباتنا فكريا وروحيا كى تتحقق على المستوى المادى
.
وأحب أن أذكر المثال المعروف عن السيدة العزباء التى أرادت تطبيق هذا المفهوم لتغيير وحدتها ومقابلة توأم الروح، حيث كانت تنام هذه السيدة فى منتصف السرير، فمن الأشياء التى قررت ان تغيرها وتتصرف كأن هذا الشريك ظهر فى حياتها هو تغيير مكان نومها فى السرير كما لو أن أحد يشاركها المكان فأصبحت تنام على جانب واحد من السرير وتركت الجانب الآخر فارغ ينتظر قدوم صاحبه، و نقلا عنها أنه لم يمر 6 أشهر حتى ظهر هذا الشريك التى أعلنت عن حقها و استعدادها له.

فنحن نجذب ما نفكر به ونستشعره بإيجابية كأنه يحدث ونتخيله ونضعه فى الفعل، فإذا أردنا أن نجذب الحب وتوأم الروح وجب علينا التركيز على مشاعرنا وحالتنا كأننا بالفعل نستقبل هذا الحب، من خلال الأفعال والنيات والمشاعر، وأن نطلق العنان للرغبات والأمال لتحديد كنية هذا الشخص وكل ما نبغى الحصول عليه من تجربة الحب، بالإضافة إلى استشعار الأحاسيس التى نريد أن نتلقاها والتعبير عنها خلال هذه التجربه، ونحيا جو ملىء بالحب من مشاعر مشاركة الحبيب ونشعر بكل المشاعر والأحاسيس التى نحتاجها، من مشاعر الانسجام والارتباط، والثقة ، والأمان، والسعادة، وبهذه الطريقة نترك العنان لرغباتنا فى تحديد المشاعر التى نريد أن نحصل عليها ونركز على كوننا الشخص الذى نريده حينما نحصل على هذا الحب، ونحرر ونتحرر من كل العقبات التى تحول بيننا و بين الوصول إليه ونعلن للعالم استعدادنا لاستقبال حقنا فى الحب.

فلا تبخلوا على أنفسكم بهذه السعادة ولا تكونوا أنتم العقبة فى الحصول على هذا الحب بالتركيز على حالة الفقدان، ولكن بالتركيز على الرغبة فى حقنا فى الحب نعلن للعالم أننا نستحق هذا الإحساس الرائع ونبدأ بالحياة فى روعته بدل التذمر من عدم وجوده، فهكذا ندرك أهمية الحب فيدرك هو احتياجنا له.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

برنس البرانيس

مقال اكثر من رائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة