ربط سياسيون بين توقيت إجراء التليفزيون المصرى حوارا مطولا مع الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، وقرب انتهاء فترة المائة يوم من حكم مرسى، التى وعد فى برنامجه الانتخابى، بإنجاز وإنهاء أزمات تتعلق بعودة الأمن ومشكلات المرور والنظافة والخبز والوقود.
وأثار الحوار التليفزيونى الأول للرئيس، موجة من التعليقات بين السياسيين والنشطاء على مواقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك وتويتر"، جاء فيها انتقادات لتوقيت الحوار، وربطه بالأحداث الجارية، وطريقة حديث مرسى بأسلوب أقترب من لقاءات التليفزيون برؤساء مصر السابقين.
وقال: أحمد بهاء الدين شعبان، وكيل مؤسسى حزب الاشتراكى المصرى، إن جماعة الإخوان المسلمين أفرطت فى وعودها للمواطنين، فى مشروع النهضة وخطة المائة يوم، وعندما جاء وقت التنفيذ على أرض الواقع، اكتشفوا عجزهم.
وأضاف: "الرئيس قال فى حواره مع التليفزيون المصرى، أن الأمن عاد بشكل نسبى، ولكنه فى حاجة لمزيد من الوقت، فما يمنع أن يعود الأمن كاملا إلى الشارع، وما ينقصه ليحقق ذلك؟.
وربط شعبان بين خطة المائة يوم، وطرق تنفيذها، قائلا: "الجماعة عاشت خلال الفترة الماضية فى نشوة النصر، ولكنهم لم يحققوا إنجازا على أرض الواقع، يلمسه المواطن البسيط، الذى أصبح لا يقبل كلاما عاما دون تنفيذ، ولم يستفد الرئيس مرسى من صلاحياته لتنفيذ مشروعه، الواقع الآن يبشر بزيادة كبيرة فى الأسعار بعد زيادة أسعار الوقود.
الربط بين توقيت الحوار والظرف السياسى، كان تحليلا مشتركا مع بهاء شعبان مع حسين عبد الرازق عضو المجلس الرئاسى لحزب التجمع، الذى تطرق إلى حديث مرسى إلى الدستور الجديد، وقال: "إذا نص الدستور على وجود حكم انتقالى وإعادة انتخابات الرئاسة، ومجلسى الشعب والشورى، بعد الاستفتاء عليه، هو خطوة جيدة، ولكنها ليست تفضل من مرسى على الوطن".
وأضاف عبد الرازق "الجمعية التأسيسية الحالية مهددة بالحل، لأن القضاء ينظر قضايا تطالب بحل الجمعية، وحتى الآن، لا نقول إن مشروع الدستور الذى تعده الآن، هو الذى سيجرى الاستفتاء عليه أم لا؟".
بينما رأى أبو العز الحريرى، المرشح السابق لانتخابات رئاسة الجمهورية، أن فى حالة إقرار الدستور لإعادة انتخابات الرئاسة، لن يحترم مرسى الدستور، لأنه سعى من قبل لإلغاء حكم المحكمة الدستورية"، وقال: "من يحترم الدستور والقانون لا يسعى لإلغاء حكم الدستورية العليا بحل مجلس الشعب السابق، وبالتالى أصدر قرارا بوقف تنفيذ قرار منقلب على الدستور والقانون، وتجاوز ذلك إلى جريمة تشكيل مجلس شعب بطريقة غير دستورية، وسهل بذلك الطريق لعدد من المواطنين ويدعوا أنهم نواب لمجلس للشعب، وأتاح لهم أن يتسمروا فى تزييف إرادة الأمة" على حد قوله.
وعن حديث الرئيس، حول أنه لن يدع فاسداً، يستمر فى عمله، قال الحريرى، "لماذا لم يلغ القرار الذى أصدره المجلس العسكرى؟، أليس من الممكن للقتلة من العسكر أن يهربوا من المسائلة، موضحاً أن دولة العسكر لم تكن هدفها الإنفراد بالحكم، ولكنها ضد إنفراد المرشد بالدولة، فى كل سلطة تنفيذية وإصدار قوانين تهدم الحالة القضائية الدستورية ".
بينما أكد المستشار زكريا عبد العزيز، رئيس نادى القضاة السابق،أن تعهد الرئيس باحترام الدستور الجديد حتى وإن نص على إجراء انتخابات رئاسية جديدة، يضعه قدوة للمصريين، لأنه لا يوجد أمام أى شخص على أرض مصر سوى احترام القانون حتى تصبح الدولة الحديثة "دولة قانون".
وأضاف، عبد العزيز "أن القاسم المشترك فيما تحدث عنه الرئيس فى حواره مع التليفزيون المصرى، هو معرفته بالبلاد سواء من قبل أومن بعد الثورة، مؤكداً إننا بالفعل فى حاجة للوقت، حتى نرى التغيير على أرض الواقع، لكن الشرط الوحيد هو قيام المسئوليين عن إدارة شئون البلاد بفتح الملفات المتعلقة بالعشوائيات والبطالة بجدية.
واقترح رئيس نادى القضاة السابق، نقل الأحياء العشوائية، إلى المدن الجديدة سيساهم فى القضاء على العديد من المشاكل والأزمات، أبرزها انهيار بعض العقارات على سكانها.
وأشار إلى أزمة عمال النقل العام ومطالبهم التى نادوا بها، التى قال، يجب أن يكون هناك وعود أو قرارات رئاسية بزيادة الإنتاج حتى تزيذ الأجور للعمال والموظفين، لذا فإن الضرورة تقتضى بوضع حلولا عمليا لكافة المشاكل التى نواجهها.
وقال السفير أحمد الغمراوى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن النقاط التى تناولها الرئيس محمد مرسى فى حواره مع التلفزيون المصرى والخاصة بالقضايا الخارجية، تؤكد أن مصر قد استردت قرارها السياسى، وأن علاقاتها السياسية مع مختلف دول العالم مبنية على المصالح، وليس وفقًا لإملاءات أمريكية كما كان يحدث أيام مبارك.
وأكد الغمراوى على أن حديث مرسى عن إيران ووصفها بأنها جزء من حل المشكلة السورية، وليست معضلة فى سبيل حلها صحيح، قائلا: "إيران عضو باللجنة الرباعية المعنية بحل الأزمة السورية، وتدخلها من أجل الوصول إلى حل، سيمنع التدخلات الأجنبية الخارجية" متابعاً: "حديث مرسى عن دور إيران يؤكد على أن السياسات المصرية أصبحت منفصلة تماماً عن سياسات البيت الأبيض".
أمّا عن حديث مرسى عن علاقة مصر بدول أفريقيا، فقال الغمراوى: إن الرئيس كان يقصد بقوله أن مصر لا تسعى للتدخل فى قرارات الدول الأفريقية، إشارة إلى تغيير الأسلوب المتبع مع الدول الأفريقية وهو الأسلوب الذى يبنى من أجل علاقات طيبة وليس أسلوب المقاطعة، الذى اتبعه مبارك وإغفال دور دول حوض النيل.
وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك وتويتر" أثيرت ردود أفعال متناقضة بين متابعى الحوار من انتقادات لأسلوب التليفزيون المصرى بعدم إذاعة الحوار على الهواء مباشرة وخضوعة للمونتاج، مما أخرجه كفيلم سينمائى تمت معالجته، ليخرج أفضل ما يكون، وطريقة المحاور التى طرح أسئلة بنفس الطريقة التى كانت تطرح على الرئيس السابق حسنى مبارك، ورد عليها الرئيس مرسى بدون حل قاطع أن اعترف بوجود مشكلات، أو طريقة حديث الرئيس محمد مرسى نفسه التى تم تشبيهها بأنها مثل خطبة الجمعة، يلتزم فيها الرئيس بذكر إشارات دينية كلما أمكن.
وقالت ناشطة: "الحمد لله حوار مرسى حسسنى إنه مدرك أن البلد غرقانة بالمشاكل بغض النظر عن أنه مقدمش أى حل، بس هو حاسس أن البلد فيها مشاكل".
وربط آخرون بين حوار مباشر مع المؤلف السينمائى وحيد حامد على قناة النهار فى نفس توقيت إذاعة حوار الرئيس على التليفزيون المصرى، ووجه حامد انتقادات لاذعة لجماعة الإخوان المسلمين والرئيس الذى بدا خلال حواره، أنه يرد على انتقادات حامد فى نفس الوقت.
سياسيون يربطون بين توقيت حوار مرسى وقرب انتهاء خطة الـ100 يوم.. شعبان: الإخوان أفرطوا بوعودهم ولم ينفذوا.. "عبد العزيز" يثمن احترامه للدستور.. "الحريرى" يتحفظ.. والقراء: جيد أنه يشعر بأن هناك مشاكل
الأحد، 23 سبتمبر 2012 06:32 ص