"سعيد".. مشروع "شحات" بعد 7 سنوات خدمة فى النظافة

الجمعة، 21 سبتمبر 2012 08:55 م
"سعيد".. مشروع "شحات" بعد 7 سنوات خدمة فى النظافة سعيد و7 سنوات من العمل فى النظافة
كتب حسن مجدى ومحمد رضا - تصوير سامى وهيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كعادته منذ 7 أعوام نفض الأتربة سريعاً من على ملابسة البرتقالية المهتكة، التى لا يجد وقتا لغسلها، وحمل مقشته البالية التى لم يتركها منذ أن انضم إلى فريق شركة جمع القمامة، ولكن هذه المرة الأمر مختلف، فقد قرر أن ما قضاه من عمر فى رفع القمامة قد كفى.. ربما تكون المهنة الجديدة أكثر إهانة.. ولكن نظره إلى جوع أطفاله الثلاثة فى منزله الفقير، كانت كفيلة أن ينفذ قراره، بأنه لا مانع من استغلال المقشة والرداء البرتقالى، اللذين أخذا من العمر سبع سنوات دون مقابل فى الحصول على بعض المال.

سعيد حسن 43 عاماً كان يكفيه له ولأولاده الثلاثة، أن يرتفع راتبه الشهرى فى رفع القمامة من 450 جنيه إلى 600 جنيه، مثلما فعلت شركته مع العمال الجدد، حتى يشعر بكرامته ويستمر فى التنظيف " 150 جنيه فقط مش زيادة لى ولزملائى، ديه مساواة بزملائنا الجدد فى نفس المكان"، يفكر سعيد وهو يتوجه ملىء بالأمل إلى مديره الذى قابله بالرفض ليقابله هو بإصرار أكبر ويقول "كنت شايفها أقل حقوقنا ولو ما أخدنهاش يبقى الشارع أحسن".

"قولت للمدير ما تطبقوا العدل" هذه الكلمة مع الإصرار كانت كفيلة أن تضع سعيد فى الشارع بحثا عن جنيه أو اثنين، يأتوا من سيارة هنا أو مار هناك، يأخذهم على مضض ولكنه رأى أن الرضا بهذا الفتات أفضل من الرضا بفتات الشركة، ويقول محاولاً تبرير عمله الجديد "أنا لسه بشتغل وبكنس الزبالة لكن من غير الشركة".

لم يأخذ سعيد من السعادة سوى اسمها فملامحه نحتها الألم على مر السنوات التى قضاها، بحثا عن ما يطعم أولاده أو يحفظ كرامته قبل أن يستقر لسبعة أعوام كاملة فى عالم القمامة، ويقول "بعد سبع أو عشر أو حتى عشرين سنة الموضوع ما بيفرقش ممكن تبقى فى الشارع فى أى لحظة ذى ما بيقولوا علينا الزبالين ما بيكنش لينا أى حقوق أو تأمينات أو عقود".

البدلة والمقشة هى كل ما خرج به سعيد من عالم النظافة وهى فى هذا العالم فقط تملك قيمة، حيث يأتى بعض الشحاذين لتأجيرها مع اقتراب رمضان والأعياد، وعلى الرغم من أن سعيد لم يذكر هذا إلى أنها بالنسبة له كانت أيضا ذات قيمة، حيث شكلت رأس ماله فى انتقاله من عالم النظافة إلى عالم الشحاتة.

"بدل ما تزود مرتبات الموظفين بص للناس اللى مش لاقيه حاجة.. أنتو كده هتخلونا نقول حسنى مبارك ما كنش ظالم" هذه هى الرسالة التى حملها سعيد لـ "اليوم السابع"، لتصل بها للرئيس محمد مرسى على أمل ولو بسيط فى أن يراها وتكون سبب فى بقاء صورة من لن ينظموا الوقفات أو يهتم بهم الإعلام، لأنهم ليسوا من أصحاب الوجوه الشابة التى سيتعاطف معها الجمهور، حين تعرض صورهم فى حال تم القبض عليهم أثناء التظاهر أو الاعتصام.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة