"على" ثلاث سنوات فى رحلة البحث عن عمل "ولسه الورق عايز زقة"

فى ترقب يقف على رصيف المحطة فى انتظار القطار، مستنداً إلى عكازه الذى لم يفارقه منذ خطوات طفولته الأولى يتوجه إلى عربة القطار التى ينظر من شباكها متجهما شاغلاً المسافة الطويلة فى العودة بذاكرته إلى ثلاث سنوات كاملة قضاها فى هذه العربة مسافراً فى مئات الرحلات ذهاباً وإياباً بين المنيا والقاهرة فى محاولات مستمرة للحصول على فرصة عمل دون جدوى، رحلة صعبة هى رحلة الثلاث سنوات التى خاضها "على عزوز" الشاب العشرينى البسيط بصحبة عكازه الذى يذكره دوماً بمرض "شلل الأطفال" الذى قضى معه 25 عاماً هى سنوات عمره كلها، إلا أنه لم ييأس من طرق كل الأبواب فور انتهائه من الدراسة بكلية التجارة على أمل الحصول على عمل بموجب قانون الـ5% الذى يتيح "للمعاقين" العمل بالمصالح الحكومية.

"ورقك عايز زقة" هى الجملة التى ترددت على مسامعه طوال ثلاث سنوات فى كل مكتب دخله "على" معتمداً على نفسه للحصول على فرصة عمل هى من حقه بالرغم من كل الصعوبات التى واجهته، بدأ الرحلة بالتوجه لوزارة القوى العاملة فور تخرجه للحصول على شهادة تأهيل تسمح بإدخاله ضمن نسبة الـ5%، لإلحاقه بفرصة عمل. وهى الشهادة التى نجح فى الحصول عليها مرفقة بخطاب توصية من وزارة القوى العاملة بحقه فى الحصول على عمل كمحاسب فى إحدى الشركات التابعة للهيئة العامة للبترول، ليتوجه بهذه التوصية فى مشاوير متعددة طاف بها كل المكاتب الحكومية ولا يختلف الرد عن "يا ابنى شفلك واسطة أنت ورقك عايز زقة".

"هجيب زقة منين؟" يتساءل "على" بسخرية من حاله، قائلاً: أنا بقالى 3 سنين بلف فى كل حتة عشان إمضة واحدة هتمشيلى الورق، أنا بعول نفسى، ومن حقى أتعين بس مش لاقى حد يزقلى الورق" بنفس الطريقة التى تعود سماعها يحكى "على" قصته لليوم السابع بعد أن يئس من طرق أبواب مكاتب شئون العاملين فى أكثر من7 شركات تابعة للهيئة العامة للبترول هى "تاون جاس، شركة مصر للبترول، شركة غاز مصر، شركة القاهرة، الشركة العامة للبترول، شركة بترول أسيوط، شركة الأنابيب شركة غاز مصر".

"الوضع بعد الثورة متغيرش.. لسه بسمع نفس الكلام من كل مكتب أو هيئة حكومية بزورها.. مع أن من حقى التعيين بموجب قانون نسبة الـ5% للمعاقين، وخصوصاً أنى بعول نفسى ومعنديش أى مصدر دخل" يكمل "على" الذى لجأ إلى ديوان المظالم فى نهاية رحلته بحثاً عن عمل، مقدماً مجموعة من الشكاوى مخاطباً بها الرئيس "محمد مرسى"، ولكنه لم يتلق عليها إجابة حتى الآن.

"أنا بصراحة جبت أخرى" بنفاذ صبر يعبر "على" عن حاله الذى طال دون جدوى، مناشداً السيد "هانى ضاحى" رئيس الهيئة العامة للبترول بالنظر فى أوراقه التى لا تحتاج سوى تأشيرة صغيرة ليبدأ فى العمل وكسب لقمة عيش بالحلال.