بينما يعيش أسمهم فوق السحاب، لكنهم على الحياة تحت الأرض مثلما يقول أيمن خالد 24 عام وأحد الطيارين فى محلات الديلفرى الشهيرة فهو مثل الآلاف من زملاء المهنة يستخدم "فزبته الخاصة" للطيران بين زحام سيارات قاهرة المعز بأقصى سرعة لتوصيل طلبات المحالات التى لن تعرفه فى حال تسببت هذه السرعة فى ضياع مكنته أو حتى تعويضه عند ضياع حياته "لا قدر الله".
حسن مصطفى 24 عام الحاصل على دبلوم صنايع قسم تبريد فضل عمل التوصيل على حرفته الأساسية بسبب حصوله على مال أكثر فى عمله كطيار دليفرى يحكى عشرات المخاطر التى يتعرض لها أصحاب مهنته بداية من محاولات التثبيت فى الأماكن النائية، وحتى خطورة السرعات العالية التى يطروا للعمل بها لتلبيه طلبات الزبون ويقول "مثلا إحنا لو أتثبتنا وأتاخدت مكنتنا مش بس بنترمى فى الشارع لأ بيكون كمان علينا إننا نسدد الإيراد اللى أتسرق مننا قبل ما نمشى وده حصل لناس كثير نعرفهم".
"محدش بيسأل على حد" يقول محمود إسماعيل 26 عام والذى قضى عشرة سنوات كاملة فى الطيران بين أذقه أم الدنيا وهو يتحدث عن مهنته مشيرا "الطيار بيبدأ فى الغالب فى محل أو سوبر ماركت صغير ويتدرج حتى يصل إلى محلات الديلفرى الشهيرة".
يحكى إسماعيل أن طوال هذه الرحلة فى التنقل بين المحلات يجب أن يتحلى الطيار بالسرعة والأداء الجيد مع العملاء حتى يضمن سمعة جيدة والانتقال لمكان أفضل، فبغض النظر عن أنك فى كل الأحوال ستظل حبيس عمل اليومية ولكن المكان الأفضل سيضمن راتب أفضل وإكرامية أفضل من العملاء، ويقول إسماعيل "بعد عشر سنين من العمل الراتب أصبح جيد يوميا ولكن بالنسبة لضمان أى شىء فى المستقبل فمهنتنا ماحدش فيها ضامن عمره".
"ما فيش راحة" هكذا يعبر كريم أنور عن طيارين الأرض فبين أعمال الصباح التى لا يستطيعون فيها التقاط أنفاسهم بها بين ارتفاع درجة الحرارة وعوادم السيارات وسرعة الطلبات أو أعمال الليل التى يدخلون فيها إلى مناطق وروحهم فوق أيديهم وعن ارتباطهم بطيارين السماء يقول "ماخدناش غير الاسم وبس" مثل كل شىء فى بلدنا التى يعيش جزء منها فوق السحاب وجزء آخر تحت الأرض.
نقابة تدافع عن حقوقهم، وراتب ثابت، وتأمين مثل باقى الأعمال هو كل ما يطلبه أصحاب الفزب الطائرة الذين لم يفكروا حتى الآن فى تنظيم التظاهرات أو توقيف العمل أو حتى وضع مطلب فئوى واحد, واكتفوا بأداء عملهم وخدمه زبائنهم على أمل أن يأتى المستقبل بما هو أفضل لهم.



