"عمر" استبدل حقيبة المدرسة بحقيبة "البضاعة"

الإثنين، 17 سبتمبر 2012 10:09 ص
"عمر" استبدل حقيبة المدرسة بحقيبة "البضاعة" عمر
كتبت إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخفى كتبه المحمولة داخل الحقيبة التى يطوف بها داخل عربات المترو دون أن يلفت نظر عساكر أمن المحطة إليه، توجه ببطء إلى الرصيف منتظراً العربة القادمة، بينما استوقفته ضحكاتهم العفوية التى تركزت عليها عيناه الصغيرتان باهتمام، متناسياً هموم يومه الطويل وقف لمراقبة مجموعة الأطفال من نفس عمره حاملين حقائبهم المدرسية فى أول أيام الدراسة، ولم تلق على كاهلهم الظروف بحقيبته المليئة بالبضاعة المتنقلة والكثير من هموم الحياة التى لم يعرف لها طعما آخر سوى الشقاء الذى يعيش فيه "عمر" يومياً داخل عربات المترو وأرصفة الشوارع متنقلاً ببضائع من كل شكل ولون غطت على لون طفولته، وأنسته معنى الفرحة التى رآها فى عيون من وقف يراقبهم حتى أفاقته صافرة عربة المترو ليعاود العمل من جديد.

خط "دار السلام" هو الخط الذى يتجول به "عمر أشرف" ذو الاثنى عشر عاماً، يومياً ينادى الركاب لشراء ما يحمله على ظهره من كتب للأطفال أو ملصقات أو أدوات تجميل أو غيرها مما يستطيع الحصول عليه بأرخص سعر من سوق "اللبانة" الذى يملأ منه الحقيبة يوماً بعد يوم، ينسى النداء على البضاعة فى اللحظات التى يمارس فيها هواية الجرى من قبضة ضباط الأمن بمحطات المترو التى يتجول بها ليلاً نهاراً، بينما يكتفى بمراقبة من هم فى مثل سنه أثناء عودتهم من يوم دراسى طويل.

"أنا أتعودت أشتغل من زمان..الشغل عندى أحسن من إنى أمد أيدى وأشحت" ببساطة وملامح تفوق سنه بسنوات يحكى "عمر" عن مشوار عمله كبائع متجول بدأ مشواره قبل أن يتم سنواته العشر، "مكسبى فى اليوم من 15 لـ20 جنيها..لو رجعت من غيرها أبويا هيطردنى من البيت".

أما عن مغامراته مع ضباط محطة المترو يحكى "عمر": أنا عمرى ما دفعت غرامة بس اتحبست فى قسم حلوان، مع عيال كتير وكان عندى 10 سنين"، أما عن الدراسة فلم يعرفها "عمر" طوال سنوات عمره القليلة التى قضاها فى التجول لكسب الرزق، همه الوحيد هو النجاة من الليالى التى يقضيها فى أقسام الشرطة، وحلمه هو لقمة عيش وبيته هو الشارع، أما عن طفولته فهى كلمة لم يعرفها يوماً ولم يفهم معناها بعد أن تاهت وسط زحام همومه وما تناثر داخل حقيبته الصغيرة التى يحمل فيها كل ما يمتلكه من حياة لم تعطه وقتاً للأحلام.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة