
واشنطن بوست
كاتب أمريكى: سياسات الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط لن تتغير بعد انتخابات الرئاسة
علق الكاتب أرون ديفيد ميلر فى مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" على السياسة التى تتبناها الإدارة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط خلال المرحلة المقبلة، بعد إعلان الفائز فى الانتخابات الرئاسية المقررة فى نوفمبر القادم، موضحا أنها ربما لن تشهد تغييرا كبيرا، مستدلا على ذلك بالتركيز الشديد من قبل كلا المرشحين على القضايا الداخلية فى برنامجهما الانتخابى على حساب السياسة الخارجية.
وهنا تساءل الكاتب الأمريكى عن المرشح الأفضل الذى يمكنه أن يقود السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة تجاه منطقة الشرق الأوسط، خاصة فى ظل تصاعد الرفض الشعبى فى العديد من دول المنطقة للسياسات الأمريكية، وهو ما ظهر جليا خلال الاحتجاجات الأخيرة، والتى اجتاحت معظم الدول العربية أمام السفارات الأمريكية، والتى أدت إلى مقتل السفير الأمريكى فى بنى غازى.
وقال الأمريكى إنه بغض النظر عن الفائز فى انتخابات نوفمبر القادم فإنه ليس من المتوقع أن تتغير الرؤية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط، موضحا أن هناك مخاوف كبيرة من جراء دخول الإدارة الأمريكية فى مواقف سياسية تؤدى إلى تداعيات ونتائج غير متوقعة، ربما لا تحقق المصلحة الأمريكية.
وأوضح الكاتب أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما تبنى منهج التغيير بعد توليه مقاليد الحكم فى عام 2009، حيث شدد على ضرورة تجميد المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، وكذلك فتح الباب أمام علاقة قوية بين العالم الإسلامى والولايات المتحدة خلال خطابه الشهير فى جامعة القاهرة، إلا أنه بعد ذلك تبنى سياسات تتشابه إلى حد كبير مع تلك التى تبناها سلفه، خاصة فيما يخص مسألة الحرب على الإرهاب فى أفغانستان، وكذلك فشله فى إقناع قادة إسرائيل بالمضى فى عملية السلام.
وتناول الكاتب فى مقاله عدة أسباب يراها من وجهة نظره سوف تمثل عائقا كبيرا أمام الإدارة الأمريكى – سواء فى حالة استمرار أوباما فى البيت الأبيض أو جاء بدلا منه المرشح الجمهورى ميت رومنى – لتحقيق أى تغيير محورى أو جوهرى فى علاقة الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط أو فى السياسات التى تتبناها هناك.
وقال الكاتب ربما تتناول عناوين الأخبار مسألة توتر العلاقات بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلى، إلا أن العلاقات بين البلدين تنمو بشكل كبير وواضح، وسوف تشهد صعودا كبيرا خلال المرحلة المقبلة ربما فى حالة استمرار أوباما أكثر من احتمالات فوز منافسه الجمهورى خلال الانتخابات القادمة.
وأضاف الكاتب أن العلاقات الإسرائيلية الأمريكية تجاوزت السياسات التى يتبناها الحزب الديمقراطى أو منافسه الجمهورى، حيث أنها صارت نتيجة لتجذر القيم المشتركة بين إسرائيل والمجتمع الموالى لها داخل الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التعاون الاستراتيجى المؤسسى بين البلدين والذى يصعب تمزيقه، موضحا أن هذا لا يمنع نشوب توترات بين الجانبى خاصة حول قضية السلام، إلا أنه فى الوقت نفسه سوف تحتفظ العلاقات بقوتها.
وسخر ميلر من الانتقادات التى وجهها رومنى لأوباما حول تخليه عن إسرائيل، واصفا إياها بالتصريحات المضحكة غير الواقعية، مضيفا أن لا يمكن أن يكون هناك انفصال بين الولايات المتحدة وإسرائيل بأى شكل من الأشكال خلال المرحلة المقبلة، ربما تتوتر العلاقات نتيجة اختلافات فى الرؤى ولكن دون تأثير على العلاقة بين البلدين.
من ناحية أخرى تناول الكاتب السياسات التى تتبناها الأنظمة العربية معتبرا إياها سببا رئيسيا فى استمرار السياسات الأمريكية على حالها خلال المرحلة المقبلة، موضحا أن الدول المجاورة لإسرائيل تتصرف بشكل أسوأ بكثير من السياسات التى تمارسها إسرائيل تجاه الفلسطينيين.
وأضاف أنه فى سوريا على سبيل المثال نجد أن الرئيس السورى بشار الأسد يمارس سياسات قمعية وحشية تجاه شعبه خلال الأشهر الماضية، فى حين أن حزب الله اللبنانى مازال يعمل كحركة سلطوية فى لبنان تقدم الدعم للنظام السورى وللحكومة الإيرانى، ليشكل ثلاثتهم تهديدا لأمن إسرائيل.
وقال الكاتب إنه بالرغم من التعهدات التى قطعها الرئيس المصرى محمد مرسى على نفسه حول احترام معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، إلا أن انتماءه لتيار الإسلام السياسى ربما يحمل رسالة معادية لإسرائيل، وتضر بمصالح المرأة والمسيحيين فى بلاده، على حد تعبيره.
وأضاف الكاتب أن الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك كانت لديه القدرة على التأثير على الرأى العام الأمريكى، وبالتالى ممارسة قدر كبير من الضغط على إسرائيل، فى حين أن القادة العرب الحاليين يتبنون رؤية مخالفة تقوم على إرضاء شعوبهم بعيدا عن التفكير فى الرؤية الأمريكية، وبالتالى ليست لديهم القدرة على التأثير فى الرأى العام هناك.

نيويورك تايمز
الاحتجاجات الأخيرة تجاوزت الحساسية الدينية
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز فى تقرير لها نشرته على موقعها الإلكترونى حول موجة الاحتجاجات الغاضبة التى شهدتها سفارات الولايات المتحدة فى العديد من دول العالم الإسلامى مؤخرا أن الأمر هذه المرة تجاوز مسألة الحساسية الدينية أو السياسية، وإنما امتد إلى المطالبة بالحرية، موضحا أن المفهوم فى هذا الإطار يعنى حماية حق المجتمع سواء كان مسلما أو مسيحيا أو يهوديا فى عدم التعرض لإهانات تمس العقائد أو الهوية.
وقالت الصحيفة، إن هذا المطلب يعد امتدادا لمواقف كثيرة تبنتها العديد من التيارات فى المنطقة كانت دائما ما تعبر عن رفضها الكامل والقاطع للسياسات الإقليمية، منذ إقدام الولايات المتحدة على شن حربها الشهيرة على الإرهاب منذ عقد من الزمان والتى اعتبرها الكثيرون أنها تستهدفهم من ناحية، بالإضافة إلى هبوب رياح جديدة فى دول عدة منذ نشوب ثورات الربيع العربى والتى أطاحت بالأنظمة الديكتاتورية التى سيطرت على مقاليد الأمور لعقود طويلة، وهو ما يعنى للكثيرين أن هناك ضرورة جديدة لاحترام رغبات الشعوب.
وأبرزت الصحيفة الأمريكية تصريحا أدلى به أحد رجال الدين المشاركين فى التظاهرات التى شهدتها القاهرة فى الأيام الماضية، ويدعى إسماعيل محمد والذى كان إماما بأحد المساجد فى ألمانيا من قبل، والذى أكد أنه على الغرب أن يتفهم عقلية الشعوب، مؤكدا أنه على الساسة الغربيين أن يضعوا فى حسبانهم مطالب الشعوب العربية وألا تقتصر اهتماماتهم على الحكومات، وأضاف أن تصوير الأنبياء لا يقع بأى حال من الأحوال فى إطار حرية التعبير، وإنما يعد جريمة فى حق المسلمين.
وتابعت نيويورك تايمز فى تقريرها أن المتظاهرين الغاضبين أكدوا على أن تلك الاحتجاجات لا تعكس صداما بين المسلمين والمسيحيين، وإنما أوضحوا أن التقاليد الدينية لشعوب المنطقة والتى يتشارك فيها كل طوائف المجتمع تتعارض بشكل كبير مع الأفكار التى يتبناها الغرب والتى تعكس علمانية المجتمعات الغربية وفرديتها.
وذكرت الصحيفة أن العديد من المفكرين الأقباط فى مصر قد أعربوا عن استيائهم من الفيلم المسىء للإسلام والذى أثار ضجة كبيرة فى العديد من دول المنطقة، ومن بينهم المفكر القبطى يوسف سيدهم والذى أعرب عن انتقاده الشديد للعنف الشديد الذى صاحب تظاهرات المصريين أمام السفارة الأمريكية خلال الأيام الماضية، إلا أنه أكد أن الفيلم المسىء للإسلام يعد تكرارا لفيلم "شفرة دافنشى" الذى أساء كثيرا للمسيحية، وهو ما أثار ضجة فى قطاعات كبيرة من المجتمعات المسيحية فى ذلك الوقت.
وأضاف سيدهم فى تصريحات أدلى بها للصحيفة الأمريكية أن ردود الأفعال الغاضبة كان أمرا متوقعا للغاية من جانب كافة المتابعين للمشهد المصرى والعربى، موضحا أنه كان سيدعم تلك التظاهرات إذا كانت قد احتفظت بسلميتها، مؤكدا أن أحداث العنف التى شهدتها الاحتجاجات كانت المأخذ الوحيد عليها.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الإساءة للأديان يعد جريمة فى مصر وغيرها من الدول العربية، يعاقب عليها القانون، موضحة أنه من الصعب على مواطنى هذه الدول تفهم أن القوانين الأمريكية تعطى مساحة كبيرة لحرية التعبير تكفل للجميع أن يعبر عن آرائه، حتى أولئك المتعصبين الذى قد يقدمون موادا مسيئة قد تضر بالمجتمع.
وقالت الصحيفة إن المتظاهرين قد أعربوا عن استياءهم واستغرابهم من أن حالة الغضب الشديد وردود الأفعال العنيفة لم تدفع مسئولى الإدارة الأمريكية لمعاقبة صانعى الفيلم، فى حين أن العديد من الغربيين أعربوا عن اندهاشهم من أن قتل بعض المسلمين فى جرائم كراهية، ربما لا يثير موجة الغضب العارم الذى صاحبت الفيديو المسىء، موضحة أن المصريين المتظاهرين أكدوا أن الهجوم على العقيدة الدينية هو أسوأ فى نظرهم من استهداف حياة بعض الأشخاص.
وأبرزت الصحيفة الأمريكية أن التيار السلفى فى مصر قد ساهم بشكل كبير فى حشد التظاهرات أمام السفارة الأمريكية للتعبير عن الغضب من جراء الفيلم، إلا أنه بمرور الوقت اقتصر المشهد على بعض الشباب والمراهقين الذى تسلقوا أسوار السفارة وحاولوا اقتحامها، فى حين أن التابعين للتيار السلفى اختفوا تماما.