علقت صحيفة نيويورك تايمز على تداعيات التظاهرات التى شهدتها العديد من البلدان العربية أمام السفارات الأمريكية والتى صاحبها بعض أحداث العنف اعتراضا على الفيلم المسىء للرسول الكريم، موضحة أن البيت الأبيض يستعد فى هذه الآونة للتعامل مع مرحلة ربما تمتد من الاضطرابات فى الشرق الأوسط، خاصة وأن الاحتجاجات الأخيرة صارت أخطر أزمات السياسة الخارجية التى تواجه الإدارة الأمريكية قبيل الانتخابات الرئاسية.
وقالت الصحيفة إن المرحلة المقبلة سوف تكون بمثابة اختبار حقيقى لقدرة الولايات المتحدة على تأمين بعثاتها الدبلوماسية فى دول المنطقة، بالإضافة إلى قدرة الرئيس الأمريكى باراك أوباما على تشكيل قوى التغيير هناك بما يتناسب ويتوافق مع الولايات المتحدة ومصالحها.
وأضافت أنه على الرغم من أن هناك حالة من الهدوء سادت معظم دول المنطقة أمس السبت، إلا أن العديد من مسئولى الإدارة الأمريكية يرون أن الاحتجاجات العنيفة ربما سوف تكرس بداية مرحلة جديدة من عدم الاستقرار قد تستمر لفترة طويلة، موضحة أنها سوف تسفر عن تداعيات سياسية ودبلوماسية غير متوقعة.
وذكرت الصحيفة أنه بالرغم من الضغوط التى تمارسها إدارة أوباما على قادة دول المنطقة من أجل إنهاء حالة التوتر التى سادت الأيام الماضية، إلا أن العديد من مستشارى الرئيس الأمريكى شددوا على ضرورة إقدام الولايات المتحدة على تخفيف أنشطتها الدبلوماسية فى دول المنطقة.
وأوضحت أن موجة الاحتجاجات العنيفة التى ثارت فى العديد من البلدان العربية احتجاجا على الفيلم المسىء للإسلام تحولت إلى أشد أزمات السياسة الخارجية خطورة التى تواجه الرئيس أوباما فى عام الانتخابات، كما أنها تطرح التساؤل حول الرؤى الأساسية التى يتبناها الرئيس الأمريكى فى سياسته تجاه الشرق الأوسط، وأثارت عددا من التساؤلات حول السياسات الأمريكية تجاه ثورات الربيع العربى ومدى قدرتها على تحويل دول المنطقة نحو حقبة جديدة من الديمقراطية بعد عقود من الديكتاتورية، كما تساءلت عن مدى جدية السياسات التى تبناها الرئيس أوباما لمجابهة المجموعات الدينية المتشددة، ثم تساءلت كذلك هل فشلت الإدارة الأمريكية فى التعامل مع القلاقل الأمنية فى دول المنطقة.
وتابعت "نيويورك تايمز" فى تقريرها الذى نشرته على موقعها الإلكترونى موضحة أن هذه التساؤلات ربما أتت فى توقيت غير مناسب بالنسبة للإدارة الأمريكية الحالية، فى ظل استعداداتها لخوض الانتخابات الرئاسية فى نوفمبر القادم، موضحة أن نتائج الاستطلاعات لم تعط الرئيس أوباما تقدما مريحا، وقالت إن مشهد إسقاط الأعلام الأمريكية من فوق السفارات فى العديد من بلدان المنطقة وحرقها ربما سوف يمثل مشهدا محوريا ومؤثرا فى الانتخابات الأمريكية القادمة.
وأوضح الباحث فى شئون الشرق الأوسط مايكل روبن فى تصريحات للصحيفة أنه بالرغم من أن الرئيس الأمريكى تمكن من قتل أسامة بن لادن والقضاء على القذافى بالإضافة إلى ما حققه فى العراق، إلا أن ما حدث مؤخرا قد أضاع كل هذا فى الهواء، وهو ما لم تكن تتمناه حملته الانتخابية فى هذه الآونة.
وقالت الصحيفة إن واشنطن قد بذلت مجهودا كبيرا خلال المرحلة الماضية لإيجاد قدر من التوازن من تحقيق التحول الديمقراطى فى العديد من بلدان المنطقة من خلال دعم الثورات التى أسقطت الديكتاتورية التى سيطرت على مقاليد الأمور هناك من ناحية، وحماية مصالحها فى المنطقة من ناحية أخرى، وأضافت أنه بالرغم من أن الولايات المتحدة قدمت الدعم للتحول الديمقراطى إلا أنها لم تتمكن من القضاء على المشاعر المناهضة لها بين شعوب المنطقة.
من ناحية أخرى ذكرت الصحيفة الأمريكية أن عددا من المسئولين الأمريكيين أكدوا أن من خرجوا للشوارع للاحتجاج أمام السفارات الأمريكية ليسوا هم من فازوا فى الانتخابات فى بلدانهم، موضحين أن الحكومات المنتخبة أدانت تلك التظاهرات بشكل واضح، وأضافوا أن مبادرات الرئيس أوباما دعمت كثيرا من موقف الإدارة الأمريكية أمام دول المنطقة، موضحين أن سياسات أوباما أثبتت أن الولايات المتحدة ليس فى حرب ضد الإسلام.
وأبرزت الصحيفة تصريحات أدلى بها نائب مستشار الأمن القومى الأمريكى بنيامين رودس والذى أكد أن هناك تحديات صعبة فى العديد من البلدان العربية، موضحا أنها نتيجة لتراكمات عديدة منذ وقت طويل.
نيويورك تايمز: الاحتجاجات الأخيرة صارت أخطر أزمات أوباما.. والمرحلة المقبلة اختبار لقدرة الإدارة الحالية على تأمين مصالحها بالمنطقة.. ومسئولون: المحتجون كانوا من التيارات الخاسرة فى انتخابات بلادهم
الأحد، 16 سبتمبر 2012 11:09 ص