لست من هؤلاء الذين يُطلقُ عليهم "شيوخ"، ولا أعتبر نفسى - قطعاً - من المتدينين، وأعرف جيدا أننى من هؤلاء الخطّائين الذين حدّث عنهم النبىّ المصطفى "صلى الله عليه وسلم"، بل أكثر من ذلك أن بعض من يُطلق عليهم "شيوخ" يعتبروننى فى عداد الكُفّار بسبب خلافاتى المتكرّرة والمستمرة مع أبناء "تيار الإسلام السياسى" فى عالمنا العربى، لكن رغم هذا كُلّه فإننى شعرت بمرارة لا تصيبنى كثيراً بعدما سمعتُ وقرأت عن هذا "الفيلم" الهابط الذى صنعه بعض "المتطرفين" الذين تتبرّأ منهم المسيحيّة كما تتبرّأ منهم الإنسانيّة جمعاء، والحقّ أن هذه المرارة لم يكن سببها أن هناك من تطاول على جناب النبى "صلى الله عليه وسلم" أو أهانه، لأننى تعلمت منذ الصغر أنه: لا يضرّ السحاب نبح الكلاب!!.
أمّا سبب المرارة التى أصابتنى وألمّت بى هو أننا - نحن المسلمين - أسأنا للنبى "صلى الله عليه وسلم" أكثر مما أساء له أعداؤه وأعداء رسالته السمحة، رغم كوننا ندّعى أنّه أحبّ إلينا من أنفسنا وأموالنا وأهلينا، فلا أظنّ أن كثيرا من هؤلاء الذين ثاروا وهاجوا غضبةً على هذا الفيلم - وأنا منهم - قدّر النبىّ حقّ قدره فاتبعه واقتدى به واقتفى أثره فى معاملاته وحركاته وسكناته، حتى فى خصوماته واختلافاته، أسأنا له "صلى الله عليه وسلم" عندما سمحنا لأنفسنا بأن ننساه وننسى حقيقة رسالته التى شغلنا عن جوهرها كثيرٌ من المظاهر التى أصبحت تنفِّر أكثر مما تبشِّر، وأسأنا له "صلى الله عليه وسلم" عندما تركنا مجموعة من المرتزقة المسمّون زوراً "بالمشايخ" يتاجرون باسمه "صلى الله عليه وسلم" ويتربّحون بدعوى الدعوة لرسالته رغم كونهم يكفِّرون الناس به وبما جاء به، رغم كونهم أبعد الناس عن خصاله وصفاته وسماحته وكرم خُلقه!!.
نحن يا سادة المسيئون الحقيقيون للنبىّ المصطفى "صلى الله عليه وسلم" فلا تلوموا أعداءكم وأعداء نبيّكم إن فعلوا مثلما تفعلون، فإذا كان صانعو الفيلم الهابط قد اتهموا النبى الكريم فى خلقه، فقد اتهمه من قبل "عبدالله بدر" علناً بأنه "صلى الله عليه وسلم" سبّاب ولعّان ولم يتحرك أحد، وإذا كانوا قد شوّهوا صورته فهناك مئات "المشايخ" يشوّهون صورة النبىّ ورسالته من فوق المنابر عندما يصوّرون للناس أنه "صلى الله عليه وسلم" لم ينزل إلّا ليعدِّل لباسنا بدلاً من أخلاقنا، ويخفى وجوهنا بدلاً من مساوئنا، ويخنق إبداعنا بدلاً من تحريرنا، أسأنا للنبى "صلى الله عليه وسلم" عندما اختزلنا دعوته ورسالته السمحة فى تكفير الخصوم وتعليق المشانق للمخالفين، أسأنا للنبى "صلى الله عليه وسلم" عندما تركنا العلم والعمل، وتفرّغنا للمناظرات والمهاترات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، يا سادة الإساءة الحقيقيّة أتت منّا، فكيف نستغربها من غيرنا؟.
اليوم فقط سأبدأ فى الرد على إهانة النبىّ "صلى الله عليه وسلم" بإعادة مراجعة ما حفظت من كتاب الله الذى أتمّه الله علىّ وأهملته فى خضم الأحداث ومتاهة الدنيا، واليوم فقط سأبدأ فى حفظ مائة حديث جديد من أحاديث المصطفى لإحياء سُنّته والاقتداء بهديه، واليوم فقط سأبدأ بالانتهاء عن كل السباب الذى كنت أبدأ به حديثى مع من أختلف معهم أوحتى أكرههم حتى ولوكنت أراهم يستحقّون، وهى دعوة إليك عزيزى القارئ من "إنسان"، بعيدا عن كونك متّفقاً أو مختلفاً معى فى كل آرائى ومواقفى السياسيّة، وبعيدا حتى عن كونك ربّما ترانى من هؤلاء الذين يسيئون للإسلام سواء بمظهرهم لأننى أرتدى سلسلة أو حظّاظة، أو بسلوكهم لأننى ربّما أسبّ أو أشتم، أو حتى بجوهره الذى لا أظن أن أحداً يعلمه غير الله، هى دعوة لنغيّر ما بأنفسنا، ولنردّ الاعتداء على جناب النبىّ بإحياء سنّته والسير على دربه، فهلموا بنا نبدأ.
"المجد للشهداء... النصر للشعوب".
عدد الردود 0
بواسطة:
ادم
حسبنا اللة و نعم الوكيل
عدد الردود 0
بواسطة:
منير سالم
هذا صحيح
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر
الدوام لله يا "دومه"
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر على
الله لا يسامحك ....
عدد الردود 0
بواسطة:
دعاء
ربنا يهديك ويهدينا
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء
معك كل الحق
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد صبحي السيد يوسف
سياسة ترديد الكذب
عدد الردود 0
بواسطة:
نها
يارب
عدد الردود 0
بواسطة:
itliatand
منك لله
عدد الردود 0
بواسطة:
يارب
منك لله