رانيا حجازى تكتب: رئاسة الجاليات بالانتخاب يا سيادة السفير

الإثنين، 10 سبتمبر 2012 02:02 م
رانيا حجازى تكتب: رئاسة الجاليات بالانتخاب يا سيادة السفير صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سعادة سفير جمهورية مصر العربية فى باريس محمد مصطفى كمال.. بعد تهانينا لسيادتكم على تسلم منصبكم الجديد، ندعو لكم بالتوفيق فى لم شتات الجالية المصرية بباريس، ولأنها العاصمة الفرنسية أصبح المصريون بها هم واجهة المصريين فى أوربا، وهم لا يمثلون واجهة مشرفة للأسف، كما ترامى لمسامع سيادتكم عن حدة الخلافات والصراعات السائدة على الساحة منذ ثوره 25 يناير، والتى تذكرنا بصراعات القوى السياسية والنخبة المزيفة فى مصر، ومن الواضح أنهم لم يعوا الدرس من فشل كل من سعى فى مصر إلى الظهور وتسابق على المناصب والكراسى وتناسى مصلحة الناس فأهمله الشعب المصرى الذكى القادر على فرز من يعمل لمصلحته ومن لا يهدف إلا لمصالحة الشخصية.

‎لم أكن أحتاج لأن أنخرط فى مجال العمل العام طويلا لأفهم أسباب الخلاف، فيوجد فى فرنسا أعداد هائلة من الجمعيات والاتحادات المصرية المسجلة رسميا قلة منها تعمل بجدية وأغلبها جمعيات كرتونية ليس لها أى نشاط أو مقرات أو تواجد حقيقى ملموس على أرض الواقع، بل ويصل الأمر إلى حد أن بعضهم جمعيات وهمية ليس لها وجود إلا فى عقول أصحابها وإن كان هذا لا يمنعهم من تقدم الصفوف بتشجيع من الفلول واتباع النظام الساقط، وهكذا أؤكد أن هناك من هم تعودوا على الظهور فتحولوا إلى رموز للجاليات المشغول أغلب أبناؤها بالسعى وراء لقمة العيش فى فرنسا التى تئن تحت وطأة أعداد كبيرة من المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين وتعصف بها أزمة اقتصادية شديدة تطيح حتى بالفرنسيين أنفسهم، وهكذا نستطيع تلخيص هذا الصراع بأنه صراع الباحثين عن الزعامة هؤلاء الذين عاشوا فى فرنسا ثلاثين عاما ولم يتعلموا منها شيئا ولم يتعلموا من الفرنسيين أنهم تقدموا وتحضروا، لأن كلا منهم اعتبر نفسه مجرد فرد فى المجتمع عليه حقوق وله واجبات وأن المصلحة العامة تحتم على الجميع أن يتحدوا ليكونوا يدا واحدة تعمل لنهضة بلدهم.

‎والمحزن فى الأمر أن التفرقة طالت الشباب فى باريس هؤلاء الشباب الذين قدموا لنا أيام ثوره 25 يناير صورة مضيئة من ميدان التحرير بكل حماسها ونقاء شبابها وخرجوا معا فى مظاهرات حاشدة تؤيد هذه الثورة فى الوقت الذى توارى فيه أبواق النظام خلف الأبواب مذعورين وهم يشاهدون بأعينهم سقوط أسيادهم الذين طالما طأطئوا الرؤوس لنيل رضاهم.

‎ولعل ندائى سأوجهه لهؤلاء الشباب لأنه مازال هناك رغم كل الخلافات أمل كبير فيهم وليس عندى أى أمل فى تلك الأجيال التى تعودت النفاق ثلاثين عاما فكلى أمل فى أن ينبذ الشباب خلافاتهم ويتحدوا معا ليكونوا قوة لا يستهان بها فى وجه الفلول الذين لن يتزحزحوا عن أماكنهم مهما فعل هؤلاء الشباب، ولعله من الحكمة الآن عليهم أن يقبلوا بهم ولو بشكل مؤقت وأن يتعاملوا معهم ولو مضطرين حتى لا ينفرد الفلول مرة أخرى بقيادة الجاليات، وبهذا يصنع الشباب مكانا لهم فى سفارة بلدهم وفى حياة سفير بلدهم.

‎واقترح على السيد السفير، بل وأتمنى أن يصل صوتى إلى السيد وزير الخارجية أن تكون رئاسة الجاليات بالانتخاب بحد أدنى يتناسب مع أعداد المصريين بكل مدينة وألا تزيد عن عامين لدورتين فقط حتى لا يستمر أشخاص بأعينهم فى الظهور الدائم وتكرار مأساة الحكم البائد بمصر مأساة دولة الرجل الواحد وأن تحجم صلاحيات رؤساء الجاليات حتى لا تستمر الخلافات والصراعات والمشاهد المؤلمة والفيديوهات على صفحات النت على مرأى ومسمع من العالم كله لتشويه صورة جالية كانت بالأمس القريب من أفضل الجاليات بفرنسا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة