د. رضا عبد السلام

هل استوقفك هذا الخبر؟!

السبت، 01 سبتمبر 2012 08:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك، أوردت وسائل الإعلام – وعلى استحياء – خبرين، أحسبهما فى غاية الأهمية والعمق، وإن لم يحظيا بالاهتمام الكافى، حيث كان وقت تلك الوسائل الإعلامية منصباً على إشعال المزيد من الحرائق فى مصر وفى جسم شعبها، وما بقى لديها من وقت خصصته لحكايات وفضائح الممثلين والممثلاث عافانا الله وإياكم.

أما الخبر الأول، فقد قرأته على صفحات جريدة اليوم السابع وكان مفاده أن رعاة كنيسة منفلوط قاموا بفتح أبواب الكنيسة، وسارعوا بإمداد المصلين المسلمين فى المسجد القريب منها بالمياه، التى كانت مخزنة فى خزانات الكنيسة، وذلك بعد انقطاع المياه عن المسجد، ليتمكن المصلون من أداء صلاتى العشاء والقيام!

أما الخبر الثانى، وقد ورد هو الآخر على استحياء ومر مرور الكرام خلال الأسبوع الأخير من رمضان، فكان مفاده أن مسلم فى قرية نزلة عبيد التابعة لمركز أبو قرقاص (المنيا) تبرع خلال حفل الإفطار السنوى الذى أعدته الكنيسة ببناء الكنيسة وتطويرها!!

أكتب هذا المقال بمناسبة موقفين أو حدثين مهمين تعيشهما مصر حالياً. أما الموقف الأول: فهو موقف من يسمون بأقباط المهجر، الذين نصبوا أنفسهم متحدثين باسم أقباط مصر الشرفاء، والذين يدعمون بعض المخططات الرامية إلى تقسيم مصر إلى دويلات على أساسى عرقى أو دينى أو مذهبى...إلخ!

فأين هؤلاء الجهلاء الباحثين عن الشهرة والمنافع الخاصة ومن حقيقة العلاقة بين أشقاء الوطن من المسلمين والمسيحيين؟! فكما أكرر دائماً، أن فى مصر بعد الثورة وفى خارجها، كل يبكى على ليلاه، وتبقى مصر هى الحاضر الغائب عن المشهد برمته.

وعلى صعيد آخر، تجد حفنة ممن نصبوا من أنفسهم متحدثين باسم الإسلام وباسم مصر الجديدة، يحاولون بشكل أو بآخر تأليب المسلمين على أشقائهم من المسيحيين، سواءً من خلال محاولة حشر عبارات فى نصوص الدستور تستفز أشقاء الوطن، أوالتلفظ بعبارات تستهين بجود الأخوة الأقباط، وكأنهم عالة على هذا الوطن المنكوب.

يا سادة، هذه هى حقيقة شعب مصر، وهذا هو واقع المتحدثين حالياً بلسانه. ففى الوقت الذى يفكر فيه مصرى مسلم فى بناء كنيسة، أو قس مسيحى فى احتضان مصلين مسلمين، نجد أنفسنا أمام مجموعة من المتاجرين بمصر وشعبها، سيقودننا لا محالة نحو الهاوية، ويشعلون حرباً لا أرض لها.

أرجو من كل مصرى عاشق لتراب هذا البلد، سواءً كان مسلماً أو مسيحياً، أن يلفظ ألسنة الفتنة، سواء من المسلمين أو المسيحيين. فقد عاش المصرى المسلم إلى جوار أخيه المصرى المسيحى لقرون فى ود ووئام، قبل أن تطل علينا رؤوس الفتنة وأصحاب المصالح والمتاجرين بهموم مصر وهموم أبنائها.

علينا كمسلمين ومسيحيين أن نعيد من جديد ترسيخ أواصر المحبة والمودة فيما بيننا، وألا نقف كثيراً عند المشكلات العابرة التى قد يختلقها أو يصطنعها السفهاء منا، فأهل مصر إن شاء الله فى رباط إلى يوم الدين.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة