أصدقاء درويش يروون أدق تفاصيله اليومية وقصة حبه خط أحمر

الخميس، 09 أغسطس 2012 01:57 م
أصدقاء درويش يروون أدق تفاصيله اليومية وقصة حبه خط أحمر الشاعر الراحل محمود درويش
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يغفل أصدقاء الشاعر محمود درويش أدق تفاصيل حياته، وذلك لأنه كان يفتح لهم بيته كمنتدى عام، ولكن لم يتجرأ أحدهم للحديث فى أى وسيلة إعلامية عن المرأة فى حياته، ومن هؤلاء صديقه الأثير المهندس والمقاول على حليلة الذى رافقه إلى هيوستن وشهد لحظاته الأخيرة، وهو الذى وضعه فى التابوت وأودعه الطائرة الذاهبة إلى عمان، وكان على علاقة يومية به، وحاملا لمفتاح شقته وللكثير من أسراره.

أيضا هناك الإعلامى غانم زريقات وهو أمين سر اتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين لربع قرن، والذى أيضا كان على علاقة صداقة عائلية ويومية مع محمود فى عمان، وكان رفيقه فى لعبة النرد حتى قبل سفره بلحظات، وأطلق عليه درويش لقب 'أميجو'، ومن الكتاب والشعراء التقيت بالشاعر طاهر رياض وكان أيضا من أقرب الناس إليه، وتربطه به علاقة عائلية، وثمة شهادات هنا لأصدقاء آخرين عرفوه عن قرب مثل القاصة بسمة النسور، والمسرحى رائد عصفور، والشاعر زهير أبو شايب، والشاعر جريس سماوى، والناقد فيصل دراج والناقد محمد شاهين والشاعر خيرى منصور، والناقد فخرى صالح.

ثمة أمر ما قبل الدخول إلى عالم درويش اليومى والاجتماعى، وهو أنّ كل أصدقائه تحدثوا فى جوانب كثيرة من حياته، وأغفلوا عن قصد جانب الحب فى حياته وعلاقاته النسائية، فهم كانوا يعرفون أنّ المرأة كانت حاضرة فى حياته حتى أيامه الأخيرة، وأنه كان عاشقا كبيرا، وهذا يظهر من بعض قصائده، هناك من بعث التعازى لزائرة السبت احتراما وتقديرا لها ولكنه لم يسمّها، وثمة من أحجم تماما عن الدخول فى هذا الجانب، لأنه يرى فيه أمرا خاصا بالراحل وليس مفتوحا على الناس.

صديقه "على حليلة" يقول عنه إنه كان كريم النفس متواضعا وحميميا وخجولا، وكان أيضا يشتغل بدأب على قصيدته محاولا أن يبلغ بها درجات الكمال، وربما كلّ هذا ما صنع منه حالة استثنائية فى الشعر العربى والعالمى تقترب من الأسطورة.

يقول غانم زريقات: " كان الشعر هو سلاحه الأمضى فى معركة الحفاظ على الذاكرة، ومواجهة تزييف التاريخ والصراع على الهوية"، فيما يقول محمد شاهين الناقد والمترجم الأردنى: "الكتابة بالنسبة له كانت خطا أحمر، وكثيرا ما كان يردد أنه لا يستطيع التوقف عن الكتابة، ولو توقف مدة طويلة لشعر بعدم وجوده"، ويضيف فواز طرابلسى: "هذا شاعر لا مهنة له إلا الشعر، وإن امتهن الصحافة للقيام بالأود، نادرا ما يترك وراءه نصا بخط اليد. نادرا ما يكتب الرسائل، لا يريد أن يبقى منه إلا شعره، ليس يريد أن يبقى منه شىء إلا الشعر".

ويعترف زهير أبو شايب قائلا: 'كنت أشعر أن درويش يحب عمان وكان له عدد كبير من المعارف فيها، وكانت شقته أشبه بمنتدى، دائما كان هناك من يزوره، لم يكن منعزلا كما يصوره البعض، مشيرا إلى أنه كان يحثه دائما على زيارته، وبصدق أشعر بالندم لأننى كنت أفوت الكثير من الفرص لزيارته والالتقاء به'.

ويؤيده رائد عصفور الرأى 'كان يحب عمان ويشعر بأنها مدينة قريبة إلى فلسطين، ولكن تحركاته محدودة، أحيانا يذهب إلى مطعم أو أمسية أدبية ما أو معرض تشكيلى..'، ويقول على حليلة 'لم يكن يشعر بالغربة فى عمان إذ لديه الكثير من الأصدقاء، وكان جزءا أساسيا من عائلتنا ولهذا فجيعتنا فيه شخصية ومضاعفة، وعلى المستوى الرسمى أيضا تم تكريمه، وهو حاصل على جواز سفر أردنى ورقم وطنى، أى جنسية كاملة..'.

وعن حياته فى عمان يعود غانم زريقات ليوضح قائلا 'لم تختلف عن حياته فى بيروت وباريس والقاهرة وإن كان أبرز ما يميزها أن معظم وقت درويش فى عمان كان للعمل الجاد، فالأصدقاء قليلون وخير دليل على ذلك أعماله الشعرية جميعها التى صدرت عن دار رياض الريس فى بيروت مثل: الجدارية 2000، حالة حصار 2002، لا تعتذر عما فعلت 2004، كزهر اللوز أو أبعد 2005، فى حضرة الغياب 2006، أثر الفراشة 2008 ، ولأن محمود لا يكتب فى السفر فمعظم هذه الدواوين كتبت بين عمان ورام الله، وأستطيع أن أجزم بذلك لأنه كان يقرأ لى ولبعض الأصدقاء كثيرا من قصائده..'


موضوعات متعلقة::


◄"محمود درويش"..لاعب النرد المناضل الحالم بمدينة الشعر

◄درويش فى القاهرة: قضى عامين مع محفوظ وإدريس وعبد الصبور والأبنودى






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة